الجمعة، 24 مايو 2013

صُنَّاع الخراط .!!

..
.


(Avatar) 

أنتم تعرفون هذا الفلم بالتأكيد ..
الفلم الخيالي الذي يعتمد في مجمله على المؤثرات البصرية ، وعلى الإبهار ..
حسناً ، كنت أعتقد بأن هذا الفلم هو فلم رجل واحد فقط ..
يعني شغل المخرج بس ..
وسواء كان البطل هو Sam Worthington أو أحمد السقا ..
فذلك لن يشكل أي فارقٍ يذكر .!
لكنني بعد أن شاهدت الفلم مرة أخرى ،
استبعدت المشاهدة الأولى ( المليئة بالانبهار والاستغراب والدهشة ) !
لأحاول في المشاهدة الثانية التقرب من James Cameron الكاتب ! 
شاب مقعد ، عديم الحيلة ، يسافر إلى عالم آخر ، يتحول إلى آفاتار ..
يكتشف القوة الهائلة التي يمنحه إياها ، يقفز ، يشاغب ..
ثم يتعلم كيف يستفيد من آفاتاره ، ثم يكون هذا الآفاتار هو الخلاص لشعب كامل ! 
ثم ينغمس في الوهم حتى يختار العيش في آفاتارٍ دائم أبدي !


ألا يشبه هذا الفلم عالم الإنترنت .!
ألا يتحدث جمس كاميرون عن المجتمعات البديلة !



هل ينكر أحدكم أن قناعه يمنحه الكثير من القوة والأمان والثقة !
الجرأة على فعل الشيء هي التي تمنحك القدرة لفعله حقاً ..


نحن نحسبها خطأ ..
لأننا نفكر في الخسائر ..
ما هي الخسائر المحتملة من إهانة أحدهم ، تسفيهه .!
لا يوجد أي خسارة ..



لكننا لو نظرنا إلى الأرباح ، فسوف نجدها ضئيلة ، تافهة ..
مجرد شعور عابر ولحظي بالانتصار والتفوق !
أتخيل شخصاً ( أبكماً ) يملك القدرة الآفاتارية على الصراخ والجعجعة ! 
تلتمع عيناه في نشوةٍ مرضية ، شعور عارم بالقوة ..
لكنه ـ ويا للأسف ـ سرعان ما يخلع آفاتره ..
ليعود لحاله السابق ..
مجرد شخص عاجز عن التعبير ، والتواصل ..
..


( مناضِل .. مع وقف التنفيذ ) 


في مرةٍ سابقة ، كتبت ( ما فعله الرئيس ليصبح رئيساً ، وما فعلته أنا لأظلّ حماراً ! ) 
من الطبيعي أن البعض لم يفهم من العنوان ، ولا الموضوع إلا أنني حمار فقط ..
مثلما حصل تماماً في موضوع ( مذكرات راجل مشاعره صادقة ) !
ظن الكثيرون أنني أدعي الصدق ..
بالرغم من الكم الهائل من العبارات التي حواها الموضوع نفسه ..
والتي تتحدث عن أنني أحب الأشخاص العاديين مثلي ..
الذين يكذبون ويجدون في أنفسهم الجرأة للتحدث عن الصدق !
إلخ إلخ .


وأنا لم أنكر على هؤلاء ، أو على هؤلاء ..
لكل إنسان حرية الظن ، والفهم ، بل والاعتقاد كذلك ..
لكنني غير ملزم بهذا الظن ..
لا أتحمل مسئولية ما يعتقده الآخرون عني ..


لكنني ـ أعترف ـ بأننا مسئولون عن تمرير بعض الانطباعات ..
عندما يظن أحدهم بأنك قادر على الكتابة عن
( زواج القاصرات ، هموم المطلقات ، الظروف المعيشية للفقراء ، معاناة الأيتام ) 
فلا بد أنك فعلت أمراً جعله يتبنى هذا الاعتقاد ، أو الظن الحسن !
وعليك ـ في هذه الحالة ـ أن تثبت له أنك حقاً تهتم ..!
أو تريه الحقيقة ، بأنك لا تهتم فعلاً ..
وأن آخر ما تريده هو أن تكون مناضلاً ورقياً آخراً .. 
ممن يتحدثون عن ( هموم ، معاناة ، مشاكل ، ظروف ) 
ثم يضعون في آخر كل كلمة مما سبق ( هم ) !
لتصبح : همومهم ، معاناتهم !
أنا من النوع الذي لا يكتب عن كل تلك الأشياء
إلا عندما يكف الضمير في آخر الكلمة عن كونه ( هم ) ليصبح ( نا ) ! 
عندما تتحول همومهم إلى همومنا 
وظروفهم إلى ظروفنا ..


سوف أحكي لكم قصة حقيقية تماماً ، ولمن شاء أن يعتقد أنها كذب فهذا شأنه ..

سبق وقلت بأنني أعمل في شركة كبيرة للحراسات الأمنية ..
كنت من الحراس الذين تم تعيينهم براتب لا يتجاوز الألف وثمانمائة ريال !
الذي حصل هو أن الشركة تعاقدت مع مجموعة من الحراس براتب ألفين ومائتي ريال !!
وعندما قدمنا اعتراضاً بذلك ، ذكر لنا المسئولون بأن الحراس الجدد تعينوا على الرواتب التي تم إقرارها حديثاً !! 
وعندما أخبرناهم بأنه ( يا سلام ، طيب افصلونا وعينونا بالرواتب الجديدة ) ! 
قالوا لنا بوضوح بأنه لا مانع لديهم من فصلنا .. 
واكتفوا بهذا القدر ..


فتفتّق ذهني المتفتق عن فكرة تخيلت أنها رائعة ..
تحدثت مع المهندس المسئول عن صيانة أجهزة الحاسب الآلي ..
عن فكرة إنشاء مجلة ألكترونية للمعارضة ، يكون اسمها ( عيب يا مشمش ) ! 
وطلبت منه أن يمدني بقائمة بريدية لجميع الموظفين ..
وكنت متأكداً من سلامة موقفي ، بحيث أنني لن أكتب اسمي ..
وسوف أستخدم خدمة بريدية مثل الياهو والهوتميل ..
وليس خدمة الشبكة الداخلية الخاصة بالموظفين !
المهم أنه طلب مني أن أرسل له النسخة الأولى من المجلة ..
وهو سوف يقوم بإرسالها للجميع ، لأنه لا يستطيع أن يمدني بهذه المعلومات ..
لأن الإدارة سوف تعرف أنه المسئول عن تسريبها !! 


فصدقته طبعاً ، بالرغم من أنني أؤمن بأن الشخص الذي سوف يخونك ..
هو الشخص الذي تقرر منحه سرّك ! 
المهم أنني أرسلت له العدد الأول ..
وهذا هو بين أيديكم 
ــــــــــــــ
( مجلة عيب يا مشمش ) 
العدد الأول : مجرد مقدمة ، وكلام عام ! 
..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة الطريفة حصلت مع أحد الكتاب الكبار ـ أعتقد أنه الدكتور جمال حمدان ـ ورواها أحد الكتاب الكبار ـ أيضاً ـ في جريدة الدستور ، لكنني لا أذكر العدد ..
المهم هو ما حصل ، وليس من رواه ، لأن القصة تتكرر دائماً باختلاف الرواة ،
وتغير الأبطال ..
لكن بنفس آليات الظلم المستخدمة ..


في مدرسته الابتدائية ، قام أحد الطلاب بتقطيع كراسته ..
فهدده بأنه سوف يشتكيه لمعلمة الفصل ،
فما كان من الطالب المشاغب إلا أن أطلق ضحكة استهتار عالية ! 
بالفعل ، قام الدكتور جمال بشكايته لمعلمة الفصل ،
التي مالت على أذنه وأخبرته بأنه من الأفضل له أن يشتكي الطالب للمديرة مباشرةً ، 
لأنها أمه !! 
توقع الدكتور ـ وهو الطفل البريئ ـ أن المديرة سوف تأخذ له بحقه ،
فهي أولاً مربية فاضلة !
ثانياً : هي أمه ، يعني تستطيع أن تضربه دون أن يحاسبها أحد ..
توجه من فوره لمكتب المديرة ..
وقام بشكاية ابنها لها ، فاستدعت ابنها ، وبمجرد أن دخل إلى المكتب ..
ووقع نظره على الدكتور جمال ،حتى أطلق قهقهة عالية !!


ووسط نظرات الدهشة والاستغراب وخيبة الأمل أخذ الدكتور يتأمل هذا المشهد الهزلي ، الأم تتصنع الغضب ، والطفل ينظر لها باستهتار ..
وكأنه يقول ( يا شين السرج على البقر ، شكلك بايخ وانتي مسوية انك معصبة ) !
في آخر المطاف ،
قالت في غضب : ( عيب يا مشمش ، الضحك من غير سبب قلة أدب ) !!



عيب يا مشمش !!!
هذا هو كل ما في الأمر ، عيب يا مشمش حقاً ..
يعني هي لم تغضب ، ولم تعاقبه لأنه قطع كراسته ،
بل لأنه ضحك من غير سبب !!
فتوصل الدكتور منذ طفولته إلى قاعدة ، 
عاش عليها عمره كله ..


القانون ، والأنظمة ، لن يفيدانك في شيء ..
إذا كان خصمك هو القانون نفسه !!



انتهت القصة
عندما قرأت هذه القصة ،
وقارنت بينها وبين ما يحدث معنا حقاً في حياتنا ، 
وجدت تطابقاً عجيباً، 
الشرطي الذي لا يعرف كيف يلفق تهمة للمواطن البريئ ، هو شرطي حمار !!
المدير الذي لا يستطيع أن يقنع المسئولين بأن الموظف الفلاني سيئ ودون المستوى ،
هو مدير لا يعرف عمله حقاً !! 
المدير الذي لا يكف عن إخبارك بعيوبك ، ومطالبتك بأفضل أداء لديك ،
هو المدير الناجح !!
المدير الحقيقي ، هو الذي يعرف كيف يقنعك بأنك سيء ! 
وأنه كتر خيره مستحملك !
المدير الناجح ليس بالضرورة أن يكون شخصاً أفضل ، 
المهم أنه يعرف كيف يتظاهر بأنه الأفضل ! 
المدير الحقيقي هو الذي يطالبك بتنمية مهاراتك لا لكي يزيد من مرتبك ! 
بل لتستحق أصلاً ما يدفع لك من مال ..
لا يعرف أصلاً ما يطالب به ، ولا يدرك ما هو الأداء الأفضل ،
إن جملة الأداء الأفضل هي جملة مطاطية ، هلاميّة المعالم ،
إنها ( قيمة مطلقة ) لا تدرك أنت متى تصل إليها !! 
ولن يخبرك هو بأنك وصلت إليها ..
إنها الحجة الوحيدة ليخبرك بأنك إما لا تستحق الزيادة ،
أو لا تستحق التكريم ، أو أنك دون المستوى !
المدير الذي لا يكف عن منحك الملاحظات والتوجيه ، 
هو ليس بالضرورة شخص يريد لك التطور ، أحياناً هو مجرد مدير قد ( اشترى دماغه )
وريح باله ، ولم يفكر أصلاً في مبدأ المكافئة !!
هل تضحكك تناقضات الإدارة ، دفعهم مئات الآلاف على حملة تسويقية في الجرائد ؟!


ثم يسعون لترشيد المصروفات من خلال حرمان الموظفين من ساعاتهم الإضافية ؟!
أنا هنا أقدم العرض لجميع موظفي ( ******* ) 
من عمال ، وموظفين ، وحراس أمن ، بل وأعضاء مجلس الإدارة أنفسهم !!
هذه دعوة للمكاشفة ، للحوار ، للشفافية ..
هذه الزاوية سوف يكون اسمها ( عيب يا مشمش ) !!
سوف نقول عيب يا مشمش لكل شخص لا نجرؤ على قولها له مباشرة !!
سوف نقوم بتقطيع دفاترهم مثلما قاموا بتقطيع دفاترنا !
أنت أيها الموظف ، تطلب إجازة ثم يتم رفضها دون سبب ! 
بحجة أنك لا تستحق ..
ثم تعرف أن فلان ـ المقرّب من الإدارة ـ يتشابه معك بالظروف ..
لكنه حصل على إجازته !
ثم عندما تتساءل ، إما أنهم لا يعيرونك أي اهتمام ..
على اعتبار أنه ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) !
وأنهم لا يخافون أصلاً من العقاب ، لأنهم هم العقاب نفسه ..
هم السلطة والقانون والتشريع !
أو أنهم يسلقون لك أي سبب غير مقنع ، لا يحترم وعيك ولا فهمك ولا إدراكك ! 
هنا ترسل مشكلتك ، ليقرأها الجميع ..
سوف يضطر الشخص المسئول عن رفضها لإعلان أسبابه !!
أنت تستحق الزيادة لكنهم يماطلون في منحها !!
تعرف أشخاصاً يحصلون على عدة زيادات ..
مع أنك تعرف أنهم لا يقومون بأي شيء ، إلا أنهم عرفوا من أين تؤكل الكتف ..
وعرفوا الطريق الأقصر إلى قلوب الإدارة !!
لكنك بقيت في محلك ، تمارس عملك الطبيعي الذي كلفت به ، فلم تحصل على زيادتك !!
أخبرنا بمشكلتك ، وسوف نقول لهم ( عيب يا مشمش ) !
الشفافية هي السبيل الأوحد لخلق منظومة اقتصادية قوية ، وهي نصف النجاح ! 
ـــــــــــــــــــــــــــــ


أرسلت له العدد ..
وبعد يومين تماماً ، استدعاني قسم شئون الموظفين ، وتحدث معي المدير عن رغبتهم في اختيار مجموعة من الحراس المميزين ، لتعديل رواتبهم ، وأن الخيار وقع علي .!


هكذا عرف بأنني أستطيع إحداث قدر بسيط من الضرر ..
وهكذا فهم بأن هذه المجلة ـ ولا بد ـ سوف تنتشر ..
لأنها سوف تجد أرضية خصبة ..
لأناس تدغدغ مشاعرهم هذه النوعية من العبارات ، وباعتبار أنه هناك الكثير من المتضررين ، فلا بد وأنه سوف تكون هناك الكثير من البلبلة ! 


وعرف أن كل هذه الزحمة ، ما هي إلا ( طلب زيادة راتب ) مختبئة خلف شعارات وهمية !

...
.


( الكثير من الـ هُم .. والعديد من الـ نحن ) 

قبل قليل كنت أنصحكم بعدم شراء بضاعة أي شخص يحدثكم عن(هم) !
ونصحتكم بتصديق كل من يخبركم عن(نا) ! 


الأمير الذي يقول لكم شعراً مليئاً بالفقراء ، والمتسولين ! 
وكل ما يهمه هو الانتهاء من تعمير قصره الجديد ..


الكاتب الكبير الذي يتحدث عن معاناة بياعات سوق حجاب ، وكاشيرات هايبر بندة ..
وكل ما يفكر فيه هو كيف يطعن في لجنة الإفتاء ، وشرعية فتواهم ..


الشيخ الذي يطالبكم بالتبرع لباكستان ، والإحساس بهموم الصينيين ..
وأنهم مساكين مبتلون ..
لكنه يصر على أن ما حصل في جدة هو من ذنوبكم .. 
وما تعرضتم له في ( الرياض ) هو من أنفسكم المليئة بالإثم ..
وما سوف يحدث لاحقاً لن يتجاوز هذين السببين ! 



أما عن مبرراتي التي أمتلكها لأكون وقحاً ، وأطالبكم بهكذا طلب !
فأقول : 


هل قرأتم حكاوي ( جعفر عباس ) في السجن ! 
كيف يتحدث عن سجنه وكأنه يتنزه ، كيف كان السجناء السياسيون ، والمفكرون ، والمثقفون ..
الذين قبضوا بجرائم رأي ، وفكر ، يعاملون معاملة السياح !
يقوم بخدمتهم النشالون !
وينظف أوساخ عنابرهم المتظاهرون !


هل أعجبتكم سرديات ( محمود السعدني ) ! 
هل انبهرتم بمواقف ( إبراهيم عيسى ) الشجاعة !!
شخص يقوم بتسليم نفسه للشرطة ، ليقوم ( حسني مبارك ) ذات نفسو بالتدخل للإفراج عنه بعد شهرين فقط !!!
ولماذا يحصل هذا معهم فقط ، ولا يتكرر مع ( طل الملوحي ) التي تحتجزها السلطات السورية !
أو ( خالد سعيد ) الذي اغتالته يد النظام المصري ! 


هل تصدقون أنني قرأت دفاعاً من الدكتور أحمد خالد توفيق ، 
الذي أحبه وأحترمه ، عن إبراهيم عيسى ،
يقول فيه : من يتهمون إبراهيم عيسى بالتمثيل ، يغارون منه ، 
لأنه يقدم ثلاثة برامج تلفزيونية ناجحة ، ويترأس تحرير جريدة ، ويقبض مبالغ طائلة ! 
هل من الضروري أن تكون مقطع الهندام حتى يصدق الآخرون أنك نظيف !
هل من المحتم أن تكون شحاذاً ليصدقك الناس !!


كلا يا دكتور ..
لكن من المهم جداً ، أن أكون صادقاً ..
أن أواجه النظام الظالم حتى وأنا أخافه ، وأخشى بطشه !!
لا عندما أكون متأكداً مليون بالمائة أنه لن يمسني بسوء !


النظام ليس غبياً يا دكتور حتى يمس إبراهيم عيسى وهو يعرف أن مجرد سجنه سوف يقيم الدنيا ولن يقعدها !
لكن النظام نفسه سحق خالد سعيد دون رحمة !! 


هل تريدون إقناعي بأن ( إبراهيم عيسى ) يشك للحظة أن حسني سوف يؤذيه !!
بالله عليكم ، احترمونا ولو قليلاً ! 
أنا ( طالبكم ) !! 


لماذا لا تظهر هذه المواقف الشجاعة إلا بعد أن يصبح للكاتب ملايين القراء ..
ويصبح رئيس تحرير ، ويمتلك شقة ، وسيارة ، وبرنامج تلفزيون !!
إن كان فساد الحكومة حديثاً ـ أي بعد امتلاكه الشقة ـ فلماذا تحدث عنه مئات الكتاب قبله !
وإن كان قديماً ـ قبل امتلاكه الشقة ـ فلماذا لم يتحدث عنه عندما كان معدماً !




هذا عن الكثير من الـ هُم ..

أما عن البعض من الـ نحن ..
فسأكتفي بذكر الدكتور نبيل فاروق ..
قبل أن يصاب بفشل كلوي ، كانت كل كتاباته تمجد في رجالات الدولة ، الرئيس ، وزير الخارجية ، وزير الحربية ، رئيس المخابرات الحربية ، وأختها المخابرات العلمية !
لكن بعد إصابته بالفشل الكلوي ، وشعر بالظلم ، وعانى من الفساد ( وليس كما يقول في مذكراته رأيت الحجم الحقيقي للبيروقراطية ، لأنه كان يراها من قبل ، الفرق أنه شعر بها ) ..
أصبحت الحكومة ـ في قصصه ـ خائنة ، وزير المالية مختلس !
وزير الحربية خائن !
وزير الداخلية مرتشي !!


هنا أصدقه ، تماماً !
وأعرف ما يريد قوله ، وأقدر شعوره !!
أنا لا أحبـ(هم) ولا يعنيني أمر(هم) !
لكنني أحب(نا) وأموت في(نا) !


ولن أتضايق من الحكام طالما أن ضررهم لم يتجاوز الآخرين ..
ولم تصبح هموم(هم) هموم(نا) !!


..
.


( خطباء الفواكه الموسمية ) 

مع العلم أن البيوت المحمية حلّت هذه المشكلة ، وأصبح بإمكانك أن تأكل البطيخ في الشتاء ..
وتلتهم الكستناء أوالجريب فروت في الصيف ..
لكن خطباء الجمعة لم يسمعوا بهذا الاختراع ..


هم حقاً مملون ـ غالباً ـ إلا من رحم ربي ..

في محرم يخطبون عن عاشوراء .. 
وفي رجب عن بدع رجب .. 
وفي شعبان .. اقترب رمضان
وفي رمضان .. ها هو رمضان 
وفي شوال .. راح رمضان
وفي ذي الحجة .. أيام العشر
واذا خلص ذي الحجة عن السنة الجديدة .. 


لا شيء يذكر عن هموم الأمة .. 
أو أي شيء يعنينا من قريبٍ أو بعيد .. 

عن الظلم ، عن أكل أموال الناس بالباطل ..
عن آلاف اليائسين الذين يقومون ببيع أعضائهم بسبب الفقر !
عن العشرين ألف التي يدفعها شخص لا يتجاوز راتبه الثلاثة آلاف مقابل عشة قذرة يسكنها مع أبنائه !
لماذا يدفع أبناء هذه الصحراء مترامية الأطراف الملايين مقابل شراء قطعة أرض قاحلة ! 
بينما يحصل المحتل على ضعف هذه الأرض مجاناً ! 
بل ويكافئ ـ أحياناً ـ بعقود نفطية طويلة الأمد !!


وأكثر ما يغيظني هودعاؤهم بأن يرزق الله الحاكم بطانة صالحة .. 


وهذا دعاء مستحيل التحقق ..
هناك الكثير من الأشخاص الصالحين ، الدنيا تعج بهم ..
لكن لا أحد سوف يسمح باقترابهم من الحاكم ، فما بالك بأن يقتربوا لدرجة ( البطانة ) !

ثم هب لي حاكماً يرضى بأن تكون بطانته صالحة 
( تنق على أهله كل يوم بترك الظلم والعدوان والخيانة والتخاذل ) !

الحاكم لا يريد بطانة ، هو لا يحتاج إلا إلى ( بطانية ) تستره وتغطي عيوبه وتزكيه ..
وتشجع أعماله !! 




لو كتب لي ولكم أن نعيش حتى يوم الجمعة القادم ..
فليخبرني كل منكم عن ماذا تحدث خطيب جامعهم ..

هل عن ضحايا الغوص في موريشوس !
أم عن مشكلة الأيتام في كندا !!


أم عن فضل عشر ذي الحجة !!


وهل يا ترى تحدث أحدهم عن العراق ! 
أو جاب طاري فلسطين !

أم فعل مثلي تماماً ، تركوا فلسطين حتى آخر السطر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق