الجمعة، 24 مايو 2013

مسألة (حرباية) !!


..

.



كنت أريد أن أبدأ بجملة ( من يعرفني منكم يعرف أنني ـ مثل كثير غيري ـ أحب الإجابة عن أسئلة لم تُطرح ) 
ثم ـ وبعد جولة سريعة في الساخر ـ تفطنت إلى أنني لا أكاد أميز إلا معرفاً أو اثنين من المعرفات التي انضمت في السنة الفائتة ، 
فمن الطبيعي أن أكون مجهولاً بالنسبة لهم 
( أقصد لبقية المعرفات وليس الاثنين أو الثلاثة الذين أعرفهم ) ..



فعدلت عن هذه المقدمة .. 



ليس كل المقدمة في الحقيقة ، فقط الجزء المتحذلق والذي يقول ( من يعرفني منكم ) 
لأقول : بأنني ـ مثل كثير غيري ـ أحب الإجابة عن أسئلة لم تُطرح ..



من الطبيعي أن يكون السؤال الأكثر إلحاحاً هو : لماذا غبت ؟



ويأتي معه سؤال آخر لا يقل عنه أهمية ، وهو : لماذا توقفت عن الكتابة ؟!




والحقيقة أن الأصدقاء قد أرهقوني بهذين السؤالين ..




أو هذا ما تخيلته .. 
صدقوا أو لا تصدقوا بأن هذا قد حصل فعلاً ، 
وليس مجرد صورة هزلية لزوم الضحك يعني ! 



( أقصد الجزء الخاص بتخيل الأسئلة ، وليس الأسئلة ذاتها ) !




بل إنني تجرأت على تخيل حوارات مع يوزرات لا أعرفها ولا تعرفني !




أعرف أن هذه الصورة تخدش منظر الكاتب الجامد الذي يحرص كل إنسان على تزيين معرفه بها ..



وتسيئ للديكور الذي رسمه القراء أنفسهم لكتّابهم المفضلين ..



لكن من قال بأنني لدي أي برواز أحرص على تعليقه في المخيلة الرومانسية للقراء الحالمين ! 



أنا لا أعتقد بأنني أهبل لهذه الدرجة ..



أو أجرؤ على الاعتقاد بأنني لست الأهبل الوحيد الذي يتخيل تلك التخيلات !



كل ما في الأمر أنني متصالح مع نفسي لدرجة أنني أفضل أن أبدو أهبلاً في أعينكم ، على أن أخلد للنوم وأريح رأسي على مخدة واحدة مع شخصٍ أهبل لا يدرك حجم المأساة التي يعيشها ..



عن نفسي أكتب لأشعر بأنني موجود ، وليشعر الآخرون بذلك أيضاً !



أعرف أنكم مثلي تماماً تقتلكم فكرة أن الدنيا سوف تستمر تماماً من بعدكم ،
وأنه ـ في أحسن الأحوال ـ سوف يتم نسيانكم بعد شهرين من انتقالكم إلى الدار الآخرة !



لكنني لن أفضح سركم ، وسوف أتظاهر بأنكم تعرفون هذه الحقيقة وتتعايشون معها بكل سرور دون أن تشدوا شعر رؤوسكم من هول الفكرة !



أقول لكم : لا بأس في أن يكون للآخرين أهمية عندك ..



صدقوني لن يضع أي منكم مزيل العرق وهو مبتسم في بلاهة أمام المرآة ، لو كان سوف يركب وسيلة مواصلات فارغة ، ويذهب لمكتبٍ لا يعمل فيه أحد سواه !



يعني لن يحرص أحد على إخفاء رائحته خوفاً من الكرسي الذي يجلس عليه ، أو مجاملة للطاولة التي يرتب عليها أوراقه !

كذلك أنتم لا تحشدون محسِّناتكم البلاغية في موضوع لترضون ( سيرفر الساخر ) ! 




كنت قد تطرقت لحكاية الأشخاص الذين يكتبون لأنفسهم ،
وقلت بأن الشخص الذي يكتب لنفسه من الأفضل أن يشتري دفتر وردي أبو أسلاك ! ويعيش مع نفسه 



الدنيا مليئة بالأشخاص الذين يقولون آراءهم العظيمة لأنها مهمة للحياة ،
ولأن الدنيا لن تستقيم دون حكمهم العظيمة !



ولأن الأرض سوف تكف عن الدوران لو كفوا هم عن الهذيان ..
والحقيقة أنهم سوف يقدمون للدنيا ( معروف ) لو احتفظوا بأرائهم لأنفسهم ..



لكنها تكاد تخلو من الأشخاص الذين يكتبون لأجل الآخرين !!
إما لأنفسهم ، أو لأنهم يحملون رسالة عظيمة ..



أما أنا فأعتقد ذلك حقاً !
هل فهمتم !!



أقصد أنني لا أتظاهر بأن ما أفعله مهم للآخرين بقدر ما أعتقد أنه مهم لي ، 
وأن يعرف الآخرون رأيي ،
وأن يعاملوه على أنه ملك خاص لي لا أعرضه للبيع أو حتى أقدمه هدية !



قد يتغير ، ويتبدل ، فالأمر لا يستأهل أن تموت دون رأيك ، 
لأنه صدقني سوف يتغير ،، أؤكد لك أنه سوف يفعل !



وهذا ليس أمراً سيئاً بالمناسبة ، بل هي طبيعة الأشياء ..



قرأت معلومة تقول : بأن الأغبياء هم فقط من يحتفظون برأي واحد لا يتغير ، 
وهذه المعلومة صدمتني حقيقة ، 
لأنها أثبتت لي أنني شديد الذكاء !! 



أما لماذا يتغير الأشخاص ، وتتبدل الآراء ، وتختلف المبادئ ؟
وما علاقة الحرباية بالأمر !!
فهذا أمر أجيبكم عنه لاحقاً ..



تقولون : بأنكم لم توجهوا أي سؤال منذ بداية الموضوع ! وأنه ( مين سألك ) !



أقول لكم : بأننا اتفقنا على أنني تخيلت هذه الأسئلة ..



لذلك أرجوكم ..



لا تصدعوا رأسي بتخيل أسئلة أخرى ، 
فأنا ـ بالفعل ـ بدأت أتشتت من كثرة الأسئلة التي تخيلتها ! 



أقول سوف أجيبكم عن هذا السؤال لاحقاً بعد أن أجيب أحد الأصدقاء ، 
والذي سأل سؤالاً مستفزاً ..




لماذا عدت ؟



أما لماذا أجيب عن هذا السؤال تحديداً ، 
ولا أجيب عن أسئلة بقية الأصدقاء التي ( تتحمد لي بالسلامة وتستفسر عن غيابي ) !



أقول : أسئلتكم أصبحت كثيرة ، وهذا أمر لا يطاق ..




لكنني ـ على كل حال ـ أجيبكم ..




أحد السياسيين الأمريكيين يقول : تخيل أنك في موكب والجميع يلوح لك ، وواحد فقط يشير لك بإصبعه الأوسط ، فمن سوف يلفت انتباهك ؟



لا أعرف إن كان هناك سياسي قد قال ذلك ، ولا أعرف إن كان أميريكياً أم لا ، 
لا أعرف ولا أذكر ..



لكني لا أستبعد أن يكون هناك سياسي قد قال ذلك فعلاً ..
ولا مانع أن نتخيل أنه أميريكي بالفعل ، 
فالأميركان يحبون هذه الاقتباسات ويعتبرونها دليل عبقرية ،
لا بد أن هذه العبارة سوف تبدو شديدة الجمال لو ترجمت للغة الإنجليزية ..



المهم ..



من الطبيعي أن أجيب على هذا الشخص الذي يشير بإصبعه الأوسط ، 
أقصد الذي وجه هذا السؤال المستفز !!



ثم أعيد لأجيبكم عن علاقة الحرباية بالموضوع ..



لماذا عدت للكتابة !!




صدقوني إذا قلت بأنني لا أرغب بالاعتراف بما أنوي الاعتراف به الآن ..



لكنني لا أستطيع أن أتظاهر بعكس ما أشعر به ، فقط حتى لا أبدو أمامكم بمظهر الأهبل ، فالمهم عندي ألا أكون أهبلاً غير مدركٍ لحقيقة هبله ..



(( يخيل إلي بأنني قد كررت الجملة أعلاه مرتين في هذا الموضوع )) !!



نبدأ من الآخر 



سبب العودة هو أنني كائن ثرثار ، لا أستطيع أن أكتم مشاعري ،
أحب قول آرائي بإفراط ، ومن ثم أقوم بتوثيقها وكتابتها ، 



وبالتالي أقرأها بشكلٍ شبه يومي ! 



وهذه ـ صدقوا أو لا تصدقوا مرة أخرى ـ حقيقة وليست صورة هزلية لزوم الضحك يعني ،،
توقفي الاختياري عن قول آرائي السخيفة في الأحداث العظيمة ،
أفقدني تسلية كبيرة ..
وهي قراءة ما كتبته ومن ثم مقارنته مع ما يحدث ،
وهو الذي يتضح أنه مخالف تماماً لكل توقعاتي ..

لكنني أكذب على نفسي كالعادة وأقول ( ما قلت لكم هذا اللي بيصير ) !



( شفتو إني كان معي حق ) !! 



وأنا كالعادة أراهن على ذاكرة الناس الضعيفة ، وذاكرتي الأضعف ..
كالعادة أصدقني ، ويصدقني الآخرون ..



أقول بأنني خسرت هذه التسلية الجميلة الماتعة ،
لأنني توقفت بإرادتي عن قول أي رأي يخص هذه الأزمة ، 



منذ بداية الأحداث السورية وأنا لا أتحدث في أي شيء ،




لا أتحدث في الثورة حتى لا أبدو ـ أمام نفسي أولاً ـ متاجراً بدماء الشهداء ،
سارقاً لجهود المجاهدين ،
مستهتراً بدموع الأرامل وأمهات الضحايا ...




ولا أتحدث في أي شأنٍ آخر ،
حتى لا أبدو ـ في عيني برضه ـ قليل أدب ما عندي دم ..



لا أحس بمعاناة الآخرين !!



لذلك عدت ـ برغبة مؤقتة للعودة ـ حتى أبقي خيار الثرثرة متاحاً ، 
وباب الحكي الفاضي مفتوحاً ..



لربما سألني أحدهم : ( ما هي سرعة العصفور إذا كانت عاصمة الهند برلين ؟ ) 



فأجيبه بأن ما يحصل في سورية هو نتيجة كيت وكيت ! 



وهو جواب لا علاقة له بالسؤال كما لاحظت حضرتك تماماً !! 



لكنني ـ في النهاية أراهن على ذاكرة الناس الضعيفة ـ 



لا بد أن السائل نسي سؤاله قبل حتى أن أجيب 
... 



نرجع للبداية ...



لماذا توقفت عن الكتابة !!



كنت أقول : بأن الحزين ـ حال حزنه ـ لا يكتب ..
الشخص الذي تجاوز الحزن ربما قد يفعل ..
أقول ربما يصبح قادراً على ترتيب مشاعره على الورق !



لا يوجد سكران واحد في العالم يستطيع أن يكتب قصيدة عن الهباب اللي شربو ..
وهو سكران !



أرى من بينكم من يتنهد وهو يقول :
الله يبشرك بالخير ، كويس إنك بطلت تشرب خمر !!



أقول : إنما هو مثال مثل بقية الأمثلة ، لا داعي له طبعاً لكنه للتقريب ..



بالتأكيد لم أتجاوز الحزن ، 
ولا زلت أشعر بأن الحديث عن تونس سهل ،
التكهن بما سوف يصيب مصر بسيط ..



في النهاية لن يذكر أحد ما قلته !



ولو أنني قلت اليوم بأن بشار سوف يحكم العالم ، 
ثم جئت بعد خمس دقائق وقلت : شفتو إني معي حق ، قلت لكم راح يشنقوا بشار ! 



لما انتبه أحد لما قلت ..



هذه لعبة قديمة يدرك قوانينها كل عراف مبتدئ في الإل بي سي الفضائية ،
تحدث عن كل توقعاتك للعام 2011 ، 



توقعك بوفاة معمرة صينية ! 
واعتزال فنانة عجوز !
وخلع أخرى للحجاب .. 



ثم تعال في بداية العام 2012 وتفاخر بأن كل توقعاتك قد تحققت ، 



ثورة مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية !!!



لن ينتبه أحد لما قلته ..



لو كان من بينكم عاطل وداعبت فكرة وظيفة العراف مخيلته ، فلا أجد مبرراً لتردده كثيراً ..



نعم أنا جبان ، لا أملك الجرأة لأتحدث عن سورية ، وثورة سورية ..



هل تعرفون ما هي علاقتي بهذه الثورة المباركة !





طبعاً لي دور فعال ..
مثل كل الأشخاص الذين حضروا إلى هنا وهم يروون بطولاتهم ،
قابلت عشرة على الأقل أصيبوا برصاصة ( أقصد أن كل منهم أصيب برصاصة مو كلهم رصاصة وحدة ) 
ثلاثة منهم يعملون في التنسيقيات وخرجوا بعد إلحاح شديد من أحبائهم ..

وقابلت اثنين على الأقل استشهدوا في واحدة من المظاهرات ،
هم حكوا لي القصة بأنفسهم !!

بالتالي عرفت أنهم مثلي تماماً ،
يقتصر دورهم على تحميل أغنية ( يا حيف ) للمبدع سميح شقير ..


أما ما هو دوري الفعال .!

فقد قمت بتحميل أغنية ( يا حيف ) على جوالي الخاص ،
ونمت ، وشاهدت في المنام أن دورية أمن قد قبضت علي وقامت بتفتيش جوالي ، 
ثم ومن أول رفسة قدم على صلعتي المناضلة استيقظت فزعاً ..

لا بد وأن الأشقاء الدببة القطبيين قد استيقظوا من سباتهم الشتوي على صوت شهقة الفزع التي صاحبت استيقاظي !!

( تقولون بأن الدببة القطبيين ليس لديهم سبات شتوي ) !
شكراً لكم على المعلومة ..

المهم أنني استيقظت وسارعت ـ من فوري ـ لحذف أغنية ( يا حيف ) وكل صور الثورة !

أقسم بالله العلي العظيم أن ذلك قد حدث فعلاً .. 

يا جماعة اكتشفت إني أجبن حتى من الحلم !!

لا إله إلا الله ..

أسمع من بينكم من يقول ( يا حيف ) ؟!

نعم هي أغنية ( يا حيف ) التي مسحتها !!

تقول : بأنك تقصد يا حيف يعني يا حيف بس !!

أقول : بأنني فهمتك ، لكنني أستعبط !


أعرف بأنه ( يا حيف حقاً )
لكنني سوف أخبرك بمعلومة لم أخبر بها أحداً من قبل ..
وأنت ـ حتماً ـ أول من يعرف هذه الحقيقة ..

( أنا أفضل أن أبدو أهبلاً في عيونكم ، على أن أكون أهبلاً فعلاً لا يدرك حقيقة هبله ) 


أرى بأن بعضكم قد بدأ يصيبه الملل ( شفتوا التفاؤل كيف ، بعضكم بس ! ) 
وأسمع من بينكم من يقول ( الله يجيبك يا طولة البال ) 

لا بد وأن فهد يتساءل : بتقول لنا وش علاقة الحرباية بالموضوع ولا نقفل ونروح نشوف أقوال أخرى وش عندهم !! 
( يا جماعة تخيلت اسم السائل ، تهقون هذا مرض ! ) 

أقول : بأنني قبل أن أجيب عن هذا السؤال ،
لا بد أن أجيب عن السؤال الأول الذي سألتموه !


ما الذي كنت أفعله أثناء توقفي عن الكتابة !؟

تقولون : بأنكم لم تسألوا هذا السؤال أصلا ..

أقول : ليش أنتوا سألتوا أي سؤال من اللي جاوبت عليهم ! مو كلها تخيلات

كنت أشاهد جميع لقطات الفديو المحملة على youtube 
أعرف أنني لو كتبت اسم الموقع بالعربي لكان أسهل لي بالكتابة ، 
لكنه أول موضوع بعد انقطاع طويل ، لا بد أن تتيحوا لي مجال للتحذلق قليلاً ..

اكتشفت بأن هناك نسخة من برنامج got talent ( لزوم الحذلقة برضه )
في كل دول العالم ..
في كينيا ، الفلبين ، التشيك ،
وكلهم يقولون : ( ذاتس ذا موست انكردبل ثنق آيف إيفر سين )
( نفسي اتحذلق بس ما أعرف السبلنق حق الجملة ) 

كل المواهب هي أكثر شيء مذهل رأوه في حياتهم ، ثم كالعادة يفوز المطرب !!!

لم يرق لي برنامج المواهب الفلبيني أبداً ..
لا أعرف كيف يمكن لشخص يحمل اسماً بهذا الطول أن يكون موهوباً 
Makitao kanugia mulio jovit balivido 

المهم أنني تعثرت بلقطة تظهر حرباية رزينة ، 
يضع لها أحدهم عدة نظارات ،
ثم تضطر هي دون أن يبدو عليها المبالاة حقيقة ، أن تقف فوق كل واحدة ، فيتحول لونها إلى لون كل نظارة تقف فوقها !
أحمر ثم أخضر ثم أزرق ووردي وهكذا !

تخيل أن يأتي كائن عملاق ويمسك برأس أحد مثقفينا الذين يسيل لعابهم ليل نهار عند رؤية الصديقات المثقفات ، ثم يطالبه بأن يسيل لعابه !!
لا بد وأن المثقف سوف يشعر بالملل وهو يسيل لعابه أمام هذا الكائن العملاق ، لأنه شيء روتيني بالنسبة له !

هذا هو شعور الحرباية تماماً !! 
ثم جعلها هذا الشخص المرح تقف فوق كل النظارات مرة واحدة فأصبحت تمتلك كل الألوان مرة واحدة !

الحقيقة أنني كنت أحترم الحرباءات كثيراً ، 
وكنت أعتقد أن هذه سياسة تغيير ذاتية ، 
يعني تستطيع أن تغير لونها لتلائم المحيط ، أو لتتفادى الخطر !

لكنني لم أظن أنه توجد حرباية تحترم نفسها ترضى أن تفعل كما فعلت هذه الحرباية !!

مما جعلني أتساءل عن السبب الحقيقي وراء تلوّن الحرباية !!
( فاضي ما عندي شي ) 

فبحثت في ويكيبيديا لأكتشف أنني قدرت الحرباية كثيراً ..
فهي لا ( تستطيع ) بمعنى أنها لا تغير لونها بإرادتها ، 

بل هي تستجيب للضوء الساقط على الأشياء ، فتتأثر نفسياً وفسيولوجياً ! 

بمعنى أنها لا تتغير بإرادتها ،
وليست آلية دفاع يمكن التحكم بها ،
بل هي مجرد استجابة للظروف المحيطة !


وصادف أنني بعدها بفترة بسيطة كنت أقرأ ـ في مقر عملي ـ
مجموعة فتاوى للشيخ العلامة ابن عثيمين ( يرحمه الله ) ! 
فوجدت أحدهم ( لا أعرف لماذا شعرت بأنه ليبرالي ، مع العلم أنني لا أعرف ما هو الليبرالي ) 
لكنني شعرت بأنه غير مرتاح للكتاب ! 

فقلت في نفسي : وماذا أصنع لكم ! حيرتونا معاكم 
إن قرأت مجلة عليها صورة هيفاء لم نسلم ، وإن قرأنا فتاوى لم نسلم !!

وإذا به ينبهني إلى ما كتب على الكتاب بالفنط العريض !
( يذهب ريع هذا الكتاب للمجاهدين في أفغانستان ) !!

والطبعة عام 1402

أخفيت الكتاب وأخذت من الدرج مجلة عليها صورة الحسناء بيونسي ، 
وبدأت أتظاهر بأنني أقرأ باهتمام ،
إن شاء الله يذهب ريع هذه المجلة للشياطين في جهنم !

المهم أن يتأكد هذا الشخص أنني رقيع لا علاقة لي بالجهاد والمجاهدين !

ما الذي تغير ؟!
كيف كان المجاهدون مجاهدين فعلاً وهم يلقنون الروس دروساً شديدة القسوة في فن التضحية ! 
وكيف أصبحوا إرهابيين عندما حان الدور على أميركا !!
لماذا تغيرت نظرتنا لهم ؟!

كيف كنا ننظر للرئيس الممانع ، والمناضل البطل ، والوالد القائد ، والثائر الفاتح ،
ثم كيف اكتشفنا أنهم فعلاً ( مجرد ثيران ) كما يقول كتاب المطالعة في حكاية الثور الأبيض والأسود والثور الثالث الذي نسيت لونه !!

لماذا تغيرت نظرتنا في الحالة الأولى مع أن حالة المجاهدين لم تتغير !
وكيف اكتشفنا حقيقتهم في الحالة الثانية واتضح لنا أنهم ( ثيران ) مع أنهم لم يكونوا أبطالاً في يوم ، وهم ثيران منذ الأزل ؟!

متى تكشفت حقيقة حسن نصر الله ، ومتى أيقن الكل أنه كذاب ..!
حتى من كان يجزم بالأمس أنه نصر من الله حقاً ؟!


أم كلثوم في يومٍ من الأيام كانت مطربة العهد البائد ( العهد الملكي طبعاً ) 
ومنعت أغانيها من البث في الإذاعات .!
ثم نسي الجميع كل شيء ، واختيرت للإشراف على الفريق المسئول عن النشيد الجديد !!
ثم تحمس لها الضباط الذين كانوا هم من تسبب في منع أغانيها في الأساس !!

هذا يعطيكم فكرة عن مستقبل تامر حسني ، وعمرو أديب وتوفيق عكاشة ( وإن كنت أشك أن الأخير له مستقبل ) !!
والقائمة تطول لتشمل أحمد حسون والبوطي ( مناسبة لهم قائمة الفنانين والراقصات أليس كذلك ) !!

من نسي لم ينس بإرادته ..
ومن تغير لم يتغير برغبته ..
ومن تبدل وتلوّن لم يكن يملك الخيار ألا يفعل !

صدقوني .. 
المسألة مسألة ( حرباية ) 
لا أكثر .. ولا أقل ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق