الجمعة، 24 مايو 2013

الأواسـمة ..!!

..
.


الأواسمة ..

* هذه ترجمة عربية مشوهة للفظة إنجليزية شهيرة وهي awesome ..
وهي تأتي بمعنى مهيب أو مرعب ، لكنها تستخدم للتعبير عن الأشياء الجميلة ..
تماماً كاستخدامهم كلمة cool لوصف الشاب اللذيذ الصايع السكران الذي يتنفس الماريجوانا بعمق ..
باختصار : أنا لا أستخدم المصطلحات الإنجليزية لإعجابي الشديد بها ..
بل للسخرية فقط ، يعني أستخدمها لغير الغرض الذي وُجدت لأجله ، تماماً كما يفترض بهذه الكلمات أن تكون ..
فعندما أقول awesome فأنا أقصد المرعب من الأشياء ..
والتي يعتبرها البعض شيئاً جميلاً ..
الشاب الرقيع الذي طرده والده من المنزل هو awesome ..
الفتاة التي تضع طلاء أظافر أسود ، وتملئ الوشوم جسدها المراهق ،
وتظهر آثار إبر الهِباب واضحة على أوردة يدها .! awesome



نحن أيضاً ..
الرائعون الجدد ..


جيل جديد ، يحاول أن يكون رائعاً كسلفه ..
جيل يحمل إرثاً هائلاً ، وحملاً ثقيلاً .. من القيم الجميلة ، والمعاني السامية ..
يجد نفسه مطالباً بالحفاظ عليها ، في عصر العولمة ، والانفتاح ..!


تخيل أنك مطالب بالحفاظ على الحجاب في وقتٍ يصرح فيه أحدهم ..
وهو محمد حبش ، الباحث في مركز الدراسات الإسلامية بأن قضية نزع الحجاب في الجامعات السورية شأن تربوي بحت ، لا علاقة له بالدين ! 

هكذا بكل بساطة لا علاقة له بالدين !
الكثير من الكلام الفارغ عن أن الحجاب كان منتشراً بين الكثير من الأمم حتى قبل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ،
وهناك القصة عن الجارية الفارسية التي حاول أحد المسلمين كشف وجهها فنهرته ! 
يا سلام !
هكذا بكل بساطة أصبح للحجاب صبغة فارسية .!!
..
لا أعتقد أن مثل تلك التصريحات تأتي من قبيل المصادفة ..



***************



* شوية احترام بس !


تخيل أنك بين خطابين ، أحدهما مليئ بالتشبيهات السطحية ، 
عن بائع اللحم الذي يقع الذباب على لحمه المكشوف ..
وعن ( مثل الكلاب تطوف باللحمان )

اللحمان !! 

وعن بائع المجوهرات الذي يحفظ أغلى قطعه في كيس قماش أسود !

هذا المنطق المخروم لا يقنع طفلة ، لا تستطيع أن تقنع ابنتك بأنها جوهرة ، نقية ، 
يجب أن تحفظها في قطعة قماش ! 

ثم تذهبان صدفة إلى متحف فتفاجئ بأن أغلى ألماسة في الدنيا معروضة على الملأ في قفص زجاجي !!



بل المرأة كائن من لحم ودم ، وفيها من الشر الكثير ،
وفيها من الخير كذلك ، وهي كائن بين الطهر والنقاء ، وبين الإثم ، 
وقلبها فيه وفيه !



لا يوجد منطق في الكون أقوى من منطق الانقياد لأوامر الله ، والعبودية المطلقة له سبحانه !



والمنطق الآخر منطق التقليل من أهمية الحجاب ، ( أوتزني الحرّة ) 

أي امرأة متبرجة ، أو غير ملتزمة بالمفهوم المجتمعي للاحتشام ،
وتعتقد أنها حرة ،
إذن هي بعيدة عن الشبهات !
وأكبر من الفتن والمغريات ..

الحرة تجلس مع الرجال وتخالطهم ، 
وتناقشهم ، بل وتتعجب من أن هناك نساء زانيات !


وكأن كل النساء هند ، وكل الرجال محمد عليه الصلاة والسلام !!

حتى وصل بهم الأمر إلى تمييع قضية الحجاب ..

حتى الرافضة يتحجبون !!


يا أخي جواري فارس محجبات ! 





من الطبيعي أن ينتج عن هذا البون الهائل ، والتناقض المخيف ..
قيم مائعة ، ومعاني ممجوجة ..

وشخصيات مهزوزة .. 



********



* نعيب زماننا !



والمشكلة الكبيرة الأخرى ..
أننا صدقنا تلك الكذبة العظيمة ..

نعيب زماننا والعيب فينا ** وما لزماننا عيب سوانا

والبيت للإمام الشافعي رحمه الله ..
إن نكهة الرفض لهذا البيت تشبه ـ كثيراً ـ نكهة الزندقة ..
فمن أنت حتى تقول عن بيتٍ للشافعي أنه كذبة كبيرة !!

بدأنا نؤمن حقاً أن العيب فينا ..
وكأننا طفرة وراثية جئنا من خليطٍ مشوه من الجينات !!


والأمور ليست بتلك البساطة طبعاً ..

ليس كل من يتحدث عن كون الظروف أقوى منه هو شخص يلتمس العذر لنفسه لينام مرتاح البال !!

وليس كل من قال بأن الحرب لم تعد متكافئة ..
وأنها معركة بين طائرات الأباتشي والإف خمسة عشر ..
وبين مقاومٍ لا يملك حتى سلاحاً أبيض !
حرب بين الرصاص والحجر !!

هو شخص متخاذل ، متكاسل ، أو ـ ربما ـ عميل !


هذا عصر التهم المعلبة الجاهزة ..


من العيب أن تتكلم عن الاختلاط على اعتبار أنه ضرورة ملحة في الوقت الراهن ،

سوف يفاجئك أحدهم بقوله : ( مافي شي اسمه الوقت الراهن ) ! 

صدق من قال ( نعيب زماننا والعيب فينا ) !

أو ترضاه لأمك ! لأختك !

هكذا تجد أنك ممنوع من التفكير ، ومن الحوار ، ومن البحث ، ومن الاجتهاد ..

بحجة أو ترضاه لأختك !!

في واحدة من حلقات الذكر كان الشيخ الجليل يتحدث عن أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .. 
كيف أنه كان يعمل في بستان ليهودي ، فيأخذ ما يكفيه قوت يومه ثم ينصرف !
ولا يرهقه التفكير في أمر الغد ..

ليقفز شخص من بين الحضور وقد أحكم لثمته على وجهه ، ليصرخ بصوتٍ هادر ، 
يا شيخ الصحابة ما كان عندهم إيجار شقة عشرين ألف ! 
ولا عندهم تجار حرامية يرفعون الأسعار !
ولا عندهم حكومة واضعة يدها على كل شيء وتسقي الشعب بالقطارة !!



الخلاصة ..

الزمن فعلاً تغير ، والتعامل مع المتغيرات الكثيرة التي يعج بها هذا الزمن يحتاج إلى لغة جديدة !

لغة مرنة ( غير مائعة ) منفتحة على الآخر ( اللي مهوب كافر طبعاً ) 
صارمة ( غير متشنجة ومليئة بالسباب والتهم المعلبة والشتائم ) !

لاحظوا أنني لا أعرف كيف تكون اللغة مرنة وصارمة في نفس الوقت !! 

ولا أعرف كيف يوجد كلام كذلك ، لكن لعلها تكون لغة هادئة ، رزينة ، مليئة بالمحبة ، غير منفرة !!
لكنها صارمة ، محددة ، واضحة المعالم ، تعتمد على أسس قوية ومتينة !
 
المسألة ليست مسألة ( أو ترضاه لأختك )
وإلا فإن الكثير لا يرضى أن يكون لأخته ضرّة ، بالتالي هو ( لا يرضاها لأخته ) 
أي تعدد الزوجات !!



***********


* ظاهرة ( الكتابة على الجدران ) 


الحديث عن ( الزمن الذي تغير )
و ( الرجال الذين لم يعودوا كذلك ) 
و ( المرأة التي تحررت ) 

يحمل ذات طعم الكلام عن ظاهرة ( الكتابة على الجدران ) !! 

الكل تعايش معها حتى أصبحنا لا نلاحظها حقاً ..
أو نتظاهر بأنها غير موجودة !! 

ولم يعد من المقبول حتى طرحها للحوار !

هل هناك عاقل لا يزال يتحدث عن ظاهرة الكتابة على الجدران !!!


من هو الأحمق الذي يجرؤ على التشكيك في أن ( ياما في السجن مظاليم ) ! 
حتى بدأنا نؤمن بأن السجن كله مظاليم ..

من هو المسطول الذي لا يرى أن المرأة ( تحررت ) بغض النظر عن الربط القديم بين التحرر والانحلال !!
من هو المتخلف الذي لا يزال يعتقد أن ( العيب في الزمان ) فعلاً وليس فينا !!


نحن .. أو ربما أنا فقط ..


المتمردون على أنفسنا ، الراضخون لظروفنا ..
المقاومون في عقولنا ، المستسلمون لواقعنا ..
المجاهدون في أوهامنا ، المتخاذلون في حقيقتنا .!!


نحن ( الأواسمة )

* ( رغّودة ) 



كلنا تعبنا من التنظير ، التظاهر بالعلم ، والفهم ..!
الكل ارتدى عباءة العالم ببواطن الأمور ..

الدنيا مليئة بالكثير من كل شيء .. إغراق 

في كل قناة ثلاثة مفتين ، وأربعة مفسري أحلام ! 
في كل يوم يبرز نجم مطرب ، ثم يخبو ويفنى في ذات اليوم ..
كل يوم تتم صناعة وتعليب قضايا لا تعنينا ولا تهمنا ، لإلهائنا عن قضايانا الأهم ..

إرضاع الكبير ، الاختلاط الدائم ، مصافحة المرأة الأجنبية ، الحوار مع الآخر ( الكافر ) ..!

في الوقت الذي لم تعد فيه المرأة ـ أصلاً ـ ترضع ( الصغير ) وهو بالمناسبة ( ابنها ) !!
ولم يعد الإنسان يجد الفرصة ليخالط أهله ، بعد أن تم تحويله إلى آلة فقط !


ولا يكاد أحدنا يجد وقتاً لمحاورة أبنائه !!

وهذا هو مربط الفرص ..

ابنتي ( هيام ) وليست ليان ( كما سبق وألمحت في موضوعٍ سابق ، 
والسبب أنني استمعت إلى نصيحة زوجتي في محاولة لإخفاء شخصيتي ،
ثم تفطنت إلى أن الدنيا فيها مليون مصطفى عنده ولد اسمه فارس وبنت اسمها هيام ، 
وأنه والله ماحد جاب خبري بما أنني لم أتجاوز مرحلة الكلام الفاضي ، 
والتنظير الذي لا طائل منه !!
إلى التحرك الإيجابي ، والفعل المؤثر ) 


كنت أقول بأن ابنتي ( هيام وليست ليان ) 
فاجأتني قبل فترة بسيطة في أنها تريد أن تصبح مثل ( رغّودة ) ، 
ورغّودة لمن لا يعرفها هي طفلة جميلة ، سمراء ، واسمها رغد الوزان ،
وهي من نجوم قناة طيور الجنة ! 


صحيح أن رغد فتاة عادية جداً ،
ولا بأس في أن يطمح الإنسان ليكون عادياً !
لكنها في كل يوم تفاجئني بطلباتٍ عجيبة ، 

فهي تارة تريد أن تكون ( كورتني ) وتارة تطالبني بتغيير اسمها إلى
( أنجيليكا ) بدلاً من هيام ، 
وذلك أن اسم هيام عجوز كتير !!

وعندما أسألها : مين قلك إنو اسم هيام عجوز كتير ؟

تجيبني بأنه : ماحدا قال لي ، بس التيتة اسما هيام ، وهي عجوز كتير ..

ولأنني أتضايق من الحديث في هذه المسالة ( اسم أمي بالذات )
فإنني أنهي الحديث فوراً ، ولا أسمح لها بالاسترسال أكثر !


ويكون رد فعلي ـ المبدئي ـ هو حذف كل قنوات الأطفال ، 
طيور الجنة ، نيكولوديان ، سبيس تون .. إلخ !


لأنني لا أعرف من أي القنوات تحديداً تتأثر أكثر ! 


ثم لا تلبث زوجتي أن تهدئني ، 
وتخبرني بأنها لا تدعها تتابع الرسوم المتحركة بمفردها ،
وأن الأمر لا يستدعي القلق ، 

وأن ( كورتني مدري أنجليكا ، نسيت ) شخصية من شخصيات نيكولوديان الشهيرة !! 


فأعيد القنوات ، ثم أخرج ـ هارباً ـ إلى المقهى ..
وأنا في أشد الضيق ، والندم !!!

دائماً أفكر في معاملة ابنتي أحسن معاملة ،
وتربيتها أفضل تربية ، المشكلة أنني أنجح أحياناً ، وأفشل أحياناً أخرى !!


هل حقاً أنه لا شيء يستدعي القلق !!

المشكلة ليست من انعدام وجود الشيء ، بل من توفره بشدة !!

الكثير من كل شيء كما سبق وأسلفت .. 


تخيل أنك تناولت كمية كبيرة من ( حلاوة الجبن )
وهي نوع من الحلويات الشهيرة في حماة وحمص ، سوف تفقد متعتها ، وطعمها ، وقيمتها !!

وهي أمور تحصل لي تحديداً ..
عندما أكون في السعودية فإنني أحلم بـأطباق حلاوة الجبن ، 
وعندما أكون في سورية فإنني أتناولها في الأسبوع الأول حتى تفقد قيمتها لدي تماماً !!

وهذا يؤكد أمراً ، أن قيمة الشيء في انعدامه !
فلا قيمة للأمن إلا عند انعدامه ، ولا يعرف قيمة الصحة إلا المريض ، 
ولا يدرك أهمية البورش ( السيارة ) إلا من لا يمتلكها !!


صحيح أن الحرية ، ليست نوع من الحلويات ،
وأن الحوار ليس سيارة بورش !! 

لكن ذلك لا ينفي أن كثرة وجود الشيء تشبه عدم وجوده !!!




عندما كنا صغاراً لم نكن نحصل على على كل هذا القدر الهائل من المساحة ،
كنا في فترة تتميز بكثرة القيود !
عصر الفكر الواحد ، والتوجه الواحد ، والتيار الواحد !!


تلك الفترة التي اتضح ـ فيما بعد ـ أنها ليست بذلك السوء !



فهو على الأقل كان عصراً خالياً من حصر الإسلام في طالبان ! 
وقصر الجهاد على القاعدة !!
عصر كان يتم تجنيد الشباب في المساجد ، وبعد صلاة الجمعة ! 


هكذا كان يخرج شخص بعد صلاة الجمعة ليقول : 
( من يرغب بالانضمام للمجاهدين في أفغانستان فليذهب إلى الشيخ أبو ياسر عند البوابة الشمالية ليستمع إلى الشروط ) 

عندما كانت تطلب موافقة الأب ، والأم !
ولا تطلب موافقة ولي الأمر ، على اعتبار أن ولي الأمر ( مستانس ) !

عصر لم يكن فيه تفجير دورية الشرطة جهاداً !

ولم يكن فيه التبرع للجماعات الخيرية إرهاباً !!

عصر ليس فيه الجزيرة ، ولا العربية ، ولا الاتجاه المعاكس !!


عصر فيه ماجد الشبل وغالب كامل !

وليس فيه إليعازر وفيصل القاسم وسامي حداد وأحمد منصور وبزر البطيخ !!!



عصر ليس فيه ميكرويف ، ولا عبوات حليب أطفال مسرطنة ، ولا ببسي بريال ونص !!


لم نعرف كيف نستخدم هدية الغرب أحسن استخدام ! 

التقنية ، الحرية ، الانفتاح ! 
الميكرويف ، فيصل القاسم ، العربية !!! 


كنا نعاملها بكثيرٍ من الحذر والتخوف ، فرفضناها ، 
أو بكثير من الانبهار فرمينا أنفسنا في أحضانها .. 

في الوقت الذي كان من المفترض أن يعلمنا أهلنا السباحة ، علمونا الهروب منه !

والآن بعد أن وصل الماء للحى ، نقول : يا ليتهم علمونا السباحة !!!


صحيح أن هذا خطأهم وليس خطأنا ، لكن هناك أمر واحد يحسب لهم ..

أنهم علمونا على الكثير من القيم ..

والأهم من ذلك كله ، علمونا على ( القرآن ) !

في الوقت الذي لم نعلم فيه أولادنا إلا على ( الغرق ) ..!



مشكلتي أنني لا أستطيع أن أكون مثل والدي !

متى أحفظ القرآن ؟ 
ومتى أتخلق بأخلاقه ؟
ومتى أنقل تلك الأخلاق لأولادي ؟!




وهذا يجعلنا نتحدث عن جانبٍ آخر تماماً ..



عن ( التربية الأوسوم ) ! 


* تربية .. أوسوم 




هناك قاعدة تربوية واحدة لا تتغير ولا تتبدل ..
ومن غير المعقول ، أو المقبول ، 
أن يتربى أولادك تربية سليمة دون استخدامك لهذه القاعدة ..

وهذه القاعدة تقول بوضوح أنه هناك ـ دائماً ـ ( جيل آخر زمن ) !!

لا بد وأن تربي أولادك على أساس أنهم ( جيل آخر زمن ) ..

لا بد وأن والد جدي كان يخبر جدي ـ الذي كان يعيش على تغميس الخبز اليابس بالماء ـ
أنه من جيل آخر زمن ، الرقيع المدلل !
وأن جيلهم كان يأكل الخبز حاف !

ولا بد أن والده ( أي جد جدي ) أخبر ابنه ( والد جدي ) 
بانه مائع سخيف لأنه يأكل الخبز بينما هو ( جد جدي ) لم يكن يجد الخبز !!

وأنا متأكد أن جدي أخبر والدي بأنه ( بلا طعمة ، ورخو )
لأنه يغمس الخبز اليابس بالشاي ! 
بينما هو ( أي جدي ) كان يا دوب يغمس الخبزة اليابسة بالماء !! 

ومن البديهي ـ طبعاً ـ أن والدي ياما أخبرني بأنني ( مو نافع ، وعديم أهمية ) 
لأنني آكل اللحم بشكل شبه يومي ! 
بينما هم كانوا يسمعون أن هناك جماعة من أصحابهم ، 
يعرفون جماعة أخرى ، سمعت أن هناك جماعة شاهدوا جماعة أخرى تأكل اللحم في العيد الكبير !!

أنا جيل الأتاري ، ولعبة العسكري والحرامي ،
وكمبيوتر ( صخر ) أنتظر فارس حتى يكبر ،

لأخبره أنه جيل 
( آخر زمن ) !

جيل الهمبرغر ، والبوب كورن ، والقيم بوي !!

وهكذا أحمله أمانة مهمة يجب أن ينقلها لأولاده ، وأحفاده !!


أمانة كبيرة ، وإرث ضخم ، مفاده أنك يجب أن تؤمن ، وتعتقد ، وتقتنع ، 

أنك ( جيل آخر زمن ) ! 


طيب وين جيل ( أول زمن ) ! 
إن صح التعبير 

هل هو الجيل الذي ضيّع فلسطين ،
ثم سخر من كوننا ( جيل آخر زمن ) الذي سوف يحرر الأقصى !! 

هل هو الجيل الذي لقننا القرآن تلقيناً ، حتى أصبحنا نردده دون فهمٍ واضح !

وإذا جئنا نُفهم أولادنا وجدنا أننا ندور في حلقةٍ مفرغة من التحفيظ !



المشكلة أنهم كانوا جيل رائع حقاً ، لأنهم تربوا كذلك ، لكنهم أخرجوا جيلاً أوسوماً ! 
غير قادر على تطبيق ما حفظه ، وما تم تلقينه إياه ، في بيئة غير مناسبة !

بيئة تشاركك نفس المبدأ ، وذات القيم ، لكنها تخطئ في التطبيق ! 
وتسيئ التأويل !





وهون حطنا الجمال !! 



يا جماعة ، حقاً ، البيئة غير مناسبة ! 
البيئة التي نعيش فيها نحن الآن ، ولا ذنب لنا فيها ، لم نصنعها نحن صدقوني !!

إن أبشع شيء قد يقوم به الإنسان هو ممارسة دور الضحية ،
لكن ما هو أبشع منه هو كونك ضحية فعلاً لكنك لا زلت غير مدركاً لواقعك !




* تعليم .. أوسوم 





قرأت تقريراً في واحدة من المجلات ..
يظهر مطالبة عدد كبير من المربين ( أو لنقل المعلمين )
بالسماح لهم بمعاقبة الطلاب بالضرب .! 

وكانت حجتهم أن المعلم قد بدأ يفقد هيبته ، وسيطرته على طلابه .! 

لعلم الطالب أن المعلم عاجز عن عقابه .! 

وكأن علاقة الطالب بمعلمه مقتصرة على الضرب ! 
مبنية على الخوف ! وليست على الاحترام والمحبة والتقدير المتبادل ! 

وكأن الضرب من المسلمات في التربية ! 

يقولون : بأنه من أمن العقوبة أساء الأدب .. 

وأن هذا المثل ينطبق تماماً على حال طلابنا ( أبنائنا بالدرجة الأولى )

ومن قال أن العقوبة أمر مطروح للمناقشة !؟ 

هذه المدارس لم تكن إلا لتربية الطلاب وتعليمهم وتثقيفهم بالدرجة الأولى .! 
وليس لتطبيق العقوبات ، ونشر الرعب ، وإمراض النفوس !

القضية قضية وعي بالدرجة الأولى ،
ولأنني نشأت على يد مربيين أفاضل ( ليسوا مجرد معلمين )
لم أستشعر ـ ولو لمرة واحدة ـ أن هناك مدرس يرغب بضربي !
نعم قد يفعل ، قد يضربني ..
لكنني لم أشعر بأن ضربي هو غاية مرامه !! 

حتى في حال الخطأ والتقصير ، كان العقاب الأزلي الشائع ( الوقوف في زاوية الفصل ) 
المقصود هنا هو التأثير النفسي ، وليس التعذيب الجسدي الذي نشاهده الآن !!

ما هو شعور الطالب الذي يقرأ تقريراً كهذا ؟ 
ويعرف أن الرغبة الملحة لمعلمه هي أن يسمح له بضربه !

لقد شاهدت غير لقطة تصور معلمين يعاقبون الطلبة بسادية عجيبة ! 

أنا لا أقسو على المعلمين والمربين الأفاضل ، 
ولا أعمم ..

كما ذكرت المسألة تحتاج إلى وعي كبير ، وإدراك ، وعمق ، لن أغفل دور الوالدين ! 

روى لي صديق ـ وهو مدرس بالمناسبة ـ عن طالب لديه سلمه هاتفه الجوال ليكلم والده ! 

فأخذ منه الهاتف وسلم على والده ورحب به ، فما كان من الأب إلا أن قال : لو طلعت ولدي من الصف مرة ثانية بكفخك !
وأغلق الهاتف ..
أنتم لا ترسلون ِأولادكم للمدارس لمجرد ( زحلقتهم ) في الفترة الصباحية .!
ونيل قسطٍ وفير من النوم ..
دعوا عنكم الاحتقان في التعامل مع المعلمين .

تابعوا أولادكم أولاً بأول . لو احتاج الأمر لعقاب ، فكن أنت من يعاقبه ، 
امنع عنه أشيائه المفضلة ، 
لا بأس إن دعمت المعلم ومنحته الكثير الكثير من الثقة ـ
بعد التنسيق والمتابعة ـ فالمسألة أولاً مسألة تربية .. 

قبل أن تكون تعليماً.! 


..
..
.


( البيئة ، كمان وكمان ) 





حقاً أنا ولدت في فترة زمنية جميلة جداً ! 


حيث كان كل شيء يبدو على حقيقته ، 
أو أن كل شيء يحرص على إظهار ما يبطن !
أو أنه لم تكن هناك مبررات لأن يخفي أي أحدٍ أي شيء ..

لا أعرف ، لكن كل شيء كان يبدو فعلاً كما هو ..

الإمام كان شخصاً يقضي كل وقته في المسجد ، 
حتى إذا حضر وقت الصلاة أمّ الجماعة ، 

والمؤذن كان رجلاً فلسطينياً حسن الصوت ، 
يحضر قبل كل صلاة ليؤذن ، ثم ينصرف إلى عمله بعد الصلاة !! 


الشيخ كان كذلك فعلاً ، ويبدو كذلك حقاً !

لم يكن الإمام صبياً في التاسعة عشر يقرأ الضالين هكذا ( الظالين ) ! 
ولم يكن المؤذن مجرد شاب يجيد تقليد ( الدغريري ) ! 



كان البدوي شخصاً يلبس ثوبه ، وشماغه ،
يقابلك فيعرف كيف يكرمك بأدب الحوار ! 
وكيف يجرك جراً إلى مائدته العامرة على الدوام ..


أما الآن فإنك تقابل شاباً أشقر الشعر ،
يرتدي بنطلون من ماركة ديزل أعتقد ، 
ثم تفاجئ عندما تسأله عن المسجد بجوابه لك ( عانَه ) !!


بمعنى ( ها هو ذا ) ! 


لا أعرف إن كنت قادراً على إيصال الفكرة ، لكن كل شيء كان له صبغة حقيقية واضحة !



كل شيء في المدرسة كان له علاقة بالتربية ، والتعليم ، والقدوة الحسنة !


طيب ..



في مدرستي الابتدائية 
كنت تقريباً الوحيد من الفئة البشرية التي اصطُلح على تسميتها ( أجانب ) 
تقريباً في العام 1985 ، أو أنه كان هناك طالب آخر أعتقد أنه من الجنسية المصرية ، 
في الصف الرابع ولم أكن أعرفه ،
لكن كنت أنا وهو الطالبين الوحيدين ـ تقريباً ـ من غير الجنسية السعودية !


كانت أمي ( حفظها الله ) تعد لي سندوتشات الجبنة ،
والزعتر ، واللبنة ، وكنت أعطيها لأي شخصٍ أعرفه ! 

ولم أكن آكلها ، نظراً لأنني أعتقد أنني سعودي ..
أو أريد أن أكون كذلك 

هذه ليست محاولة للتلصّق بقدر ماهو اعتراف بمرحلة زمنية ( سخيفة ) نعم ،
لكن لها ذكرى محببة !


كانت هذه السندوتشات تدينني مباشرة !!

كل الطلبة كانوا يأكلون سندوتشات ( البيض بالشطة ) علماً بأنها رديئة .. 
لكنني كنت آكلها ، مثلهم ..
نوع من وحدة المصير ! 
لو صح التعبير 


كان والدي يعطيني ريالاً واحداً ، 
على اعتبار أنني أحمل معي كمية هائلة من السندوتشات ،
ولا أحتاج إلا لشراء عصير أو ببسي !


الزبدة ، 
لم أكن أعرف ما هو المبلغ المطلوب لشراء سندوتش البيض بالشطة
( لازم بالشطة ، المسألة مسألة مبدأ ) والببسي ، 

لكنني كنت أشاهد الطلاب وهم يدفعون النقود !

فكنت أعطي لعامل المقصف ( اليمني الفاضل ) ريالاً واحداً ، 
وأطلب سندوتش بيض وعلبة ببسي ! 

ولم يكن يناقشني ، أو يطلب مني أكثر ،

وما أدراه أنني ـ ربما ـ محتاج لا أملك المال ! 

أو أنني طفل لا أعرف قيمة النقد ، ولا يجيد إنفاقه ، وهو ( أكرر ) الشهم الكريم ، 
والمربي الفاضل !! 


لا أعرف كم بقيت على هذه الحال ، 
لكنها كانت فترة طويلة ، قبل أن يخبرني أحد الأصدقاء بأنه يدفع ريالين !

فاستغربت ، وظننت أنه مغفل مخدوع ، حتى تفطنت إلى أن الكل يدفع المثل ، إلا أنا !


يا الله ،
إن كانت هذه القصة مجرد كلام فارغ ،
فإن كل شيء آخر هو كلام فارغ أيضاً ..

إن كان هذا التصرف ليس حقيقة ، فإنه لا شيء حقيقي أبداً !! 



كل شيء في المدرسة كان يشبه المدرسة ، 

المدرس ، العمال ، السبورة ، الكراسي !!

كل شيء كان يحمل قيمة تربوية !



تنظر حولك الآن ، 
وتتمعن في وجه المدرس ، فلا ترى إلا صبياً نحيلاً متعلقاً في سكسوكته ! 



فتتحسف على الأيام الجميلة ، وتتساءل ، ما هي الذكريات الجميلة التي سوف يحملها أبناؤنا !!

هل هي الحرب على العراق !
أم الإبادة في أفغانستان ..
أم التشريد والمجاعات في كل أقطار الإسلام !!


أم مجرد مدرسة لا تشبه المدرسة ، وشارع ليس بشارع ، 


وإمام ما هو بإمام ! 

* صـ(و)ت الحملان 

..
.


بالأمس أخبرني سائق التاكسي الباكستاني عن زوجته التي توفيت منذ خمسة أعوام ..
كيف أنها أخذت تقيئ حتى الموت .. 
وكيف أنه فعل كل ما بوسعه ليؤخر مصيرها المحتوم ..
عن ابنه مهندس الكمبيوتر الذي يعيش في الإمارات ، والذي انقطعت أخباره منذ وفاة أمه !
عن ابنه الآخر الذي تزوج في المدينة المنورة وغير عنوانه دون أن يخبره ..


والحقيقة أنني لم أهتم لحرفٍ مما يقول ..
تعاطفت نعم ، لكنني عاملت حكايته معاملة أي مسلسل يحكي قصة عاطفية ، لا أكثر ولا أقل ..
أعني أنني تأثرت لحظياً فقط .. 
ترى كم راكب سمع هذه القصة قبلي ! 
كم شخص تأذى من عطل المكيف ..
من الذي تأثر ، ومن الذي شعر بالملل !




كنت أنوي أن أسبقه لأذكر له معاناتي في العمل ، وصعوبة تجديد رخصة الإقامة ..
وارتفاع أسعار الألبان ، والمرطبات ، والفواكه ، والأعلاف والذرة ( للبهايم اللي في العشة )


والقرطاسية ( للبهايم اللي في المدرسة ) !

عن التلفزيون الذي لم يعد يعرض القصص الرومانسية المملة ، أو أفلام الأكشن الرديئة ..
وبات يعزف على تيمة الجنس والدين ! 
كيف أصبح يستغل تخبط المتمشيخين في الفتاوى ليشكك الناس في دينهم !




كنت أريد أن أتسلى بالحديث ، وهي تسلية عبثية لن أملّ منها حتى أجد من يهتم فعلاً ، 
ترى هل سوف يفهم حقاً .. أم سوف يفعل مثل الباقين ..
يردد ( صحيح ، صحيح ، تماماً ) دون وعي ! 




صوته الأجش ، نفسه المتقطع ، الحشرجة التي تخرج من صدره مع كل عبارة ينطقها ،
وكأن روحه قد ملّت وقررت المغادرة ..
دمعته التي سالت على خده دون أن ينتبه إليها ..


صوت الصفير المخيف الذي يخرج مع كل نفس يشي بأن هذا الرجل يعاني من مشاكل خطيرة في صدره ..
ليس الحزن هو المتهم الوحيد إذن !



قطرات العرق التي بدأت تتكون على جبيني ، وتحت نظاراتي ، وفوق شفتي ، تكاد تصيبني بالجنون ..
حتى أنه ـ أي العرق ـ أوشك على إتلاف مبلغ العشرة ريالات الذي قبضت عليه بشدة ، حتى لا يدفعني التعاطف إلى دفع مبلغٍ أكثر من ذلك ! 
وما زاد الطين بلّة ، أن السيارات تقريباً واقفة من شدة الزحام .. 



بجانبي راكب سوداني ، يقود سيارته العتيقة وهو يستمع للأغنية الخالدة ( الشوق والرِّيد ) ،
التي أعتقد أنها للراحل الكاشف إبراهيم ! إن لم تخني الذاكرة ..
يخرج يده من النافذة ، وهو ينقر نفس اللحن بأصابعه على هيكل السيارة ..


قبضت بيدي اليسرى على الملف الذي يحوي أربع جوازات وأربع إقامات ، كلها بحاجة للتجديد ..

الأصوات تتداخل في أذني ، أولاد مافي فايدة ، الله تعالى قول ( إنما أولادكم عدو ) أصحح له (( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم )) هو لا يعرف تفسير الآية أو سبب النزول ، لكنه رأى أنها مناسبة لوصف حاله ..
أولاد أعداء ، يكح ، أولاد مصيبة ، صدره يصفر ، يختنق ، يبصق ، السوداني يغني : (الشوق والرِّيد) ، الباكستاني يتفطن للدمعة ويمسحها ، وأنا أخلع النظارة وأمسح عيني بقوة وكأنهما لا تخصاني ، يبصق ، يختنق ، (والحب الـباااااان في لمسة ايييد) ! أمسح العرق ، أم هي الدموع لم أعد أعرف ، (وأغاني نقووولا) ، يكح ، يختنق ، يبصق ، أو أنه يبصق ثم يختنق ..


(والدنيا زهوور في عينينا ، تصبح كل يوووووم ، زي طفل ولييييييد) !! 

..



أتساءل كم كانت الحياة سعيدة من قبل ؟ 


عندما كانت المرأة تجلس في بيتها ..
( وهذه ليست إهانة على فكرة ، لا بد وأن المرأة كانت تجلس في بيتٍ ما ، ليس بالضرورة بيت زوجها ! 
ربما هو بيت والدها مثلاً ، مو معقولة إنها كانت تبيت في الشارع مثلاً ) ..


عندما كانت تنجب عشرين طفلاً ، 

يموت منهم عشرة لضعف الرعاية الصحية ..
وخمسة لضعف المناعة ..
ويعيش ستة ، لضعفي في العمليات الحسابية !! 



لم يكن لدى المرأة الوقت لتتساءل عن سبب انشغالها في الحقل ، 
بينما تنشغل المرأة في بوتسوانيا في الغزل مثلاً ! 



كنا نعيش جماعة ، وحتى عندما نموت ، نموت جماعة ..
لم يكن الوباء قادراً على التفريق بين الشرفاء والضعفاء ..
الجدري لا يعرف آل فلان ، ولا يستثني آل فلان !
الطاعون لم يكن يميز بين غني وفقير ..



..




عندما كان الرجل يحارب ، ويغزو ، ويصيد ! 
يسهر على أمن بيته .. 
لا يكاد يشعر بالإرهاق ، لأنه لا يجد الوقت ليشعر ..
وبالتالي ليفكر ..


يموت ..
يرثونه في بيتي شعر رديئين ..
وينتهي الموضوع بالنسبة له ..




وكم هي الحياة تعيسة الآن .. 

بالرغم من أن أحدنا يضطجع حاضناً لابتوبه ..
يحرس بيته شرطي ..
يحضر له صبي البقال حاجيات بيته حتى قدميه .. 


لديه الكثير من الوقت ..

يرتاح ، يشعر بالملل ، يفكر ، يصيبه الاكتئاب ، يصبح عقله جاهزاً لتلوثه أي فكرة عابرة ..
ثم يصيبه الجنون ..



ولا يملأ فراغ رأسه إلا هم واحد فقط .. 

لماذا لا يتفهمه أحد ؟! 

لماذا لا يفهم صاحب الدكان أنني لن أتمكن من الدفع له هذا الشهر ! 
لماذا لا يصدقني عندما أقول له بأن الأوضاع الاقتصادية صعبة جداً ..
وفاتني أنه يعاني ذات الوضع ، وأن علي أن أتفهم حاجته الضرورية لأن أدفع له ..



هناك دائماً من يتحمل هذه المسئولية ، 
وإن لم يكن هناك ، فإنه يخترع سبباً لجعل الآخرين دائماً يتحملونها ..

فتارة يكون السبب في عدم فهم الآخر له هو اختلافه في الجنسية التي يحملها ،
وتارة يكون السبب أنه أبيض وفلان أسود ، وتارة لأن فلان من تيار ، وهو من تيارٍ آخر !
وحتى لو حصل سوء الفهم بين أفراد العائلة الواحدة ، فلا بد أن اختلاف بصمة الأذن هو السبب !! 



لم يعد أحد يعامل الأفكار على أنها أشياء مكتسبة ، قد يأتي يوم ويتخلى عنها ..
الكل أصبح يدافع عن فكرته وكأنه يدافع عن روحه نفسها ..

يضع حول رأسه الكثير من العقبات ، والحواجز ، بحيث لا يستطيع الخروج منها ، ثم يتساءل كيف لا يستطيع الآخرون الوصول إليه !

ثم وبعد كل ذلك نتساءل ، لماذا لا يفهمني أحد ! 
..


هناك شيء غير منطقي في تسلسل الأحداث ..
كأنك تابعت الحلقة الأولى من مسلسل عربي رديئ ، 
والتي كان البطل فيها يحاول استميال البطلة ،
ثم فجأة قفزت للحلقة الأخيرة حيث أصبح لديهم ولد مراهق لعاب وفلتان !

متى ضرب مجموعة البلطجية الذين يعاكسونها ، 
ومتى مسحت الدم السائل من أنفه بقطنة مغمسة بالسبيترو ، 
ومتى عزمته على كوب ليمون ، ومتى أحبته ، ومتى تزوجته !


فجأة كنا نصنع الحدث ، نصدر العلوم ، نحارب على كل الجبهات ، ندك حصون الأعداء ، 
نكسر شوكتهم !
ثم فجأة أصبحنا ( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ) وصرنا ( أمة إقرأ لا تقرأ ) !

وأصبحنا مركز الأحداث ، أطفالنا شكلهم جميل جداً وهم ضحاياً في صورة فوتوشوب ! 
قتلانا يتحولون إلى صورة في صفحة رئيسية في أحد المنتديات !! 


متى تحول صمتنا الذي يهز الجبال ، إلى صوت لا يسمعه أحد !
ولا يفهمه أحد ، ولا يعيره أي أحدٍ اهتمامه !
صوت لا يغير مصير ، ولا يمنع المكتوب ، ولا يؤثر في واقع !!





كل شيء أصبح ( أوسوم ) ، 
هو مرعب ، وفظيع ، ومهيب ، وسيئ ..
لكنه بشكلٍ أو بآخر أوسوم حقاً ! 



...
..


على فكرة ، خلصت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق