السبت، 25 مايو 2013

ريـمـوت كنـتـرول ..!!

..
.

الكاميرا تصور يداً نحيلة ، بنان الأصبع السبابة ( المائل بسبب كسر قديم ) يداعب أزرار جهاز التحكم ، مستدعياً القناة 268


قناة ( الفضيلة ) ..
مجموعة من الآهات والأصوات الحلقية ، ثم زقزقة عصافير ، وتغريد كناري 
وهذه هي البدائل الشرعية للموسيقى ، 
وكأن القائمين على القناة يقولون : بأن موسيقى المقدمة شيئ لا غنى عنه ،
لذلك فلا بد أن يكون له بديل .!


يهدأ صوت العصافير ، ثم تنقلنا الكاميرا للاستديو ، 

يقول المذيع : أخوتنا الكرام سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته ،
أهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم الـ(كل شوي) .. 
لم يعد كما في السابق ، يومي أو أسبوعي .!
لأنها قناة متخصصة ، فلا بد أن تكون البرامج ( كل شوي ) ..
يقول : أهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم ( أفلا أنبئكم ) ..
ضيفنا في هذه الحلقة فضيلة الشيخ : عبد الإله آل عبد الإله ..
ـ نرحب فيك فضيلة الشيخ ..
الشيخ : بتجهم وجدية : حياكم الله ..


ـ لدينا اتصال ، ألو مين معنا .!
المتصل : معاكم خالد 
المذيع : من وين تحدثنا يا خالد ؟
المتصل : من ثادق .
المذيع : هذا أول اتصال لك يا خالد ؟
المتصل : نعم هذا أول اتصال في برنامجكم الرائد ، لكني أتابعكم دائماً .
المذيع : ونحن نتشرف بمتابعتكم ، لبرنامجكم ( أفلا أنبئكم ) الذي يستمد كينونته من مشاركاتكم واستفساراتكم وتفاعلاتكم ..
هل لديك سؤال يا خالد ؟
المتصل : لدي سؤال لفضيلة الشيخ 
المذيع : تفضل ، الشيخ يسمعك .
المتصل : السلام عليـ ..
يقاطعه المذيع : يا ريت يا أخ خالد تستعجل على شان نتيح المجال لغيرك من المتصلين .
المتصل : طيب ، طيب ، السلام عليكـ.. صوت الطوط طوط الأزلي ..
المذيع : يتحسر على المكالمة المرحومة ، قائلاً : يبدو أننا فقدنا الاتصال ..
نتمنى من الأخوة المتصلين الاستعجال حتى يتيحوا المجال لغيرهم ..


معنا اتصال جديد ، ألو مين معنا ؟

المتصل : السلام عليكم يا فضيلة الشيخ . 
المذيع : وعليكم السلام ، من معنا أخي الكريم .. 
المتصل : (يطنش المذيع ، بعد أن عرف أنه سوف يضيع وقت المكالمة) 
يخاطب الشيخ مباشرة : فضيلة الشيخ ما رأيك بالإيميل والفساد الحاصل فيه ؟
الشيخ (يقترب من الطاولة ، يرجع شماغه خلف أذنه في محاولة جادة للاستماع) 
ويسأل : ما هو ؟
المتصل : الإيميل يا شيخ الإيميل ..
الشيخ ( يضيق عينيه ): ما به الإيميل !!
المتصل : يا شيخ بعض القروبات الإباحية تستهدف شريحة الشباب ، بقصد إغوائهم ، وإلهائهم عن أمور دينهم ، وهذا مخطط من اليهود والنصارى لتأخير الشباب العربي عن مكانه الذي اختاره له الله .. 
ما رأيك بالإيميل يا شيخ وما يجره على الشباب من فساد .!
( محاولة واضحة لحلب الفتوى من فم الشيخ ) 
الشيخ : لا يجوز ، الإيميل لا يجوز ، ولا يجدر بأي رجل غيور أن يدخل هذا الإيميل على أهل بيته ..!
وأهيب بكل من لديه إيميل في بيته أن يخرجه ، أو يكسره !! 
أكسر الإيميل فوراً حتى لا يستخدمه غيرك وتحمل وزره ..


المذيع : شكر الله لكم فضيلة الشيخ ، هل لديك سؤال آخر أخي الكريم .!
المتصل صوت طوط طوط )
أغلق السماعة بعد أن حصل على مراده بالشكل المطلوب تماماً ..


المذيع : فضيلة الشيخ معنا مجموعة من الرسائل الألكترونية 
عبر البريد الألكتروني .. السائلة أم محمد تقول : بأن لديها ابنة ..... إلخ إلخ 


مربع أزرق صغير يظهر أسفل شاشة التلفزيون ، يظهر الرقم 4 ثم 2 ، ما يعني أن الشخص الجالس أمام شاشة التلفزيون قد طلب القناة 42 عن طريق جهاز التحكم ( الريموت )
..


المذيع الشهير ، ( فتحي الصخيل ) يسأل ضيفه بصوت رخيم هادئ ومحبب 
: هل حقاً تعرضت لمحاولة اغتيال ؟ 
الضيف (يرتدي زياً سعودياً تقليدياً ، حليق الوجه تماماً) 
( أعتقد أنه يريد أن يبدو ليبرالياً سعودياً ) : نعم تلقيت عدة رسائل تهديد بالقتل على بريدي الألكتروني . وأنا محتفظ بنسخة من تلك الرسائل لتقديمها للجهات المختصة .
المذيع : البعض يقول أن تلك الرسائل مجرد عبث من بعض المراهقين الذين يقضون أوقاتهم في بعض مقاهي الإنترنت ؟
الضيف : يحتدّ ، (وكأن المذيع يسلبه حقه في أن يكون مهماً )..
كلا لدي ما يثبت أن هذه الرسائل رسائل حقيقية .!
المذيع : يبتسم بزاوية فمه ، بعض المنتسبين للتيار الديني يقولون بأنك ترسل لنفسك رسائل تهديد ، وأنه بإمكان أي شخص أن يمتلك آلف بريد ألكتروني يرسل لنفسه رسائل تهديد منها .! 
بل وحتى رسائل حب وإعجاب .!


ما قولك ..


الضيف ( وقد تجمع لعابه على حافة شفتيه ) : أنت لن تخفى عليك محاولات التيار المتشدد لتهميشي وتسفيه آرائي .. 
( يتوجه للكاميرا مخاطباً )
لكني أحب أن أقول لهم : بأن محاولاتهم لن تؤثر في عزيمتي على الإطلاق .. وأنهم غير قادرين على اجتثاثي من جذوري .! 


المذيع يبتسم نفس الابتسامة الساخرة ( مدري ليه حسيته يقول : أي جذور الله يرحم حالك ، وأنت كل عائلتكم اللي مدرس تفسير ، واللي ماسك حلقة تحفيظ ، لا تخلينا ياللي جدك السير أليكس فيرجسون )


الكاميرا تصور نفس اليد النحيلة ، تمسك الريموت بعصبية ، تطيح ـ دون قصد ـ بصحن مكسرات رخيص ، تضغط السهم الذي يشير إلى الأعلى ..
..
.
قناة إخبارية أخرى ، المذيع المتجهم يعلن نهاية النشرة .. 
موسيقى الختام ـ أعتقد أنها قد تكون لـ(ياني)
.. 
المذيع ـ يبدو أنه قد سأل سؤالاً ما لا يعجب ضيفه ( عدوان ) لأنه 
قبل أن يكمل سؤاله ..!
ارتفع صوت عدوان يجعجع،
وأقسم بالله ثلاثاً على أن ما يحصل عيب .!
وأن دول الخليج تهدي أميركا نفط المنطقة بتراب الفلوس!!
أميركا راعية الإرهاب الأول التي تطور صناعات الدمارالشامل لتقتل أبناء العراق
أبناء العراق الذين أثرت أحوالهم في نفوس الشعب العربي !!
الشعب العربي المكبوت والمطحون الذي تعب من الذل والهوان فتوجه للمقاومة الحرة .! 
المقاومة الحرة التي تعتبرها أميركا إرهاباً ! 
ثم كلام عن أدلة وبراهين تثبت تورط خليجيين يحتفظ هو بأسمائهم في مؤامرات لتسليم فلسطين ورجال المقاومة لإسرائيل ..!
أما كيف تقع وثيقة بمثل تلك الخطورة في يد صحفي ـ وكأنها وثيقة كلمات سر شريط جراند ثيف أوتو ـ 
وهل يصدق أي إنسان عاقل أن يكون هناك وثيقة بهذه الكيفية .!
وبودي أنا شخصياً أن أرى هذه الوثيقة .. 
هل هي بهذا الشكل .. 
أنا فلان ابن فلان آل فلان قد بعت السيد حاييم بن ايون المسجد الأقصى ، وسلمته مفاتيحه ..!!!
ببساطة السبب الأول والأخير في كل مشاكل الكون هو دول الخليج ..! 
ولولا خوفه من أن يكون واضحاً زيادة عن اللزوم ،
لدعا على دول الخليج بالويل والثبور وهوائل الأمور !! 
ولتمنى أن يعمل الخليجيون ( عمال بالأجرة ) في الهند وبنجلاديش و قرغيستان !!


إصبع إبهام ، تآكل اظفره ، يضغط على السهم الذي يشير لأعلى بشدة ، فتتقافز القنوات بسرعة ، يرفض جهاز التحكم الاستجابة بعد أن وقع اختياره ( عشوائياً ) على قناة
( المسفهلّة ) ..
مجموعة من المتصلين يبدون رأيهم في أمور يتناقش عليها فريقان ،
أحدهم يرتدي عمامة رأس سوداء ، والآخر عمامة رأس بيضاء .! 
من يرتدي العمامة السوداء يقول بأن الله قد أوحى للحسين بن علي بأنه سوف يخلق آدم عليه السلام .! 
ينبري له واحد من الفريق الآخر ليخبره بأن ذلك غير صحيح ! 
وبالأدلة والبراهين .! 
هل هناك أي مجال للشك في أن ذلك غير صحيح .!! 
هل أحتاج لأدلة وبراهين حتى أثبت ذلك للمشاهد الذي يعرف أن كل ذلك محض سخافات .! 
أما إن كان يهدف من ذلك لإقناع الفريق الآخر ، 
فلا أظن أن شخصاً قد وصلت قناعاته لهذا الدرك ،
يريد ـ أو من الممكن ـ أن يفهم .!


في أسفل الشاشة ، مكتوب : 
ندوة بعنوان : البوكيمون ، بين الواقع والمأمول .! 


ما هذا ! وما هذه القناة ..!
نفس اليد النحيلة ، توجه ضربة عاتية لجهاز التحكم ، تخرج البطاريات ، ترفعها لأعلى ، يعض عليها بأسنانه ، تقع سن نخرها السوس ، يعيد البطاريات ، يضغط نفس الأزرار ..! 


..
.
يقوم بأخذ جولة سريعة على قنوات الأغاني ، بعضها طربي أصيل ، لا يريده قطعاً ، وبعضها حديث ، بإيقاعات راقصة ، لم يجد حتى الآن ضالته ..
مشهد دمار ، توقف قليلاً ، بيوت مهدمة ، جثث أطفال تطل برأسها ( مجازاً لأنه لا رأس بقي ليطل ) من تحت الأنقاض ، 
امرأة تلطم ، تبكي دون دموع ـ حقيقة ـ إن لم تجف الدموع الآن فمتى إذن .!!!!


ما الذي أتى بهذه القناة هنا ، وقد حرص على حذف أي قناة تتحدث عن جراح الأمة ، يذكر جيداً أن هذا الرقم كان يخص قناة غنائية ،
لكن لا بد أن تلك القناة قد انتقلت إلى ترددٍ جديد.!


يضغط على زر قائمة ثم ok
تنظيم القنوات ok
حذف قناة ok
حفظ التغييرات ok


ثم يعود إلى قناة تصور مجموعة من النساء ، 
تضج أجسادهم بالدهون ، 
لا يغنون ، وهم ـ قطعاً ـ لا يرقصون ،
يكتفون بالتحرك يمنة ويسرة ، فتهتز أكوام الشحوم .! 
تلبية لرغبات المشاهدين .!!


الكاميرا تصور سلة مهملات صغيرة ، فيها قشور فصفص ، وغلاف بسكوت ( أبو نص ) ،
و ريموت كنترول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق