السبت، 25 مايو 2013

ورطـة في أمريكا ..!! ( فلم وحلم في آن معاً )


استيقظت من النوم وصداع هائل يسحق رأسي ، وما زاد الأمر سوء هو ضوء الشمس الذي يقتحم الغرفة بكل وقاحة .

لحظة .. 

أنا متأكد من أنني أغلقت جميع النوافذ بستائر سوداء حتى لا تتسلل أشعة الشمس لتوقظني من نومي الهانئ ، الذي لا يبدأ ـ عادة ـ إلا مع طلوع الفجر.. 

( ويك أب ، يور ليت ) 

التفتت ناحية الصوت . ثم قفزت من السرير فزعاً ، وأنا أردد المعوذتين بصوت مرتفع ، 
كان مصدر الصوت هو فاتنة شقراء تمسك بين يديها قدحاً من القهوة ـ بالتأكيد ـ 

من هذه ..!
و ما هذا المكان ..!
كل ما أذكره أنني كنت ساهراً أتابع واحداً من الأفلام الأمريكية إياها التي تعتمد على المؤثرات البصرية بشكل كبير ، 
لذلك أذكر أنني أطفأت الفلم بعد أن شعرت بعينيي توشكان على القفز من محجريهما .! وأذني يتردد فيهما طنين مزعج .! 

أما هذا المكان النظيف الواسع ، 
والذي لا يمت إلى المكان الذي أسكن فيه بصلة ، فأنا لا أعرفه ..! 

هذه الغرفة الجميلة والتي ـ لا بد ـ قد قام بترتيبها مهندس ديكور متخصص ليست من أبجديات العالم الذي أعيش فيه .!

هل مت ..!
هذا شيء مستبعد لأنني مسلم وأعرف أن هناك حساب وقبر ومنكر ونكير ،
ثم إنني لست غربياً أعتقد بأن الجنة فتاة شقراء نحيلة تكاد تموت من الجوع ـ على الستايل الأمريكي ـ 

حقاً إن هذه الفتاة أمريكية بعنف .!
مجموعة من العظام البارزة ، مع وجه فاتن وجميل ، 
شعر أشقر يشبه لعبة باربي الأصلية عندما كانت شقراء حقاً قبل أن يصبح شعرها كستنائياً أو أسوداً لأسباب مجهولة ..! 


كل هذه الأفكار دارت برأسي وأنا أتطلع ذاهلاً إلى الفتاة التي أمامي .. 

حانت مني التفاتة ناحية المرآة الضخمة التي تحتل ـ تقريباً ـ نصف جدار كامل ،
وهالني ما رأيت ،، 
من المعروف عني أنني لا أنام إلا بأربع قطع من الملابس على الأقل ، أراني عاري الجذع ، أرتدي شورتاً حريرياً ناعماً ..! 

لم أعهدني بهذه الدشارة .. 

ثم خطر لي خاطر أسود ،
لا بد وأنني قد فعلت شيئاً خاطئاً ، 
وإلا ما الذي أفعله بغرفة هذه الفتاة ، لا بد وأنها غرفتها لأنها ليست غرفتي .. 


فجأة قفزت أمامها متوسلاً وأنا أقول .. 
مهما كان الذي فعلته فأنا آسف ، أقسم لك أنني نادم أشد الندم ، ولن أعود لمثلها ما حييت ..! 


نظرت لي باستغراب شديد ، وهي تقول : وتس رونق ويذ يو .! 


حسناً هي تتحدث معي بالإنجليزية ، إذن هي أمريكية كما هو واضح ، وتفهم ما أقوله ـ وأنا متأكد من أنني قلته بالعربية ـ .! 
لن أكتب ما تقوله بالإنجليزية ، لا أريد أن أبدو متحذلقاً ، ولكني فقط أريد أن أضعكم في الصورة ..! 

هذه الفتاة لم تبد متفاجأة من وجودي في غرفة نومها .! 

بل إنها أخبرتني أنه علي أن أتناول قهوتي لأنني تأخرت عن العمل .! 
ثم أدارت لي ظهرها وخرجت من الغرفة 


دققت النظر إليها ، خيّل إلي أنه هناك كتابة بخط أبيض عريض تمر خلف ظهرها ،، 


Starring 

Ibn abi fadaghah

AS : abdullah al-ibraheemi 



ثم يذهب شريط الكتابة ويحل محله شريط آخر ، مع موسيقى متوجسة ..! 

And

Tea leoni

As : sara 




يذهب الشريط ـ وأنا أرتدي ملابسي وأهبط الدرج ـ ثم يأتي محله شريط كتابة أضخم من كل ما سبق مع نهاية القطعة الموسيقية المترقبة 

DIRECTED BY

Ridley Scott


الآن فهمت كل شيء ، هذه الفاتنة بطلة فلم (the family man) الجميل ، 

لذلك شعرت أنني رأيتها في مكان ما .. والمخرج هو الأسطورة ردلي سكوت ..!

إذن لا بد وأنني أحلم أنني في واحد من أفلامه .. بل ولي دور البطولة كذلك ..! 

هذا حلم جميل ، ويعد بالكثير .. فقط ما هو دوري 


نزلت إلى غرفة المعيشة .. 

إن كل شيء في هذا البيت يريد أن يقنعني بأنه أمريكي ..

القسم الأرضي كله عبارة عن جزء واحد .. 
هو غرفة معيشة بتلفزيون كبير وثلاث أرائك ضخمة ، 
ثم مطبخ يطل على غرفة المعيشة ذاتها ، 
بار صغير ـ للأسف واضح أنني بطل على الطريقة الأمريكية ،
ولن أستغرب لو سكبت لنفسي كأساً مليئا بالأشياء التي يسكبونها`عادة في مثل تلك الأفلام ـ 
والغريب أنه في ركن المكان هناك سجادة صلاة ، ومصحف كبير مذهّب ..! 


إذن أنا لست أمريكياً ، 
ومن الواضح أنني عربي مسلم ، 
وكان علي أن أعرف ذلك بمجرد أن قرأت الاسم الملفق الذي اختاره لي المخرج 
( عبد الله الإبراهيمي ) 
لا أعتقد بأنه هناك شخص يحمل مثل هذا الاسم ..
فقط هو اسم عربي بعنف ، 
لن أستغرب لو اختار اسماً مثل ( ابن سينا ، ابن رشد) 
أو أي اسم عربي خالص .. 
المهم أنه لا يريد للمشاهد أن يشك أبداً في كون هذا الاسم عربياً .. 
لو اكتفى باختيار عبد الله ، فربما اعتقد بعض المسلمين من ذوي النوايا الحسنة أنه يقصد أي أمريكي مسلم ،
أو أي أمريكي من أصول أفريقية ،
فهم يسمون أبناءهم بتلك الأسماء ( جمال ، عمر ، فاروق ) حتى ولو لم يكونوا مسلمين ..!


عموماً ، واضح أنني متزوج من تلك الفاتنة ..!

أتساءل من جديد عن ماهية الدور الذي اختاره لي المخرج .؟

هل هو العربي المتعصب الذي يضرب زوجته ليل نهار .! 

أم أنني إرهابي شهير أتسلى بتفجير مدارس الأطفال في الصباح ، والسهر مع فاتنات أمريكا مساءً .! 


لن أستعجل .. سوف أصبر لأرى ما يقودنا إليه هذا الفلم ..


وضعت تلك الفاتنة كوبها الذي كانت تشرب منه على عجل ،

ومرّت بجانبي مسرعة وهي تقول ( آي هاف تو قو ) ثم خرجت .! 

هذه من اللحظات المفصلية ـ على ما يفترض ـ في الفلم .. 

لو كنا في مسلسل عربي فلا بد أنني كنت سوف أبرحها ضرباً لتجرأها على عدم استشارتي ..! 

ثم هي لم تخبرني بوجهتها .. فقط قالت أن عليها أن تذهب ..! 

يا سلام .! 

لو لم أكن أعرف أنني ـ لا بد ـ سوف أمثل دور الشرير لأريتها قيمتها الحقيقية .!
في بلادنا لا تخبر الزوجة زوجها بأنها ذاهبة إلا لو كان يرغب في طلاقها ، 
أي إلى بيت أهلها على طول .! 
وغالباً هي لا تتجرأ على الذهاب وحدها .. حتى في مشوار طلاقها يقوم زوجها بإيصالها 


عموماً .. كظمت غيظي واكتفيت بمتابعتها وهي تخرج .! 


كان هناك شاب وسيم ـ أشقر كذلك ـ

المهم أنني ـ إمعاناً في إغاظته ـ وقفت في الباب وقفة تحدي من تلك الوقفات التي يعقد فيها الواقف يديه أمام صدره ويتكئ بكتفه على دفة الباب .! 
وكأنني أقول له ( هذه الأنثى خاصتي ، إياك والعبث فيما لا يخصك ) 


يبدو أنني كنت بريئاً ، إذ أن الأنثى ـ التي من المفترض أنها خاصتي ـ قد منحته قبلة طويلة ، 
من النوع الذي يخرج بسببه الأب ـ عندنا مو عندهم طبعاً ـ الفيديو من المنزل لأجلها ..! 

ولم يبالوا باثنين من السود ( النِّقرو ) كما يحلوا لهم تسميتهم في الأفلام الأمريكية ، 
وقد وقفا يتابعان تلك القبلة في فضول ..! 


( شِت ) 

قلتها بيني وبين نفسي ، ثم شعرت بتحسن كبير .. 

لماذا يفعل بي المخرج ذلك ..! 
وكأنه يريد مني أن أثور وأفجر أمريكا بكل ما فيها ..! 

أنا لا أشعر بأي نوع من أنواع الغيرة ، ولا تهمني تلك الفاجرة من قريبٍ أو بعيد ..! 
أنا أعلم أنها مجرد خطة من المخرج ليدفعني إلى فعل ما أتخيل أنني سوف أفعله لاحقاً ..! 

لكنني كذلك ـ حتى ولو كنت في الحلم ـ لا أقبل أن يقترب أحدهم من امرأة يعرف أنها زوجتي ..! 
حتى ولو لم تكن كذلك ، ولا أعتبرها أنا كذلك .. لكنه يعتقد ـ وهذا هو الأهم ـ أنها زوجتي ...! 
هو لم يفعل ذلك إلا وهو متأكد أنني سوف أثور لأمنع مثل تلك التعديات الصريحة ..! 


عموماً ، يجب علي أن أتمالك أعصابي ..!
ليس لأني عربي فقط .. 
بل لأنني أعرف أن مثل تلك الأمور طبيعية جداً في أميركا .. 
أميركا صاحبة أعلى نسبة فيما يطلق عليهم ( أطفال المفاتيح ) 
حيث ينطبق ذلك الوصف على 90% من أطفالها ، وهم الأطفال الذين يعودون إلى البيت فلا يجدون أي من الوالدين ..! 
كذلك أمريكا تشتهر بما يسمى ( الأب الواحد ) أي إما يكون لدى الطفل أم أو أب ..
من النادر أن يكونا معاً ..! 

ثم ـ وهو الأهم من كل ما سبق ـ 
لا أريد أن أزج في جوانتنامو من أجل امرأة لا بد وأنني لست أول رجل في حياتها ..!! 

مع احترامي الشديد لنفسي طبعاً ..! 




عدت أدراجي إلى البيت ، لأتفاجأ بفتاة أخرى ـ لكنها ليست شقراء هذه المرة ـ وذلك أمر غريب ..! 
فتاة مراهقة هي ، لا بد وأنها لم تتجاوز الخامسة عشر بأي حالٍ من الأحوال ..! 
وقد امتلأ جسمها بالوشم ، يطلقون عليه ـ من باب الدلع ـ تاتّو ..! 

تاتو على شكل تنين ، تاتو على شكل ثعبان ، وآخر على شكل قلب تتلوى حوله مجموعة من الأفاعي ، وواحد على شكل مريم العذراء ـ كما يصورونها هناك ـ ..
تضع في أذنيها سماعات متصلة بهيد فون معلق على خصرها ..
تخرج منها ـ السماعات وليس الفتاة ـ أنغام مزعجة لموسيقى الروك الكريهة ..! 


التفتت إلي وهي تتلوى
تتدلى من وجهها أقراط كثيرة ، بعضها في أذنيها ، وواحد ضخم يتدلى من أنفها ..! 
ما هذه الشيطانة ..! 

صرخت بأعلى صوتي لكي تتوقف ، لكن يبدو أنها لم تسمع ما أقول ..! 

أوشكت أعصابي على الانهيار ..! 
مددت يدي بقوة ونزعت السماعات من أذنيها .. فأخذت تصرخ بحدة :

( آي هيت يو دادي ، آي هيييت يو ) 

ثم صعدت الدرج وهي تنتحب وتضرب الأرض بقدميها كما يفعل الأطفال .! 


هل أنا أحلم أم أنها نادتني ( دادي ) هل أنا والد تلك المأفونة ..! 


حسن ، لقد سئمت من هذا الحلم السخيف .! 

أنا أعرف ـ بالتأكيد ـ أنني أمثل دور الشرير في هذا الفلم ـ وهذا أمر لا شك فيه ـ 
وإلا لو كنت أباً أمريكياً من الآباء الأفذاذ إياهم ، مثل ( بروس ولز ) على سبيل المثال .! 

لاكتفيت بشتم ابنتي بعض الشتائم الأمريكية الجميلة ـ على سبيل التأديب ـ 
ثم أذهب لأنقذ مجموعة من المحتجزين ،
أو أساعد في هبوط مجموعة من الطائرات بأمان ..!

لأعود لابنتي وأجدها وقد أزالت أوشامها وأقراطها ، 
وتلاشت آثار الإدمان من تحت عينيها .! وأجد زوجتي بانتظاري ..! 

هكذا كل شيء يتحسن بقدرة قادر لمجرد أن المخرج أراد ذلك ..!


جربت أسلوب القرص وأغمضت عيني ثم فتحتهما ولم يحدث شيء ..! 

لا زلت في نفس المكان ..
أمامي صورة لي ولسارا وللفتاة الصغيرة التي لا أعرف اسمها ، بالتأكيد هو ( نورة أو سارة أو مريم ) 
وتلك حيلة يستخدمها العرب لأن الاسم يتحور في أمريكا ليصبح هكذا ( نورا ، سارا ، ميريام ) 
ومن ثم يعود لطبيعته بمجرد عودته إلى بلاده العربية ..! 

وجهت أقوى كف إلى وجهي .. أوشكت أن أفقد الوعي .. ولم أستيقظ ..! 



يبدو أنني مضطر لإكمال الحلم حتى نهايته .. 

خرجت من المنزل وأنا مشوش التفكير ..! 


كل ما يشغل تفكيري ـ على عكس ما قد يجول بخاطركم ـ هو الأكل .. أنا جائع حقاً ..! 

سوف أملأ بطني جيداً أولاً ، ثم نرى ما سوف يفعل بنا هذا المخرج اللعين ..! 


ثانياً : هناك وظيفة تنتظرني ، أو على الأقل عمل ، كما قالت لي سارا ..
إذن سوف أتناول وجبة إفطار دسمة ، لو كان لديهم هنا ( القرموشي أو فوال الطائف )
فسوف تكون دسمة ..
أما لو لم يكن لديهم إلا السجق والبرغر والدونات ، وهو مع احترامي ( إفطار الرخوم ) فلن تكون دسمة ولا حاجة ..! 


ما هو عملي يا ترى ..! 
لا بد وأنني أغسل الصحون في واحد من المطاعم هناك .. أو أبيع شاورما .. أو أي شيء مما قد يترك العربي بلده لأجله ..! 

هناك سوري من أبناء عمومتي ، كان يعمل مدرساً في السعودية ، ويتقاضى راتباً شهرياً لا بأس به ، هو لا يتجاوز الألفين بحالٍ من الأحوال ، ولكنه يظل في حدود ( اللا بأس به ) ..! 

قرر فجأة أن يسافر إلى كندا .. 


هاتفته لأطمئن عليه ، فأخذ يتغزل بجمال كندا ، وطقس كندا ، وناس كندا ، ولا بد ( نسوان كندا ) 

هو ليس زنديقاً ، لكنني أحسبه وقد اعتقد أنني كذلك ، فلذلك يريد أن يغريني بالذهاب إلى هناك ..! 

حدثني كثيراً عن الشوارع الجميلة التي تسير فيها السيارات دون أن تصدم إحداهما الأخرى .. 
وقال لي أنهم هناك يدهسون السناجب في الطرقات بدلاً من القطط ( أم ذيل مقطوع ) التي ندهسها نحن في شوارعنا ..! 

قاطعته قائلاً : كل هذا لا يهم .. 
أنا لم أتصل بك لتضيع وقتي وتخبرني بأن كندا جميلة .. كلنا نعرف ذلك .. لكن ما أخبارك أنت ..!!؟


فأجاب : ( أنا عباكل **** حيشاك)

ضحكت كثيراً وأجبته أن صحة على قلبك ..! 

..
.

قادتني قدماي إلى واحدٍ من مطاعم الوجبات السريعة ،
والذي يتكون اسمه من مقطعين ،
أحدهما ( برغر ) والثاني يختلف حسب توجه المطعم ..!
أو ما يعتقده ملاكه عنه .. برغر كنغ ، برغر ون ، برغر ماستر ..!
وهلمّ ( جرجر ) على رأي الراحل محمد رضا ..!



ما علينا


بمجرد أن وطأت قدماي أرض ذلك المطعم الشهير ( برغر كنغ )
حتى لفت انتباهي نادل ـ مكسيكي على الأرجح ـ وسيم جداً .!
ولو أنه كان لدينا  لأصبح رأس حربة يتقاضى نصف مليون ريال شهرياً ..!
حتى ولو لم يكن قد لمس الكرة في حياته .!
أو على أقل تقدير يتلقفه واحد من أباطرة الإعلانات ، ومن ثم يلبسه زياً سعودياً ويجعله نجماً لإعلان شركة اتصالات ضخمة ..!!

المهم أنني ـ وقد عرفت أنه لا يجيد الإنجليزية جيداً ـ قد حاولت استعراض حصيلتي اللغوية أمامه .. فقلت له :

( قود بوردنق إفري بدري ، بليز قيف مي ون تشيز برغر بدون جبن ، وون تشكن برغر لحم ، وون كوكا كولا بس لازم يكون دايت ببسي تكفى ، آند آي وونت فول أف سبايسي جيرلز )


من الواضح أننا قد تفاهمنا جيداً ، وأن لغتي قد راقت له تماماً ،
على غرار العمالة الهندية والباكستانية والفلبينية حين يتفاهمون فيما بينهم بلغة عربية قوامها ( أنت في روح ) ( واحد نفر ) ( كوفيل ) .!


أنهيت ( سم الهاري ) على عجل ، وغادرت المطعم بعد أن ودعت صديقي المكسيكي ( الفنسو جارسيا خامنيز ألدورادو زيماريا ألفيس ) ..!


لم أكد أغادر المطعم إلا وذاك الرجل الذي يحمل ملامح عربية واضحة ، ويرتدي ـ للغرابة ـ ملابس أفغانية مع عمامة سوداء ..!
ويعلق على وسطه سيفاً عملاقاً .! لم أفهم الصورة جيداً ..!

إلا أنني تذكرت أنني لا زلت في الفلم ..!
وأن هذا على الأغلب يمثل دور الشرير ..
وقد ارتدى ملابس كالتي كان يرتديها المرحوم ( عبد الله غيث ) في دور حمزة رضي الله عنه ..!
ولا أعرف السبب الذي جعل المخرجين يتبنون اللباس الأفغاني زياً موحداً للصحابة رضوان الله عليهم ..!

المهم أنه سلم علي بحرارة .. وقال لي : الشمس لا تشرق إلا من الشرق .!!

قلت : لعله قد تناول صنفاً مضروباً من شارع ( الفرايضي ) ..
فلأداعبه قليلاً .. قلت له : أهلاً بك .. شبرا يا أمرا يا شمس نجوم ..

تهللت أساريره ، وكشر عن ابتسامة مريعة ، وأعلن أننا للتو قد تبادلنا كلمة السر المتفق عليها في ( التنظيم ) ..!

ثم اعتصرني ـ على سبيل الاحتضان ـ كما تفعل أفعى الأناكوندا مع فأرٍ بائس .. وقال : إلى اللقاء في الفردوس الأعلى



فردوس إيه يا الحبيب ..!



فجأة .. دوت صافرات الإنذار ،وسرينات السيارات الملونة ..
وتوقفت مئات سيارات الشرطة والإسعاف و ( FBI ) و (HIV )
( الأخير ماله علاقة اختصار فيروس الإيدز ، بس لاحد يدقق ) ..!

ومقطورات القنوات الإخبارية ، سي إن إن ، الجزيرة ( حتى هنا )
إي آر تي الرياضة ( يدحوسون لعلهم يشفرون العمليات الإرهابية )


عدت أدراجي إلى المطعم مرة أخرى وقد تملكني رعب هائل ..!

الكل داخل المطعم قد تنبه إلى الحكاية إلا العبد الفقير ..!

فتحت الشنطة ( السنسونايت ) التي كان يهرب فيها ( البرادعي ) المخدرات ..!
لأتفاجأ بنموذج طفولي لقنبلة من النوع الذي يحطونه في إم بي سي أكشن ..! والتي ينجح البطل في إبطال مفعولها في آخر ثانية كالمعتاد ..!

أطلقت صرخة هائلة لا تخرج إلا من حنجرة عذراء أمريكية ..!
وبدأت أشعر بالدوار ، وذهبت لأختبئ خلف واحدة من الموائد


ثم تنبهت إلى أنني ( الإرهابي ) هنا .. أي أنه علي أن أتمالك أعصابي ..!

جميع رواد المطعم ـ بما فيهم صديقي ( الفنسو جارسيا خامنيز ألدورادو زيماريا ألفيس ) قد اتخذوا أوضاعاً هوليودية للاختباء تحت الطاولات ..!

موظف حاول الوصول إلى زر جهاز الإنذار الموجود تحت الكاونتر ( هذا الزر يوجد عادة في البنوك ، لكن ما ذنبي أنا والمخرج يريده أن يوجد في مطاعم الهمبرغر )

من المفروض أن أطلق عليه رصاصة فأرديه على الفور ثم أرمي بجثته إلى الخارج ..!

لكنني لم أجد داعياً لذلك ..

توجهت إليه وأخبرته كما يفعل أي جنتلمان يحترم نفسه ، بأنه ( الشرطة بالخارج فعلاً سيدي )

نظر إلي محرجاً وقال : شكراً لك لأنك نبهتني .

ابتسمت ابتسامة عذبة وأنا أقول : على الرحب والسعة ، إني تايم

واحدة من الحضور كانت تكتب فيما يبدو أنه دفتر مذكرات صغير ،
نادتني بـ ( بِس ) فهرعت إليها لألبي طلبها ..

( إرهابي خايب )

قالت لي راجية : هلا تكرمت وصفعتني على خدي بقسوة .!

هذا طلب غريب نوعاً ..!

تأكدت من أنني لم أخطئ فهمها ..!
فكررت طلبها مرة أخرى برجاء حار ( بليز بليز بليز )

وأفهمتني أنها كاتبة مغمورة ..!
تريد أن تكتب مذكراتها عن هذا الاحتجاز ،
وتسميه أي اسم على غرار ( خمس ساعات حرجة ) أو ( معاناة رهينة ) وتريد مني أن أكون قاسياً معها حتى تجد شيئاً دسماً لتكتبه ..!

صفعتها بأدب ، وتمنيت لها التوفيق ،
ورجوت أن يحقق كتابها أعلى نسبة مبيعات في أميركا ..!


طفل صغير طلب مني صورة للذكرى ، ومراهقة طلبت توقيعي وأخبرتني كم أنني ( كيوت ) .!

لا يبدو أن أحداً من الموجودين يعاملني بالجدية التي يجب أن يعامل بها إرهابي محترم .!

استأذنتهم بأدب ، وأخبرتهم أن وراي قنبلة بدي أعرف فجرها .!

زنجي أسود ضخم عرض مساعدته علي ـ على اعتبار أنه شرطي سابق ـ فرفضت في إباء وشمم ، وأخبرته أنني غير راغب في إزعاجهم .!

عجوز عانت من صعوبات في التنفس فأخرجت لها بخاخ الفنتولين خاصتي وأسعفتها ثم أخرجتها بعد أن لففتها في بطانية دافئة ..!

الكل صفق إعجاباً ..!!

تعرفون كلكم تلك الأجواء الحميمة التي تنشأ بين المختطف والرهائن ، والتي أشبعتها هوليوود طرحاً ..!
وتفنن فيها أبطال مثل
( سامويل إل جاكسون ) في ( The Negotiator )
و ( دنزل واشنطن ) في ( John Q )
و ( جون ترافولتا ) في ( Mad City ) ..!

تنبهت في هذه اللحظة إلى التلفزيون الموجود في الزاوية ،
والذي يعرض صورة من السماء ( لا بد وأنها هيلوكبتر تلك التي التقطتها ) للمطعم من الأعلى ..
ومذيعة محمومة تتحدث وقد وضعوا صورتها في الزاوية عن الإرهابي الذي سوف يفجر برغر كنغ ، رمز الحضارة الأمريكية ،
ثاني الأهداف الأمريكية الحساسة لل(كايدة) بعد برج التجارة ..!

ثم احتلت صورة ضخمة لي شاشة التلفاز ،
وأنا ملتحي ( لا أدري من أين أتوا بصورة لي وأنا ملتحي ، وهو شيء لم أفعله في حياتي ـ بلا فخر طبعاً ـ لكنني لم أكن يوماً كذلك ) فمن أين أتوا بتلك اللحية ..!

كان التقرير يتحدث عن أنني تربيت في واحدة من دور الأيتام ،
ثم أخرجني شيخ جليل من أصحاب الجمعيات الخيرية وتبناني ،
ثم ترعرعت في حلقة للقرآن الكريم ، تبين أنها مجرد غطاء لجماعة إرهابية ..! وأنني تلقيت تدريباً في أفغانستان وباكستان وبودي ماسترز  ..!


كلام فارغ لا يعني أي شيء .! وليس حقيقياً على الإطلاق ..!
لكن على قول حمادة إمام ( وياااه مين يئابل ) .!

ما دخل حمادة إمام ..!
يبدو أنني صرت ( أخلط ) مثلهم تماماً ..!


ضغطت على أزرار الريموت كنترول لأغير القناة الأمريكية الحاقدة ـ كما كنت أظن ـ وتفاجأت بأن الجزيرة تبث هنا كذلك ..!
شيء جميل والله

فلنرى ما تقوله الجزيرة عني ..!

جميل عازر ( المتجهم دائماً وأبداً ) والذي قد ابتلاه ربنا عز وجل بوجه يصلح تماماً لإذاعة أخبار القتل والتفجيرات والمجازر الجماعية ..!

لا أتخيله أبداً مذيعاً لأحوال الطقس .!
إلا لو كان يتحدث عن زلازل ..!
أو مذيعاً لأخبار الرياضة ..!
إلا لو كان يعلن نتيجة مباراة ألمانيا ( 8 ـ صفر ) ..!





( والآن مع أحدث تسجيلات زعيم التنظيم ، وقد وردنا الآن وللتو حصرياً لقناة الجزيرة )


ثم صوت الشيخ الوقور الجميل الهادئ وهو ينعي ( أسد واشنطن )
أخانا ( هم يعني ) الذي استشهد وهو ينفذ عملية موجهة في صميم الإمبريالية الأمريكية الغاشمة .!
وأن أخانا ( هم برضو ) ( أبو البراء )
( هذا أنا ترى مع إني مدري من متى صرت أبو البراء بس يالله ميخالف ) ليس آخر من يضحي بحياته في سبيل الله ..!

ووجه إنذاراً شديد اللهجة لسكان ( نيويورك ، واشنطن ، لندن ) ووعدهم بالمزيد من الاستهداف ، ونصح أوباما وماكين بعدم الاقتداء بسلفهم بوش .! وخاطب الشعب الأمريكي ( بوازع واضح من تأنيب ضمير ) بأن حكوماتهم هي من بدأت بالاعتداء وأننا ندافع عن وجودنا فقط ..!

وش ذا الكلام الفاضي ..!
لم أفهم كيف ندافع عن وجودنا في أميركا ..!
ثم إننا كنا قد استبشرنا خيراً بقيام دولة طالبان ،
التي نختلف معها في أشياء محددة .! لكنها نسفت حلماً في مهده ، مع تلك الحركة الرعناء ..!
ثانياً ـ وهو الأهم ـ صراحة ما توقعت الشيخ الوقور الجميل الهادئ يتبنى هالعمل ..! قسماً بالله لا أعرفه ولا لي علاقة فيه ..!
لكنه وجد أنه من المناسب ( طالما أن همّ بيئولو كده إني أقول زيهم ) ..!
يعني جميع الخبراء أثبتوا ـ بأكثر من دليل ـ عن مؤامرة ـ حقيقة ـ خلف أبراج نيويورك .!
صعوبة انهيار البرجين..!
كان أبرز دليل .. أعتقد أن القنوات قد أشبعت الأمر طرحاً ..!
لكنني لا زلت أتساءل ..! لماذا تبنوا تلك العملية .!

وهل ـ يا ترى ـ هم نادمين على تلك الغلطة .؟
أقصد غلطة التبني ، وليس غلطة الفعل لأنهم بالتأكيد لم يقوموا بها ..
لأنهم غير قادرين ( مع احترامي ) على هكذا تخطيط .!
وهكذا صبر .!
وزرع عملاء هنا وهناك وهناك .!
والانتظار ثلاث أو أربع سنوات للتخطيط ..!
وكلام فارغ يطول



عادت الصورة من جديد لجميل عازر الذي ـ لسبب لا أعرفه ـ قد زاد وجهه تجهماً وهو يعلن عن تسجيل حصري آخر قد نشره الإستشهادي ( أبو البراء ) وحصلت عليه الجزيرة بوسائلها الخاصة ..!


ثم صورتي ( بلحية ) نفس الصورة التي كانت تنشرها قبل قليل قناة أمريكية ..!
في ركن التلفاز .. وخلفي جبال خضراء وماء وعصافير تطير ..!
وبخلفية صوتية لأنشودة ( سنخوض معاركنا معهم ، وسنمضي جموعاً نردعهم ، لنعيد الحق المغتصب، وبكل القوة ندفعهم ) إلخ إلخ .. التي كنت أحبها وأنا صغير ..!

ثم بصوت هادئ رخيم ( ليس لي علاقة به على الإطلاق ، لأن صوتي خشن مشروخ ) يقول ( هذا اللي هو مفروض أنا ) :

بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا عدوان إلا على الظالمين ( اللي هم برغر كنغ مثلاً ..! ) ..
ثم كلام كثير عن إخراج المشركين من جزيرة العرب ( إلا المحترفين في نادي النصر طبعاً ) وعن الأخوة في العراق ( طبعاً نسينا الأخوة في فلسطين والشيشان وكوسوفو والبوسنة والصومال وأندونيسيا لأن موضتهم بطلت خلاص ) وأننا لن نتوانى عن تفجير أنفسنا جميعاً في سبيل الله ، بل وأدعو جميع أخواني من الشباب العربي المسلم إلى تفجير نفسه ( وكأني أدعوهم إلى تجربة حلاق جديد فتح في ناصية الحي ) وأن طعم الاستشهاد لذيذ .!
وأن الحور العين ( أهم شي في أي خطاب موجه للشباب ) ينتظروننا على أحر من الجمر .. ثم مع تحيات ( أبو البراء حتى الفناء ) ( ما يدل على أنني حديثُ عهدٍ بتفحيط )


ثم يختم جميل عازر النشرة ـ وقد احتضن أنفُه فمَه ، وأصبح حاجباه في ذقنه ـ متمنياً لنا أطيب الأوقات ..

موسيقى ختام النشرة  لـ(ياني ) ..

ثم موسيقى رائعة الأحسائي ( الله على الجمس ) ..!

ثم موسيقى ( ماوكلي فتى الأدغال ) معلنة برنامج ( معارك القرن الواحد والعشرون )

مذيع عملي وجاد لا يبتسم ،
لكنه يرحب بالمشاهدين بأدب واحترام جمين ،
ثم يرحب بضيوفه الكرام :
( السيد / سيد برنيطة ، الخبير في ( الجماعات الإسلامية )
والسيد / إسلام حمدي محامي ( الجماعات الإسلامية )
والسيدة / فتكات عبد الحميد شضم ( سوسو ) راقصة شرقية معتزلة ،
وسفيرة النوايا الحسنة ، لها خبرة مع بعض قيادات ( الجماعات الإسلامية ) والسيد / علي فتبول ، مدرس تربية بدنية متقاعد ،
يقوم بتحكيم بعض اللقاءات الودية التي تقيمها في بينها ( الجماعات الإسلامية ) ،
والسيد / ديفيد موشي إيزاك ، يهودي يميني يهمه أمر ( الجماعات الإسلامية ) والحاج : عطا الله بيومي ، صاحب قهوة ،
كان أحد قياديي ( الجماعات الإسلامية ) يشرب القهوة عنده ،
لذلك وجد القائمون على البرنامج أنه ذو فائدة جمّة ، ويستطيع أن يفتي في حديثهم عن ( الجماعات الإسلامية )

يتيح المذيع المجال للسادة المشاهدين للاتصال على رقم 000000000 ـ طبعاً لديهم قائمة جاهزة هناك في الكنترول ، للضيوف الذين سوف يتصل عليهم الكنترول باعتبار أنهم هم المتصلون العشوائيون ، وهذا شيء معروف ومعلوم لدى أي شخص عمل حديثاً في الإعلام ..!

لكن ما علينا

يقول المذيع موجهاً كلامه للضيوف : سيد سيد ( الأولى للقب والثانية للاسم ) ما رأيك بتوجه الجماعات الإسلامية للقيام بضربات مفصلية في الداخل الأمريكي ؟ وهل برأيك أن مثل تلك الضربات تؤثر على التيارات البحرية في مضيق البسفور ؟ وهل تتوقع هطول أمطار خصوصاً وأن هناك أخاديد جوية يرافقها تيارات باردة قادمة من الشمال وأخرى دافئة من الجنوب ؟

يهز السيد سيد رأسه وكأنه قد استوعب السؤال تماماً ،
ثم يفتح فمه كاشفاً عن أسنان صفراء ، ولثة سوداء ، وأنا الذي توقعت عندما قدموه ، أن هذا الخبير في الجماعات الإسلامية قد عاصر ـ على الأقل ـ الشيخ حسن البنا ،  ، أو كان ضيفاً دائماً على مائدة الشيخ / أسامة بن لادن حفظه الله ، أو على الأقل لعب الكوتشينة مع الظواهري أمد الله في عمره عندما كانوا صغاراً ..!
لكنني تفاجأت بأنه مجرد غرٍ صغير لا يتجاوز الثلاثين من العمر ..!
فكيف أصبح خبيراً بالجماعات الإسلامية ..!

الله أعلم


قال : إنه من الخطأ أن نعتقد أن اختيار برغر كنغ قد تم عشوائياً .!
بل إنها سلسلة من الضربات المنتقاة بعناية .!
والتي تمت دراستها وتمحيصها من قبل الخبراء العسكريين والاستراتيجيين في التنظيم ..!
وأنها سلسلة من العمليات بدأت في برجي التجارة ،
ومرت ببرغر كنغ ،
وقد تشمل ديزني لاند ،
ومسرح برودواي ،
ومصنع أحذية في كاليفورنيا ،
ومكتب عقارات في ولاية مستوشوتستس ( الي ما أعرف أنطقها ولا أكتبها للأسف )

المهم أنني شعرت بالغثيان .!
ورغبة عارمة بالتقيؤ من كل هذا الذي يحصل ..!

لا أعرف هل ألقي باللوم على طغيان الحكومة الأمريكية ـ وهذا حق ـ ..!
أم على غباء بعض قياديي الجماعات الإسلامية ـ وهذا حق ـ ..!
أم على فشلنا في الوصول إلى الآخر ـ كما كان يفعل أسلافنا حين وصلوا إلى الهند وأوروبا عن طريق التسامح وفعل الخير ـ بل وعن طريق التقرب إلى الأطفال والفقراء ـ وهذا حق كذلك ـ .!
أم على هشاشة وسائلنا الإعلامية التي تهتم بجودة الصورة ،
على حساب رداءة المصوَّر ، وتركز على أفضلية الورق ، ونوع الحبر ،
على حساب تشوه المضمون .! ـ وذلك حق ـ .!

المهم أنني قد وجدت وسيلة سهلة للاستفاقة من هذا الحلم الذي أثبت أنه سخيف وممل حقاً .!

توجهت إلى المخرج وأخبرته بأنني غير راغب في إكمال الفلم والحلم معاً .! وأن الأجر المدفوع لا يتناسب والدور الذي أقدمه .!
وأنني أفضل أن أموت فقيراً على أن أموت غنياً وخائناً ..!
وإلخ إلخ من الكلام الفاضي الذي يقوله أحدهم لأن المبلغ لم يعجبه فقط ..!

وهو غير وطني ولا مخلص ولا خرابيط ..!
كل ما في الأمر أنهم لم يدفعوا له الثمن المناسب ..!

أخبرني المخرج بأنه قد طُـزَّ بي ..!

وأن هناك مئات العرب الذين يسرهم تقديم خدماتهم مقابل أجر زهيد ..!

ومن ثم شعرت بأنامل رقيقة تداعب وجهي ،
فتحت عينيّ فجأة ، ليطالعني وجه صغيرتي وهي توقظني طالبة مني أن أحضر لها ( بطاريات وأندومي وأيسكريم ومروحة )

تلك القائمة العشوائية المحببة التي تطالبني بها دائماً مع اختلاف المضمون ..!


ثم إنه كونوا بخير حتى إشعار آخر ، ولو ما ودكم كيفكم ..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق