السبت، 26 يوليو 2014

حكاية بعد النوم : غزة .. والأقزام السبعة !


( العروبة ، الممانعة ، السلام ، الكلام ، المشاعر ، الأخوة ، نحن ) 

/
/

١- صباح المقاومة ، وهي - لغير الناطقين بلغة الكرامة - "صباح الخير" .
..

٢- سوف تصلكم رسالتي وأكثركم في الجنة ، وأنتم هناك لا تستلمون مثل هذه الرسائل الرخيصة على غرار " قلوبنا معكم " وذلك لأن قلوبنا مثلنا تماماً من طين ، والطين لم يصعد معكم ، تركتموه مع المنازل المهدمة .
..

٣- مشاعرنا "وسخ دنيا" تتحكم فيها حركة السوق ، ولها - مثل ريالاتنا وليراتنا - "سعر صرف" مقابل الدولار .
..

٤- مشاعرنا قادرة على ترميم جدار بيت قديم ، إصلاح طريق فرعي ، لكنها لا تستطيع أن تمنع عنكم الظلم أو توقف العدوان .
..

٥- لكن أبشروا بتعاطفنا ودراهمنا وريالاتنا وليراتنا التي سوف نرسلها لكم بعد أن تموتوا .
..

٦- أخباركم تصلنا بانتظام ، الأم التي ظل حضنها وفياً لرضيعها حتى بعد أن استشهدت ، وظل يمنحه الأمان والحنان والاطمئنان ، سوف يستيقظ في الجنة وهو لا يزال في حضن أمه دون أن يشعر بشيء .
..

٧- رخيص هو رابط الدم الذي يقطعه خلاف سياسي مفتعل ، والله لو كان رابط "دم حيض" لخجل من نفسه .
..

٨- لا تقلقوا علينا ، نحن ولله الحمد بشرّ ، وأمورنا "منبطحة" تمام ، علاقتنا مع الكيان الصهيوني على خير ما يرام ، ولا زلنا نعاتبه عتاب العبد لسيده .
..

٩- لماذا اخترتم الموت أو النصر ؟ لماذا لم يسعكم ما وسعنا ؟ من شو بيشكي الذل ؟ ولا من شي .
الكرامة تجعل الدم يغلي ويشتعل ويفور ، الذل لا يفعل .
..

١٠- ولأن علاقتكم مع الله ترعبني ، لي عندكم رجاء ، لن أقول ادعوا لي ..
أرجوكم لا تدعوا علي .
..

١١- سلام الله ورحمته وتوفيقه ورضوانه  يظللكم يا آل غزة .

الاثنين، 17 مارس 2014

لاعبون .. ودولة !!

..
.


أنت لاعب كرة قدم .. 
هاوٍ أو محترف ، ماهر أو زلابة !
لا فرق ..
قررت في يومٍ من الأيام أنه قد حان الوقت لتعتزل ..
تبحث عن وظيفة ، لكنك لا تعرف من أي الأماكن تبدأ ..
وفي أي المجالات تتفوق ..
أنا هنا لأوجهك ، وأساعدك على إيجاد وظيفةٍ تشبهك ..
سوف تؤدي واجباً حكومياً ، يشبه الواجب الذي كنت تؤديه على أرض الملعب ..
الفرق الوحيد أنك سوف تؤدي نفس الواجب ، على أرض الوطن ..
هذا إن سنحت لك الفرصة ، ولم يسبقك إليها أحد قبلك ..


..



أنت تلعب في خانة : 



ـ قلب الدفاع ( Centre back CB ) 

من المفترض أن وظيفتك الأساسية هي توفير الحماية لحارس المرمى ، وتأمين منطقة الجزاء ، تملك رؤية واضحة تمكنك من قراءة المباراة بشكل رائع ، يجب أن تتمتع بقدرات جسدية خاصة ، وبنية عضلية متميزة ، لكن كرة القدم الحديثة تعتمد في مجملها على الخفة ، والمهارة ، والخداع ، وسرعة الحركة ، لذلك أصبحت تلك الميزات تغنيك عن محاولة تقوية الجانب البدني لديك ، فلا بأس في كونك متهالكاً ..
الأمر المهم ـ بل ربما الأهم ـ بالنسبة لك هو إبعاد الكرة عن حارس المرمى بأي وسيلة ..
منع الخصم من التسجيل يجيز لك تعمد إصابته أحياناً ، لو كنت تملك الخبرة اللازمة ، بإمكانك أن تشارك في الهجمة ، لو كنت طويلاً قد تحرز هدفاً في مرمى المعارض !!


كل الصفات السابقة تؤهلك ـ بجدارة ـ لتكون ( المفتي العام ) 


..



ـ المدافع الساقط أو الليبرو ( Sweeper-Libero SW)


بجانب الأدوار الاعتيادية التي يقوم بها قلب الدفاع ، فإنه لا غنى للفريق عن الأدوار المهمة والمفصلية التي تؤديها ، قلب الدفاع لن تقوم له قائمة بدونك ، تتميز بالقدرة الكبيرة على التمركز بشكل جيد ، دورك الأساسي هو بناء الهجوم المضاد ، السيطرة على الكرة تحتل الأولوية لديك ، الأدوار المشتركة التي تؤديها مع قلب الدفاع كانت تشكل نقطة القوة لدى الكثير من المنتخبات في ستينيات القرن الماضي ، اتحادك مع قلب الدفاع كان يسمى ( الكاتيناتشو ) أو الكماشة ، وكانت تلك الكماشة تنجح دائماً في القبض على كل أعضاء الفريق المعارض ! 
لكن العالم كله هجرك ولم يعد يؤمن بك ، هناك قلة من المنتخبات لا تزال تستفيد من خدماتك ، وكلها منتخبات عربية للأسف ، المنتخب المصري على سبيل المثال ! 


هل لا زلت تتساءل عن دورك في الدولة ، أنت بالتأكيد ( الإعلام الحكومي ) !! 



..


ـ لاعب خط وسط متقدم ( ( Attacking midfielder AM )
لاعب خط وسط دفاعي ( Defensive midfielder DM )




أنتم في منطقة العمليات ، صناعة اللعب ، كل الأمور تبدأ بكم ، وتنتهي عندكم ، مهامكم متعددة ، شاملة ، الأمور التي تستطيعون فعلها لا تعد ولا تحصى ، إن كنتم في ( الفورمة ) فأنتم المنقذون حقاً !!
وأنتم من تسيرون بالفريق إلى بر الأمان ! 
إن كنتم تلعبون بإخلاصٍ وأمانة ، فالفريق بألف خير ..!

ليست أول مهامكم تأمين النواحي الدفاعية ، أنتم الساتر الأول ، بل الغطاء الأوحد لخط الدفاع !
من دونكم لن تقوم قائمة لأي مهاجمٍ مهما كانت براعته ، ولن يعيش أي مهاجمٍ دونكم ولا حتى لمدة يومٍ واحد ..
بل ولن يلعب مباراة كاملة ! 

عندكم تموت هجمات المعارض ، وتبدأ هجمات الفريق ..
تتميزون بالمهارة ، بالمراوغة ، لديكم أبرز الأسماء في عالم كرة القدم ..


أهلاً بكم في عالم ( الصحافة ) !




..


ـ الظهير ( ( Full-back FB/RB/LB


أنت ـ فعلياً ـ أكثر لاعبٍ يركض على أرض الملعب ، عطاؤك لا يتوقف ..
أنت تؤدي كل الواجبات التي يؤديها بقية اللاعبين ، تدافع ، تصنع الفرص ، تساند الهجمة ..
تحمي ظهر المدافعين ، تسد ثغرات لاعبي الوسط ، تتحمل هفوات المهاجمين ! 
تفعل كل ذلك وأنت تجري على خطٍ واحدٍ لا تتجاوزه أبداً ، والويل لك إن فعلت !!
التاريخ لن ينصفك ، المسئولون لن يرحموك ، النقاد يسلخون جلدك ..
في نظرهم دائماً مقصر ، فأنت إما تؤدي واجباتك الهجومية على حساب الواجبات الدفاعية ، أو العكس !
عندما تحيد عن الخط ، أو يضعف أداؤك ـ ولو قليلاً ـ ، سوف يرمي بك المدرب على مقاعد البدلاء !!

حسناً ، أنت تصلح للعمل في ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) 


..



ـ المهاجمون ( ( StrikerS

مسئوليتكم الرئيسية إحراز الأهداف ، عند تسجيل هدف ، حتى ولو كان بجهد الفريق ، فإن الفضل كله يعود لك !
والانتصار بأكمله يجير لصالحك !
ولو حصل خلل في أي من خطوط الفريق أدى لخسارته ، فأنت كبش الفداء !
وأنت الملام الأوحد ..
إن كنت مهاجماً تقليدياً ، أو رأس حربة ..
فمهامك واحدة تقريباً ، السيطرة على الكرة ميزتك الأهم !
أنت خطر جداً ، إن استغليت مهاراتك الفردية في خدمة الفريق !
أما إن كنت تستخدمها لغرض أمجادك الشخصية ، فأنت لا فائدة منك !!



نستطيع أن نستفيد منك في الكثير من قطاعات الحكومة ( وزير / بلدية / أمن ) !



..


ـ حارس مرمى ( ( Goalkeeper GK

من المفترض أنك العمود الفقري للفريق ، بإمكانك أن تستخدم يديك كيف شئت ، ومتى شئت ، بينما يحرم من استخدامهما أي شخص آخر على أرض الملعب ..
كل القوانين تحميك ، بحيث أن أي احتكاك معك يحسم لصالحك ..
بإمكانك أن تعمر في الملاعب طويلاًَ ، فأنت قد تلعب لمدة ثلاثين عاماً .!
لو قمت بإنجاز صد كرة واحدة في المباراة فأنت البطل المتوج ، والقاهر الذي لا يقهر ..
والحقيقة أنك لا تفعل أي شيء ، دائماً لديك من تلومه على أخطائك ، فلو سدد أي لاعبٍ ( أشرم ) الكرة بشفتيه ، ودخلت مرماك ، فأنت تشير بيديك للاعبي الدفاع ، وتلومهم على ضعف تمركزك !!

لا يطلب منك أي شيء سوى الوقوف فقط ، لا تمتلك أي مهاراتٍ تمكنك من أن تمارس أي دورٍ آخر على أرض الملعب سوى هذا الدور !!




إذن فأنت تصلح لأن تكون ( ملكاً / رئيساً ) 





..
.


عمل الطالب : ابن أبي فداغة ( لحّاق كور )

الأربعاء، 26 فبراير 2014

مذكرات رجل مشاعره صادقة .. جداً !



(1)

كم أكره الرجوع إلى سورية ، بالرغم من أنني أحب سورية نفسها ..
وكم أكره التعامل مع السوريين ، بالرغم من أنني أحبهم ..
وكم أكره ما تفعله بنا الحكومة ، بالرغم من أنني أحبها صدقوني ! 

على مدى أربعة أيام ، تراجع المخابرات العسكرية والسياسية ..
بتهمة أنك حموي ولدت في فترة زمنية ملعونة ! 
يسألك المحقق الذي يتظاهر بأنه مراد علم دار 
ـ الذي لم أكن أعرفه بالمناسبة ..
لكن أحدهم نصحني بمتابعة حلقتين لأن متابعة أحداث ذلك المسلسل ضرب من ضروب الوطنية ـ 

يسألك : أنت تعرف سبب استدعائك ؟!
ثم يجيب هو عن سؤاله : بسبب ما فعله أبوك وأعمامك . 
ثم يستطرد ـ هو نفسه ـ : كل ما عليك فعله هو أن تتبرأ مما فعلوه ..
وتوقع على أنك على النقيض منهم تماماً تحب وطنك إلخ إلخ ..!


والحقيقة أنني على عكسهم تماماً ..
لا أحب وطني على الإطلاق ، وإلا لكنت فعلت ما فعلوه بالضبط !

أما ما هو الشيء الذي ارتكبوه وتبرأت منه حتى أحصل على موافقة السفر .. 
فهو والله ما لا أعرفه ..


..






هذا هو نهر العاصي ، النهر الذي ينبع من مكانٍ ما أعتقد أنه لبنان ..
وينتهي في مكان ما لا أعرفه ، ولا تهمني معرفته ..

لكنه يمر من المكان الذي أنتمي إليه ، وأحبه ..

حماة ..

جمال العاصي لا يستطيع أحد أن يتحدث عنه ، أو يصفه ..
تستطيع أن تستشعره ، وتترجمه بإشاراتك الجسدية فقط ..

ماء أخضر آسن يقلد الماء العذب ، رائحة عطنة نوعاً ما ..
الخفافيش في كل مكان تتظاهر بأنها عصافير ..
أشجار خضراء فارعة الطول ..
وارفة الظلال كما يقول كتاب المرحلة الرابعة ابتدائي ..
ناعورة ضخمة مهترئة تذكرك بجدتها الناعورة الكبيرة التي وجدت منذ آلاف السنين ..


ناعورة تشبه سلوم حداد وهو يمثل الصحابي الجليل القعقاع !!
وأنا لم أقل ذلك على سبيل المدح ..
بل أقصد شيئاً متهدلاً بكرش متدلٍ يمثل تاريخاً عملاقاً ! 

أما ما تفعله النواعير بالضبط !
فهي تتظاهر بأنها ترفع الماء من النهر لتسقي البساتين ..
والحقيقة أنه لم تعد هناك بساتين طبعاً .. 

هناك في أول المطعم منشد ديني يحيي ليلة المنتصف من شعبان .. 
وفي ركنه القصي مطربة ـ ليست دينية ـ أيضاً تحيي ليلة المنتصف .. 

نحيلة جداً ، شقراء جداً ، شاحبة جداً .. 
ولا أعرف ما هو القانون الفيزيائي 
الذي توسّط لقشرة الموز هذه وسمح لها بالوقوف دون مساعدة !

لكنني كنت على استعداد تام لأن أهيم بها حباً .. 
خصوصاً عندما غنت بصوتٍ متكسر مشروخ مجروح 
هو مزيج من شعبان في أسوأ حالاته 
وجورج وسوف عندما يسلِّك حنجرته ويقول ( امممم ) : 

وسمعت عنين الناعورة ** وعنينا شاغِل بالي 
وهيّ عنينا ع الميّة ** وأنا عنيني عالغالي 


أما كيف تجتمع كل هذه التفاصيل القبيحة 
لتشكل لوحة بارعة الجمال ..
فهو أمر لا أستطيع أن أشرحه بالضبط ..
لكن هل تعرفون عندما يصف أحدهم بيته الجميل ..
هو لا يتحدث فقط عن غرفة النوم وغرفة المعيشة !

بل يتحدث كذلك عن دورة المياه ، والصرف الصحي ، وسلة المهملات ( أكرمكم الله ) ! 

صدقوني هذه التفاصيل القبيحة ضرورية جداً ليكون لديك بيت جميل ..


..
.

كنا خمسة ..
أنا ..
أعتقد بأنكم تعرفونني جيداً ..
ليس من قبيل الغرور ، لكنني لا أريد أن أذكركم بكل الصفات القبيحة التي عرفتموني بها !

لمن يعرفني أقول : نعم لا زلت كما أنا ، أحب الملوخية ..
وأحب أخي علاء .. 
وأحب صوت المكنسة الكهربائية ..
وأحب النوم تحت المكيف تماماً ..
بحيث أستمتع بصوته المزعج ، لكن لا تصلني برودته المزعجة ! 

أحب القهوة لكنني لم أعد أشربها لأسباب تعرفونها .. 
ولمن لا يعرف ويعتقد أنها أسباب فلسفية أو بدنية 
أو أنني أتبع طائفة دينية تقدس القهوة ، أقول : أنتم مخطئون ..


أحب الأشخاص العاديين مثلي ..
الذين يختلفون مع أنفسهم ، وأهلهم ، وزوجاتهم ..
يضربون أولادهم في لحظة غضبٍ عابرة ثم يتحدثون أمام الناس عن حسن تربيتهم 
وعن أسلوب تعاملهم الحضاري والراقي مع أبنائهم ! 

الأشخاص الذين يتغيبون عن صلاة الجماعة ..
ثم يصابون بالاشمئزاز ..
ويوشكون على القيء عندما يخبرهم أحدهم بأنه نام عن صلاة العصر !! 

أحب الأشخاص الذين يشبهونني ، يكذبون ، يخطئون ..
يقصرون في حق زوجاتهم ..
ثم يجدون في أنفسهم الجرأة لكتابة موضوع عن حقوق الزوجة !!!

الأشخاص الذين يستمعون ـ سراً ـ لنواف منيف ، 
ويعلقون صورة أم كلثوم على الحائط متظاهرين بأنها حبهم الوحيد !





أكره أخي محمد ..
وأنا في الحقيقة لا أكرهه فقط بل أكره كل الأشخاص الناجحين الواثقين من أنفسهم ، القادرين على قول الأشياء التي تجول في خواطرهم ! 
الشخص الذي يستطيع أن يقول لك وإنه لطزّ بك ..
دون أن يضطر إلى ارتداء وجهٍ الكتروني ليقولها ! 



أكره عصير الفواكه المشكلة ..
التفاح والبرتقال والفراولة عندما يجتمعون في كوبٍ واحد ..
ثم تبتلعه وترهق بطنك المسكينة 
وهي تحاول أن تفصل الموز عن الشمام ( السويهلة على ذمة ويكيبيديا ) 
وتصارع لتصلح ما أفسده الخلاط الكهربائي ! 


أقول : أنا ، وأخي علاء ، وابن عمي صفوان ، وأبناء عمتي خالد وفيصل ..

كلهم تخرجوا من كليةٍ ما إلا أنا ، هذا يعني أنني أعاني من عقدة نقصٍ شديدة تجاههم ..
لكنني أحب التسكع معهم ..
لأنني لا أستطيع تفويت أي فرصة للشعور بالتفوق عليهم ! 
أو على الأقل عندما أشعر بأنهم مثلي تماماً ، بائسون ! 
لم تصنع الشهادة لهم أي شيء يذكر ..


عبادة ـ أو هو عبيدة ـ وهو ابن خالي وابن عمتي في آنٍ معاً ! 
لا أستطيع أن أجزم ما هو اسمه تحديداً ، لأن أمه لا تخاطبه إلا بـ ( يا مشقي ) 
وأبوه لا يدعوه إلا بـ ( يا جحِش ) !
قرر أن يتزوج في هذا الليلة الفضيلة ـ كما يقول ـ 
وعندما سألته لماذا ليلة المنتصف من شعبان ، وليست ليلة الثالث من حزيران !!

سألني في بلاهة : وما هو الشيء المقدس في ليلة الثالث من حزيران ! 
أجبته وأنا أرفع يدي : تماماً ! هذا ما أقصده !!


طبعاً لم يفهم إلا أنني أدعوه لأن يقيم حفل زفافه في ليلةٍ ليس فيها أي مناسبة دينية أو قدسية معينة ..
وهذا أمر كفيل بتحطيم زواجه ..
والحقيقة أنني كنت أريد أن أقول له بأنه لا شيء يميز هذه عن تلك ! 

حاول علاء ـ عبثاً ـ أن يقنعه بأن المرأة هي المرأة حتى ولو تزوجها في ليلة القدر !! 

وأنه لو كانت هذه الليلة فضيلة حقاً كما يزعم ..
فإنه حريّ به أن يحافظ على قدسيتها ولا يتزوج !


كانت سعادتي لا توصف عندما أخبرني بأنهم سوف يقتصرون على عمل حفلٍ للنساء فقط .. وذلك لأغراضٍ اقتصاديةٍ معلومة ..

ذلك أنني أكره تلك الاحتفالات الظالمة ..
التي تكلفك أموالاً طائلة لتطعم مجموعة من الأشخاص ..
وتسمح لهم بالسهر حتى وقتٍ متأخر .. 
وهم يرقصون ويمرحون ، ثم تتزوج أنت !! 
تخيل ، هم يستمتعون ، وأنت تتزوج ..


...
/

(2)


عندما يخرج مجموعة من الأشخاص المتزوجين دون زوجاتهم فإن هذه الرحلة سوف تكون ممتعة بلا شك ، تستطيع أن تفعل كل شيء ..

ابتداءً من شراء البوظة على حسابك ، دون أن ترمقك زوجتك بنظرة من النوع
( إذن أنت لم تعطني كل الراتب أيها الكذاب اللعين ! ) 

مروراً بالتصفير إعجاباً بكل فاتنة تمر بجانبك ..
ليس تصفيراً داشراً يقتحم سمعها ..
بل هو مجرد تصفيرٍ هامس يعطي الآخرين فكرة عن مدى روعتك ! 

وهو شيء لم يكن ليحدث لو كانت زوجتك معك بالتأكيد ..
حتى لو شاهدت سكارليت جوهانسون بنفسها ..
فإنك سوف تنظر لها بقرف ، لاعناً كل الحمقى الذين اعتقدوا بأن وجنتيها ( يمي ) ! 


وانتهاءً بذكر مغامراتك الوهمية مع حبيبتك
التي تزوجت وأسمت ابنها الأكبر تيمناً بك ! 

ليست المشكلة باسم الولد ، فهو اسمك على أي حال ومن السهل أن تتذكره ..
لكن الطامة الكبرى هي أنك متأكد أنك حكيت تلك المغامرة المزعومة لأحدهم من قبل ..

لكنك لست واثقاً إذا كنت قد قلت لهم بأن اسم الفتاة هو رشا أم ريم ! 

أنت تعرف أنهم يكذبون ، وهم يعرفون أنك تكذب ..
لكننا اتفقنا على ألا نخدع بعضنا البعض ..
علينا أن نقول قصصاً تشبه كل القصص الأخرى ..
ليس مسموحاً لك بأن تحب فتاة أجمل من فتياتهم ، أو أغنى ..
أو أن تنتهي قصتك بشكل مختلف !

ألم أقل لكم أنها مجموعة رائعة من الأشخاص العاديين ..
يفعلون كل الأمور العادية التي تفعلونها ..
نتسكع ، نكذب ، نتظاهر ونمثل ، ثم ننصرف راضين عن أنفسنا ..
على اعتبار أنها علاقة عادلة ، يخدع فيها جميع الأطراف بعضهم البعض ..
دون غشٍ أو أذية !



...




أنا أعرف أن أغلب الموائد في المطاعم تكون مجهزة بأربعة مقاعد فقط ! 
وكالعادة اتخذ الجميع مقاعدهم وبقيت أنا أبحث عن واحد شاغر ..
وهذا ما لا يضايقني ..
ما يزعجني هو حظي الذي سوف يجعل كل مطاعم الدنيا تجهز الموائد بكرسي واحد فقط 
لو كنا اثنين !!

شخص يجلس بجانب خطيبته ..
بجواره كرسي فارغ وآخر يضع عليه كيس فيه مجموعة من الهدايا ..
أما كيف عرفت أنها خطيبته 
فلأنه يرسم ابتسامة ( اللقاءات الفنية ) على وجهه ..

ينفث دخان سيجارته بعيداً عنها ، ويحمل كيساً مليئاً بالهدايا ..
ابتداءً من المخدة الحمراء على شكل قلب ..


وانتهاءً بالملاّحة على شكل أحجار النرد ..

تخميني بأنها خطيبته ، سمح لي بالتجرؤ والاقتراب لسببين ..


أولهما : أنه لا بد لن يقوم بأي ردة فعل من تلك التي يقوم بها الأزواج ..
وهي تهشيم رأس أي شخص يعبر بجانب امرأته 
حتى ولو كان هذا هو الطريق الوحيد في العالم !


أما الثاني : فهو أنه ـ ولا بد ـ لا يزال في مرحلة إثارة إعجابها ..
وهو لا يريد أن يظهر لخطيبته أنه شخص منغلق ..
لا بد وأنه لا يزال في طور ( يا حبيبتي يا وفاء ) ولم ينتقل بعد إلى طور ( ولِك يا مرة )


ناولني الكرسي بابتسامة عريضة ..
ولمحت الخاتم الفضة الذي يزين بنصره الأيمن ـ إذن هو خطيبها كما توقعت ـ 
شكرته بإيماءة من رأسي حتى لا أتيح له المجال للاعتقاد بأنني ( أتميلح ) مثلاً !

والحقيقة أن الكرسي بجانبه كان هو الكرسي الوحيد الشاغر وإلا لما كنت اقتربت أبداً ..

عدت إلى الطاولة لأجد النراجيل قد حضرت ،..
وهو أمر لم يحصل بهذه السرعة في التاريخ أبداً .. 
ولكن حظي السيء أقوى من كل ظواهر التخلف والتأخر العربي !

كان صفوان قد بدأ مملكته في لعبة التركس واختار لعبة ( لطش ) 
وهي لعبة ـ أي التركس ـ لأربعة أشخاصٍ فقط ! 

قضيت الساعة التالية ما بين إقناع النادل بأنني زبون أيضاً 
ومن حقي أن أحصل على نرجيلتي الخاصة ! 

وبين تأمل بقية الممثلين في هذا العمل الضخم ( الحياة ) ! 

ثم بعد أن انقضت الساعة تقريباً 
لفتٌُّ انتباه النادل إلى أنني سوف أدفع ثمن النارجيلة ولست أطلبها مجاناً ! 


يبدو أنني قد قلت شيئاً لم يعجبه ..
إذ سارع فوراً إلى رفع صوته صارخاً بأننا نحن المغتربون 
( وهو لفظ يطلق على كل سوري يعيش خارج سورية )

شباب رقيع ، مدلل ، لا بد وأنني لم أتعب في حياتي لأن ماما اشترت لي السيارة ..

وبابا أعطاني المصروف الذي أعتقد ـ واهماً ـ بأنه سوف يسمح لي بشراء كرامة الرجال ! 

أخبرته بأنني لا أملك سيارة ، لكي يكون دقيقاً في شتائمه فقط ! 

إلا أنه لم يرد علي ..
وأنهى فقرته ثم نفخ صدره بحركة مسرحية 
وأدار ظهره لي منادياً أحد أصدقائه ليباشر طلبي ! 

فكرت في أن أقدم بحقه شكوى 
لكنني كنت أعرف بأن مدير المطعم سوف يفعل المثل لكن بطريقة مختلفة ..
سوف يهين هذا المغترب ولكن دون شتمه ..
سوف يربت على ظهري كأنني قطه المدلل ، ويعدني بأنه سوف يعاقبه ، ثم لا شيء !! 

أنهى الشباب لعبتهم ..
التفت علاء إلي وهو يقول : لماذا لم ترد على هذا الحمار ! 

تلعثمت وأنا أقول : الحقيقة أنه عندما ثار كنت لا أزال في مرحلة الحسرة على كوني أعتبر مغترباً حتى في وطني ..
ثم بعد أن تجاوزت هذه المرحلة كنت أتساءل كيف عرف أنني مغترب أصلاً ولست من المقيمين !!

ثم بعد أن تفطنت إلى أن أغلبية رواد هذا المطعم هم من المغتربين ، كان هو قد انصرف ! 

ثم استطردت : بعدين صدقني كان يمثل ، لم يكن غاضباً فعلاً ..
هو يمثل الكرامة لأنه يعتقد في عقله الباطن أن وظيفة النادل مذلة ..
وخمّن أنني ـ بحكم أنني مغترب ـ لا بد وأنني أنظر له بهذه النظرة !
لذلك تظاهر بكل تلك الثورة ..
صدقني أنا موظف لي باع طويل في تلقي التوبيخ ..
لذلك أميز الشخص الغاضب حقاً من الشخص المدعي !! 



مصمص شفتيه باقتدار وحنكة ، وهذا دليل على اشمئزاز قديم وهو يقول :
يا ثور وما الفرق ؟؟ إذا كان قد شتمك في الحالتين !! 

أجبته : أرأيت ، أنت الآن لا تمثل ! 
أنت تشتمني وأنت غاضب حقاً !

نظر إلي في بلاهة ، بينما أطلق الآخرون ضحكة عالية ..



...
..
/
/

(3)


قال فيصل :
إلا صحيح ، ما قصتك مع التمثيل اليوم ! 
هذا يمثل ، وهذا يصطنع ، وهذا ما بعرف شو فيه !! 

اعتدلت في جلستي وسحبت نفساً عميقاً من النارجيلة ـ 
التي أحضرها لي صديق النادل
وهي بنكهة ( التبن ) على ما أعتقد لأن طعمها كريه جداً ـ وأنا أقول : 

كل الأشخاص الذين تراهم هم مجرد مؤدين ..
لا أحد يفعل ما يريد فعله حقاً إلا هؤلاء ..
ثم أشرت إلى مجموعة من الزعران والزقاقية 
وقد تخففوا من ملابسهم 
ورموا بأنفسهم في العاصي في مكانٍ شهير هناك اسمه ( باب النهر ) !

هؤلاء كما ترى يفعلون ما يرغبون به حقاً ، لذلك استحقوا لعنة الناس ..
وسخط المجتمع ..
كل أصحاب المطاعم المجاورة يقدمون بحقهم الشكاوى ..
ويتضايقون منهم ، لكنهم لا يستطيعون منعهم ! 

كلنا نود أن نفعل مثلهم تماماً لكننا نخشى أن نخسر مكانتنا في المجتمع ، ويا لها من مكانة ! 
مجرد أشخاص عاديين لم نعد نعرف من نحن ..

هل نحن نحب أم كلثوم حقاً ..
أم هو مجرد إجماع الكل على أن أم كلثوم شيء جميل ! 


أنت مثلاً ـ وأشرت إلى خالد ـ 

ألست القائل بأن صوت أم كلثوم هو أقبح صوت ممكن أن يصدر من حنجرة امرأة ! 

ولكنك على الرغم من ذلك تهز رأسك طرباً كلما استمتعت إلى أغانيها في أي مكان عام ..
والحقيقة أنك لست مستمتعاً على الإطلاق ! 

كل ما في الأمر أنك تريد أن تري الجميع بأنك مثلهم تماماً ..

ذوقك راق مثلهم لذلك تستمع لأم كلثوم !!

فتح خالد فمه في بلاهة ، وهو الذي لم يتوقع هذا الهجوم الغادر ..

ثم قال بعد أن لملم وجهه واستعاد ملامحه السابقة : 
نعم قلت ، كذلك الأمر مع جورج وسوف 
لكن كل مقاهي الدنيا لا تضع إلا أغاني جورج فما الذي تريدنا أن نفعله !! 

أجبته : أنا لا ألومك ..
أنا مثلك تماماً ، أتناول البوظة بنكهة الفراولة لمجرد أن زوجتي تحبها ! 

آكل المحشي على الطعام بالرغم من أنني لا أطيق فكرة أن آكل طماطم وملفوف بداخلها رز !!
لكن الكل يتفق على أن هذه وجبة فخمة لذلك لا بد أن أحبها مثلهم !! 


أنظر إلى هؤلاء مثلاً ـ ثم أشرت إلى عاشقين ـ وأنا أستطرد :
لماذا يجب على العاشق أن يتأبط ذراع معشوقته ! 
ويسير بجانبها متمايلاً ، ولا بد أن تريح رأسها على كتفه ! 

لماذا ؟

اعتدل صفوان في كرسيّه وهو يشبك يديه أمام وجهه ويتكئ بمرفقيه على الطاولة 
وهو يقول : لأنهم يقلدون نموذج الشخص الرومنسي في السينما ..
كل الرومانسيين يشبهون بعضهم ، يتأبط ذراع حبيبته ،
ثم يشتري لها كوز ذرة ويقذفون بعض الأحجار في النهر ثم يتزوجون وتنتهي كل تلك الأشياء ! 


التقط خالد طرف الخيط منه وهو يقول : أنت لا تقصد أن الحب ينتهي عند الزواج !! 

بعد الزواج تظهر كمية الحب الحقيقية التي كانت موجودة قبله ،
ما يختفي هو فقط كل تلك المظاهر التي كانت توحي بأن هذا الحب ضخم جداً ! 

والحقيقة أنه من الظلم أن نقول بأن الحب نقص ، بل هو ذاته لم يتغير 
بل ربما يكون قد عظم وكبر وتمكن من قلوبهم ..

لكن الإنسان يتخلى عن تلك التمثيلية المرهقة بعد الزواج
لأنها متعبة ومن المستحيل أن يستمر بتأديتها طوال حياته ..


سحب علاء اللي من يد فيصل وهو يقول : 
تماماً ، هل تعرفون سياسة ( قيمونا من سيرة الناس ) ! 
عندما تنهي المرأة وصلة الغيبة خاصتها ثم تبدأ صديقتها بالحديث تقاطعها معلنةً أن هذا خطا ، وأنه من الضروري أن نكف الأذى عن الآخرين ! 

والحقيقة أننا جميعاً نمتلك شخصاً سيئاً في أعماقنا نحاول كبته أمام الآخرين ، لذلك أبدع النادل بتمثيل دور الغاضب ، وفشلت المرأة في تمثيل دور التي لا تريد أن تخوض بعرض أحد !
كذلك يبدع الفنان في تأدية دور السكير ، والمدمن ، والعربيد ، وزير النساء ! 
لأنه في الحقيقة لا يمثل ، بل هو يجسد ذاته عندما تخلع عنها الأقنعة !!

لكننا جميعاً نفشل في تأدية أدوار الخير ،
نبدو منافقين عندما نتحدث عن مظاهر تديننا أمام الآخرين ، 
نظهر بشكل مبتذل ونحن نحاول أن نكون رومانسيين وعشاقاً ! 

لأننا لا نظهر الحقيقة ، بل نؤدي دوراً متفقاً عليه ، 
لا بد وأننا شاهدنا نموذجاً علق في أذهاننا وبالتالي قمنا بتقليده دون وعي منا !!


قال فيصل : في واحدة من حلقات المذيعة الشهيرة أوبرا ،
كان الموضوع يتحدث عن ضرب الزوجات 
لا يمكنكم أن تتخيلوا نظرات الاستياء والقرف والاشمئزاز التي ظهرت على وجوه الضيوف ..

عندما كانت الضيفة ضحية العنف تتحدث عن أنها نادمة لأنها سمحت لزوجها بأن يضربها في المرة الأولى ، وإلا لما كان تمادى إلى هذا الحد !! 

الكثير من الأووه واليااه صدرت من الأفواه ..

وعندما جاء دور الاستفتاء كانت نسبة الرجال الذين ضربوا زوجاتهم ،
أو النساء اللواتي ضربن من أزواجهن تتجاوز الثمانين في المائة ! 

إذن أين كان هؤلاء الثمانون في المائة يختبئون !! 



سرني أن الموضوع قد أعجبهم ، 
وبالتالي وجدتها فرصة لأن أكون في الواجهة ـ وهي من المرات النادرة التي أكون فيها كذلك ، لذلك أحب أن أستغلها على أكمل وجه ـ وقلت : 

ما رأيكم ، لماذا لا يتحدث كل منا عن أكثر شعورٍ سيء يسيطر عليه ، 
لكنه يكبته ويحبسه في أعماقه ! 
لماذا لا نطلق الفرصة للشخص العادي فينا أن يتحدث ! 


أنا شخصياً أختنق بتأنيب الضمير ، لأنني أعتقد أنني الوحيد الذي يهمل في صلاة الجماعة ، أو أقصر بحق والديّ ،
أو أعامل ابنتي بدلالٍ زائد ، أو أوبخ زوجتي كثيراً !! 

من الجيد أن يمتلك الإنسان نفساً لوامة عندما يستعظم ذنبه ، وأن تكون مخافة الله هي الدافع !


لكن أن يكون الدافع هو اعتقادك الوهمي بأن الدنيا تختنق بالرومانسيين الذين يقشرون التفاح لزوجاتهم ،
ويغيرون الحفائض لأبنائهم ، ويشربون منقوع أرجل أمهاتهم ! 

فهذا شعور لا يطاق !

مللت من هذا العالم المفبرك الذي يعج بالأشخاص الخارقين ،
وكأن الكرة الأرضية تحولت إلى كوكب ( كربتون ) الكوكب الوهمي الذي يجيئ منه السوبرمانات !!

أحياناً يكون أمراً إيجابياً أن تعرف أن هذا الشخص الذي يمشي
وتحوم فوقه ملائكة أفلام كرتون البيضاء ذات الحلقة الدائرية فوق الرأس 
هو شخص عادي مثلك ، يضرب زوجته ! 


أدخل علاء المفتاح في أذنه وهو يحركه بعنف وهو يقول : سوف أتحدث أنا أولاً ! 


..
..






( أنا طيب ) 


( أنا طيب فعلاً ، وأنصح الجميع بأن يستغلوا الفرصة ، وأن يتمتعوا بطيبتي بدلاً من إضاعة الوقت في البحث عن شبهة ادعاء أو تصنع في أخلاقي العالية والرفيعة ) 

قاطعته وأنا أقول : 

مللنا يا علاء من العيوب التي ليست عيوباً على الإطلاق !

المذيع ينظر للمثلة بجرأة مصطنعة وهو يقول : المخرج الفلاني يتهمك بالعناد !

تتظاهر بدورها بالغضب وهي تقول : نعم ، أنا لست ملاكاً ، من الطبيعي أن يكون في عيب ، ثم إنه من الجيد أن تتمسك برأيك عندما تكون على الحق !!

تعبنا من العيوب التي يفتخر بها الجميع ، يتظاهرون بأنها عيوب وهم في الحقيقة يتباهون بها ، الطيبة الزايدة ، الصراحة ، العصبية ، العناد !!

دع عيوبك الغبية للآخر ، وأتح الفرصة للعيوب الحقيقية أن تتحدث عن نفسها ، وتكشر عن أنيابها ..



أنا سوف أتحدث 




....
..

( أنا حسودُ .. جداً )



( أنا حسودُ حقاً .. لكنني لا أتمنى أن تزول النعمة من الآخرين .. كل ما أريده هو ألا يرزقهم الله أكثر مني ) 


لا يهمني أن يصبح جاري الغني فقيراً .. لكنني ـ وبالمقابل ـ لن أفرح لو ازدهرت تجارته !
كل ما أتمناه هو ألا يصبح زميلي في العمل مديراً ..
أتمنى من الله أن يرزقه بالزوجة الصالحة ، والوظيفة التي تكفيه ذل السؤال ، ولا بأس بشقة ـ شريطة أن تكون بالإيجار ـ !! 
أريد للآخرين كل شيء أعيشه ..
وأتمنى لي الخير ، وأعد الجميع بأنني سوف أتمنى لزميلي أن يصبح مديراً بمجرد أن أصبح أنا كذلك !
تماماً مثلما كنت طيباً وتمنيت له الزوجة والشقة المستأجرة !!

ماذا تريدون أكثر من ذلك !! 
الكذب ليس حلاً بالتأكيد 


..
..
/
/

(4)

قاطعني علاء وهو يقول معترضاً : اسمع ..
أنا أعرف أنك حسود ..
لكنني لن أشعر بالسعادة إذا اعترفت أمامي بذلك ..

بدت على وجهه محاولة جادة للتذكر وهو يقول :
إمممم هل تذكر تلك الرواية التي تتحدث عن الفتاة التي تستطيع أن تقرأ أفكار الآخرين ؟

أجبته : الحقيقة لا أذكر .. ولكن أكمل ما الذي تريد قوله !

استطرد علاء حديثه قائلاً : كان سبب هروبها من البيت أنها عرفت أن شقيقها الأكبر ينظر إليها نظرة ( مش ولا بد ) ..! 

بدا على وجه فيصل تعبير ( اليعع ) وقالت عينا خالد أن ( كخ ) بوضوح ..

وعلاء يكمل : لاحظ أنه لم يتعرض لها بالسوء ، أو يصارحها بمشاعره المريضة ! 

ما أريد قوله أنه ربما كانت تستطيع أن تعيش مع شقيقها دون أن يؤذيها ،
وربما هي مجرد مشاعر يكبتها ويتمكن من مقاومتها .. 
لولا أنها هي من اكتشفت هذا الأمر .. 

سألته : الزبدة !

أجابني وهو يقوم من مجلسه : 
الزبدة أننا لا نعيش مع الآخرين لأنهم ملائكة كما تقول ..
نعيش معهم لأننا لا نستطيع أن نقضي حياتنا بمفردنا ، 
لأننا نحتاجهم حتى ولو لم تكن ترضينا تصرفاتهم ، أو طبيعة مشاعرهم ! 

أنت أخي ولا أريد أن أعرف مثلاً أنك تكرهني حتى ولو كنت كذلك ! 

أجبته : في الحقيقة أنا لا أكرهك ، لو كان الأمر يهمك ، بل على العكس تماماً ، أنت ...

قاطعني قائلاً : على سبيل المثال أيها الأحمق ، على سبيل المثال .. 

ثم أكمل حديثه وهو يبتعد : أنا ذاهب إلى دورة المياه ( أجلكم الله ) .
التفت إلى الشباب وقد كان فيصل يتبادل بعض مقاطع الجوال مع صفوان .. 
إلا أنه رفع رأسه وهو يقول : أكمل ..

قلت : إنه محق .. 
الإنسان لا يستطيع أن يعيش مع الآخرين وهو يشعر بأنهم سيئون ..
إنه يريدهم مثله تماماً .. 
يحبون الخير ، يكرهون هيفاء وهبي ، يشمئزون من الصراصير .. 
لكن ماذا لو أن الآخرين ليسوا كذلك فعلاً ؟!
هل يكفي تظاهرنا بأنهم كما نريد بالضبط ، في جعلهم تماماً كما نريد !!

ثم إنني أتحدث عن أهمية الأمر بالنسبة لي ..
هو لا يريد أن يعرف مقدار السوء المحتمل في نفوس الآخرين ..
لأنه يريد أن يحافظ على حبه لهؤلاء الأشخاص !!

أما أنا فأريد أن أعرف كم أن الآخرين سيئين ، ربما مثلي وأكثر .. 
تماماً لنفس السبب ..
حتى أتمكن من حبهم !!!



في هذه الآونة كان علاء قد وصل ، وقف خلفي وهو يربت على ظهري من الخلف في محبة ( بغرض تنشيف يديه طبعاً وليس لأنه متعاطف أو ما شابه ذلك ) 
ثم جلس في كرسيه وقال : 



العالم يسعى جاهداً لتقبل الآخر ، بالرغم من اختلافه .. 
وأنت تحاول أن تتقبل نفسك من خلال إثبات أن الجميع متشابهون !! 

قلت : حسناً أريد أن أكمل حديثي لو سمحت !! 

أشار لي بيده اليمنى بمعنى : تفضل .. 



تنحنحت وأنا أقول : 

لا تقلقني مسألة الاعتراف بالعيوب ، لسببٍ بسيطٍ جداً ..
حاجة الإنسان للعلاقات البشرية تجعله ينسى الحروب ، ويتجاوز عن المسائل الطائفية ..
انظر إلى أوروبا كيف لملمت جراحها بعد الحرب العالمية الثانية ..
هذا لا يعني أن البولنديين يعشقون الألمان ..
لكنهم يتعايشون معهم ..
وتجري بينهم ذات العلاقات التي تجري بين المتحابين .!

أعود لموضوعي .. 

نعم أنا حسود ..


دائماً تصور لنا السينما الفقير السعيد ، القنوع ، الذي لا يحسد أحداً ..
وهؤلاء لا وجود لهم على أرض الواقع .. 
بل أنا متأكد من أن صناع السينما أنفسهم هم من المقتدرين والأغنياء وعلية القوم ..

وإلا لماذا يصورون الغني دائماً إما مريض بمرض عضال ، أو مكروه ، أو أسرته متفككة !
حتى يبتلع الحمقى من الفقراء هذا الطعم ويستعيذوا بالله من شر الفلوس !!


الحقيقة أنني لم أشاهد ـ في حياتي ـ شخصاً راضياً بما قسمه الله له .. 
لاحظوا أنني قلت ( راضياً ) ولم أقل ( صابراً ) لأنني أعرف شخصاً أو اثنين كذلك .. 
والصبر يمنع الإنسان من التأفف ، والاعتراض ..

اسأل أي شخص : كيف حالك ؟
سؤال روتيني لا يستدعي الحزن ، ولا يستحث خلايا النكد في الدمائج ..

ومع ذلك يجيبك بحزن مصحوب بتنهيدة حارة : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. 
أو ( خلها على الله ) ! 


أمي تقول : اللي بيشوف مصيبة غيره ، تهون عليه مصيبته !

آسف ، ليس من المنطقي أن أقف في قسم الكسور في مستشفى الشميسي لأقول ( كويس ) !
أشوا لست مثلهم ..
بل عليه هو أن يكف عن التظاهر بأنه ليس ( مكرسح ) وأن يحسدني ! 
هذا هو المنطق ..

هذا هو ما يجعلني أتفهم ما يكتبه الشباب العاطل عن العمل في بعض مواقع التواصل الاجتماعي ..
إلى متى تستمر ظاهرة توظيف الأجانب !!


من حق أي شاب حاصل على الثانوية و عاطل ، أن يحسدني ..
ويجب علي أن أتفهم شعوره .. 

أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام تصر على ان ابن آدم حسود ..
وكل منا ينظر إلى جاره ويقول ( إيييه والله ، صدقت يا رسول الله ابن آدم حسود ) !!

وانت وش ، ذكر ضفدع !! 
أنت بني آدم ..
إنه يتحدث عني وعنك أيها الأحمق ! 


أنا أحاول جاهداً التخلص من الحسد ، لكنني لا أستطيع أن أتخلص من شيء لا أعترف بوجوده ..
لذلك أنا أعترف ..

أنا حقاً حسود ، لا أتمنى زوال النعمة من الآخرين ..
أتمنى فقط ألا يرزقهم الله أكثر مني ! 


كان علاء هو أول من تحدث ، بعد أن تثاءب : 

حسناً ، أنت تقول بأنك تريد أن تتحدث عن الحسد ، واتضح إن فيك حقد أعمى ، وطمع .. 
وقلة أدب بعد ! 


ثم بدا على وجهه الجد وهو يقول : الحقيقة أن العيب ليس فيك ، الآخرون دائماً لديهم شيء تحسدهم عليه !
ألم يقولوا ( بيحسدوا الفقير على موتة الجمعة ) ! 

أنا ـ شخصياً ـ أرى بأن الوفاة في يوم الجمعة شيء جميل حقاً ويستحق صاحبه أن يحسد عليه ..





أطلق خالد ضحكة عالية وهو يقول : 

الحقيقة أنك تشجعني على الحديث ..


قلت له : وما الذي يمنعك من ذلك ..



قال خالد : 

أنا عاق بوالدي .. 

أصدر علاء من فمه صوت : أففف ، ثم قال : 
صحيح أنك بجيح ! 


وقام فيصل بلكز أخيه بكوعه وهو يقول ضاحكاً: يبدو أن مصطفى قد ضحك عليك ، هو يقول العيوب الخفيفة حتى يستدرجك وتجيب العيوب المحرزة !

أجابه خالد بوجه متجهم : بل على العكس تماماً ، كما سبق وقلت ، هو شجعني على الحديث ! 


ثم قال : 

لست من الأشخاص الذين يصرخون بوجوه أمهاتهم على سبيل صباح الخير ، أو يرمي بوالده في دار المسنين من باب الرياضة ، لكنني أعرف أن ما أفعله الآن هو مقدمة فقط ، وأنني لو لم أقف حالاً فأنا لست ببعيدٍ عن مرحلة السفر بأمي العجوز إلى البادية ورميها هناك بكل ضمير مستريح !!


..

..
/
/
(5)



كنت أعشق قراءة القصص التي تتحدث عن عقوق الوالدين .. 

على اعتبار أنني بار بوالدي ..



أقرأ تلك القصص بمشاعر ظاهرها ( الاتعاظ ) وباطنها ( الشماتة ) ..

فلان ضرب أمه فشلَّت يده ، فلان رفع صوته في وجه أبيه فأصيب بشللٍ في أحباله الصوتية 

فلان رمى بأمه في شاطئ بعيد فرماه ابنه بعد أعوام ـ بالصدفة ـ في نفس المكان ..

فلان بخل على أهله ، ففقد ماله ، وقل رزقه ..



وكل تلك القصص ـ بالرغم من كمية المبالغة الهائلة فيها ـ إلا أنها مقبولة 

لأنها تتحدث عن العاقبة الأخلاقية ، ومحببة لأنها تشبع رغبتنا بالرضا عن النفس ، 

لأن أي شخص لم يصب بالشلل ، أو لم يذهب به أولاده إلى دار العجزة ،

أو لم يفقد مرتبه بعد ، هو شخص بار بوالديه !



والحقيقة أنك تحتاج إلى أن تنسلخ عن ذاتك لتصبح قادراً على تقييم نفسك ..



فالإنسان عاجز تماماً عن رؤية عيوبه ..

والشخص الذي يدله عليها هو ـ بالتأكيد ـ إما شخص حاسد أو غيور !



لم يكن يقلقني التفكير في حقيقة هذه القصص ..

علماً بأن من حكاها أو كتبها أراد لها أن تكون كذلك ..

وإلا من سوف يتعظ بحادثة لا يؤمن بصحتها !



لكنني كنت أتسلى فقط ..





ضرب علاء جبهته العريضة براحته الضخمة فأحدثت صوتاً يشبه صوت دفوف الموالد وهو يقول :



هذه بلادة فظيعة ، أين التسلية في قراءة قصة تتحدث عن قهر الوالدين ؟!



أجابه خالد : نحن اتفقنا على الصدق ..



ثم إنني لم أعتقد للحظة أنني الوحيد الذي يساوره ذات الشعور ..

هل نبدو لك كأشخاص يتعظون من الأحداث التي مرت بهم ! 





لو كان الأمر كذلك لأصبحنا أعظم أمة على وجه الأرض .. 

كنا استفدنا من كمية المصائب التي مرت بنا على مر التاريخ .. 

هذا على صعيد الأحداث الحقيقية ، فما بالك بقصة لا تعرف مدى صحتها !





ثم قال موجهاً حديثه إلي : عندما تشاهد واحداً من أفلام الأكشن التي يتعرض فيها البطل لوابلٍ من الرصاص ، فبماذا تشعر ؟!





فكرت قليلاً في الفخ الذي ينصبه لي فلم أجد واحداً ..



أنتم تعرفون تلك النوعية من الأسئلة التي يوجهها لك أحدهم لتدعم فكرته ..

شعور الفخر والسعادة الذي ينتابك لأنه اختارك خصيصاً لتوجيه سؤاله التأييدي ، يلهيك عن حقيقة السؤال !! 



فلو كان أحدهم يتحدث في مجلس عن مدى سفالتك وتفاهتك ، ثم وجه لك سؤال التأييد المعتاد ، لأجبته بالإيجاب حتى ولو كنت المعني بالشتائم ..



أقول بأنني لم أجد فخاً ، ومع ذلك قلت في تردد كبير : 



أشعر بالإثارة طبعاً .



ضرب يده بيدي وهو يقول في حماس : تماماً ، يشعر بالإثارة ! 



شعرت وكأنني شاكيل أونيل وهو يحرز دانك ..

وأردت أن أقفز لأضرب صدري بصدره ( خالد وليس شكيل أونيل )



لكنني تمالكت أعصابي بصعوبة ، وهو يستطرد قائلاً : 



يشعر بالإثارة ، لكن البطل يشعر بالرعب ..





فهل تعرفون متى بدأت أشعر بالرعب ؟!



قال علاء في غباء : عندما تعرضت لوابلٍ من الرصاص !



ضحك صفوان ، وخالد يقول : كلا ، شعرت بالرعب عندما رزقت بولديّ ، وليد وفريد .! 





الحقيقة أن مسألة التولّع الشديدة بـ ( التطقيم ) لدى البشر تصيبني بالرعب !



أنا أفهم حاجة فريق كرة القدم للبس زي موحّد وذلك حتى لا يلتبس الأمر على أحد اللاعبين فيمرر الكرة للاعبي الفريق الخصم ، 

أو ينبرش على زميله ـ بالخطأ ـ فيصيبه بالتواء في الأذن الوسطى .!





لكن لماذا يصر الأهل على معاملة أولادهم نفس معاملة طقم السفرة ! 

لا بد لكل بيالات الشاي أن تكون شفافة مخططة بخط فضي !! 



يجب على البنات أن يكن سمر وقمر أو علياء ولمياء !!!



هل من الضروري أن يصبح اسم ولدي ريان ، لمجرد أن اسم ابنتي هو هيام !! 

وما به فارس ! 



هل يشوه منظر طقم السفرة مثلاً بعدم تناسقه ، 

هل أعامله معاملة البيالة السادة ، فلا أضعه بجانب البيالات المخططة !! 





قاطع سيل أفكاري استطراد خالد في الحديث : 



نعم أنا أستطيع أن أتحمل مشاكل الزوجة ، نكدها ، الخلافات المستمرة ،

وبإمكان زوجتي أن تتحمل ضيق أفقي ، أخلاقي النزقة ، عصبيتي الدائمة ..



هذه أمور متوقعة من الطرفين ..



لكنني لا أستطيع أن أتحمل فكرة أن هذين المخلوقين الصغيرين ، الجميلين ، قد يفعلان أمراً ما يسيئ إلي ! 



أستطيع الآن أن أفهم لماذا يقول ربنا عز وجل (( ولا تقل لهما أفّ )) ..



الآن فقط أعرف كم هي مرهفة أحاسيس الوالدين ، 

بحيث أن أي تصرفٍ قد يخدش هذه الأحاسيس الرقيقة ! 





أنا أشعر بالمتعة عندما يوقظني وليد من نومي وهو يسكب محتويات رضاعته فوق أذني ،

ونغرق بالضحك ـ أنا وأمهم وهم ـ عندما يصفعني فريد في دلال عصبي ! 





ولا أحد يستطيع تخيل مدى فرحتي عندما يختارني أحدهم لألعب معه أي لعبةٍ يفضلها ..



أو مقدار حزني عندما ترتفع حرارة أحدهم نصف درجة !



لذلك فأنا لا أتوقع من وليد ألا يتأفف عندما أوقظه من نومه فقط ..

بل أريد منه أن يفرح عندما أفعل ذلك ! 



عدم التأفف هو أقل درجات البر التي أطلبها ، 

أما الفرحة بلقائي فهي ما يرضيني !! 



أريد منهما أن تغمرهما السعادة إذا اخترت أحدهما ليذهب معي عندما أجلب حاجيات المنزل مثلاً ! 







أنا نادم جداً لأنني عشت ما مضى من عمري وأنا لا أعرف أنني عاق ..

هل كنت بحاجة إلى أن أتزوج ويصبح لدي أولاد لأشعر بشعور والدي !



كل ما كان يتطلبه الأمر هو قليل فقط من التجرد ،

أخرج من نفسي قليلاً لأشاهدني بعين أمي ، لأقيم تصرفاتي بقلبها ..





كان علي أن أتفهم غضبها عندما تستقبلني معاتبة ( قول عندي أم إجي زورها ) 

بالرغم من أنني زرتها منذ يومين ! 





كان علي أن أفرح لأنها تخبرني بشعورها تجاهي ،

بما كانت سوف تفعله لو كانت هي من غابت عني ليومين !!!







كنت دائماً أقرأ قصص عقوق الوالدين للتسلية ، الآن لا أجرؤ حتى على الاستماع لواحدة من تلكم القصص ، لأن وليد وفريد يقتحمان مخيلتي دائماً ، فأبكي لمجرد التفكير والتخيل !!





أنا عاق بوالدي ، لأنني لم أستطع أن أبادلهم نفس المشاعر ..

هم أحبوني وأنا احترمتهم ..

هم فرحوا بدلالي وعصبيتي وأنا تحملت ـ على مضض ـ كبر سنهم ..

ينتظروني لهفة ، فأزورهم روتين ..







أخذ فيصل يطبطب على ظهر أخيه بعد أن بان عليه التأثر ،

أما أنا فقد نجحت بحبس دموعي ، لكنها غافلتني ونجحت بالهرب عن طريق فتحة الأنف ! 







أما علاء فقد أعلن شخيره المرتفع موقفه الصريح من هذه القصة ..





قال صفوان : 



القصة جميلة ، ومؤثرة ، تدل على بني آدم مرهف ، حساس .. 

على عكس قصة مصطفى ..



على فكرة أنت لست عاقاً ، كل مافي الأمر أن لك نفساً لوامة ..





من الصعب أن تستعير شعور الأبوة من والديك ، 

لأنه شعور فطري ، لكن ما تفعله أنت تجاه والديك هو نوع من تأدية الواجب ..



ألم يقل ربنا تبارك وتعالى (( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )) ..



أن تتظاهر بالخوف من والدك الستيني رحمة به ، 

حتى لا يظن أنه لم يعد كسابق قوته ، أو أنك كففت عن أن تكون ولده .!



علاقتك بوالديك لا يمكن أن تشبه علاقتهم بك ..

هم يحبونك فطرة وتحبهم تعوداً ..

يرعونك لهفة وترعاهم وفاءًً ..





قال فيصل : 



قيمونا من النكد







جاء دوري ..