الجمعة، 24 مايو 2013

دعايات آل تلفزيون .!

...
..
أنا من محبي الإعلانات التجارية ..
وفي الوقت الذي يغير فيه الآخرون قنوات التلفاز عندما تحين فقرة الإعلانات ..
أتحمل أنا مشاهدة مسلسل سخيف ..
أو برنامج ممل .. 
فقط حتى أشاهد تلك الفقرة .. 
الدعايات ! 

فمن خلال الإعلانات تتكشف لك الكثير من الحقائق حول مجتمعك ..
المنتج القوي ، والإعلان الجاد ، 
ينمّان غالباً عن الوعي الاستهلاكي العالي للمجتمع الذي يخاطبه الإعلان ! 

وعلى العكس تماماً ..
قد يكون الإعلان السخيف أو الغبي مرآة تعكس مدى غباء المستهلك ، وحماقته ..

على سبيل المثال : في واحدة من دعايات شامبو الشعر ..
يخبر الأصدقاءُ نجمَ الإعلان بأن سيارته قد سقطت في النهر ..
فيبدي اعتراضاً خجولاً ثم يدخل ليستحمّ بشامبو رأس وأكتاف ! 
هيد أند شولدرز لغير الناطقين باللغة العربية ..

طبعاً ليس للصلع أي علاقة في معاداتي لدعاية هذا الشامبو ..
وأبناء عمومته من الشامبوهات الأخرى ..

بل السبب الحقيقي هو : 
هل يستطيع أحدكم إخباري لماذا قد يذهب أحدهم للاستحمام مباشرة بعد سماعه بأن سيارته قد سقطت في النهر !
وهل هذه دعاية شامبو قشرة ، أم مسكن آلام ومخفف مصائب !



الحقيقة أن هذه عينة فقط ..

فأنا لا زلت أتساءل عن سبب الابتسامة العريضة للأمهات في دعايات الحفائض ! 

والحقيقة أن هذه الدعاية فيها الكثير من الغش والتدليس ..
فأي فتاة راغبة في الزواج قد تعتقد أن تغيير الحفاضة مهمة جميلة ! 
بل قد يبلغ بها الأمر أن تعتقد بأن الأطفال الحقيقيون يشبهون أطفال دعاية الحفائض الشقر اللظاليظ أصحاب العيون الزرقاء ! 
حتى تفاجئ بطفلٍ أحول أشهب ، قد رسم ( المشق ) بريشته الخشنة لوحات سيريالية على ركبه وظاهر كفه !
وأن عملية تغيير الحفائض فيها الكثير من ( اليععع ) 
ولا تدعو للابتسام على الإطلاق !!

لماذا يرمي أبطال دعاية ( الفشار ) بمحتوى العلبة فوق رئوسهم ثم يضحكون ! 
حتى ( أليسا ) فعلت ذلك في واحدة من أغنياتها ثم استغرقت في الضحك !

وأنا آكل الفشار منذ طفولتي ..
ولم أجد في نفسي الرغبة في يوم من الأيام لرمي محتوى العلبة فوق رأسي ..
أو فوق رئوس العائلة الكريمة .!
ولا أرى أي متعة في ذلك .. 
التعب بإعداد طبق ثم رميه في الهواء ..! 


ثلاثون عاماً وهم يصرون في دعاية ( تايد ) أن تايد ( في نسخته الجديدة ) يجعل الغسيل أكثر بياضاً .!

والغريب أنهم يعرضون نفس الثوب الأبيض كل عام ..
أقصد نفس درجة اللون ..
ولكن لا أحد ينتبه ..
دائماً هناك ثوب أبيض وثوب أصفر ..
وتايد الجديد هو ما يجعل الثوب الأبيض بهذا الشكل ..
طيب ما تايد اللي قبل عشر سنوات كان يجعل الثوب أبيض برضه .!


والطبيب الأحمق في دعاية ( كرِست )
الذي يصر على الحديث باللهجة الخليجية ، ( مين بَدَّه أسنانه تصير بيضا ) !
وأنا لم أسمع في حياتي خليجي يقول ( بِدّه ، أي يريد ) ! 

لا أكاد أستخدم العبوة مرتين ..
حتى يطالبني أحدهم في دعاية أخرى بتجريب ( كرست ) الجديد ..
الذي سوف يحل مشاكل التسوس لدي ! 

وأن ( كرست ) المطور بات يحتوي على كمية فلورايد أكثر من سابقتها في ( كرست ) القديم ! 
حتى أنك تتساءل حقاً ، ما هي كمية الفلورايد التي يستطيع معجون الأسنان تحملها ، حتى تزيد كل عام عن العام الذي يسبقه !!
وهل سوف يأتي يوم يتوقف فيه الفلورايد عن الزيادة ، على اعتبار أنه وصل للحد الأعلى !

وبالرغم من إيماني الشديد بأنه ( لن تصلح الفرشاة ما أفسد التبغُ ) 
إلا أنني لا زلت أشتري أحدث الكرستات ..
ومع ذلك لا تزال أسناني تتساقط ! 


وتلك التي تخبر صديقتها في دعاية لواحد من المنشطات الجنسية .. 
عن أن زوجها بدأ يستخدم القرص الثلاثي ..
فأصبح بطلاً .!
ولم يعد كالسابق يقضي أغلب فترات يومه ( قاعد على القهوة ) !


أخشى أننا سوف نصبح مضطرين للذهاب خلسة إلى المقاهي .. 
حتى لا ينظر إليك أحدهم نظرة ( مش ولا بد ) .. 




المنتِج لم يعد يكلف نفسه عناء اختيار المادة المكتوبة .. 
أو السيناريو المنطقي للإعلان ..


لا زلت أصر ، بأنه لا أحد يعاملنا بالاحترام الكافي ..
أو أننا لا نعامل أنفسنا بما نستحق ..

لا زلنا نعامل أجسادنا وكأنها ( سلة مهملات ) 
نرمي فيها أي شيء قابل للرمي ..
والحقيقة أن أي قرد يحترم نفسه كان سيرفض نوعية الطعام التي يفرضها عليه القائمون على حديقة الحيوان .. 
فقط لو أتيحت له الفرصة للاختيار ! 
أو لو امتلك المال الكافي ليغير هذه الحقيقة ..


نحن المجتمع الوحيد الذي يتجاور فيه خمسة عشر مطعماً متخصصاً بالهامبرغر في مجمع تجاري واحد !
ومع ذلك لا تجد مطعماً فارغاً ، جميعها ممتلئة عن بكرة أبيها ..

لا أحد يفكر في تحسين جودة منتجه ، لأننا نستهلكه على أية حال ..

لا زلنا نستخدم حلمات ( بايجون ) 
رغم تأكيد وزارة الصحة بأنها مسرطنة !
وأنها ملوثة بالبلاستيك ..

لا زلنا نسمع يومياً عن حليب مسرطن ، 
وحلاوة طحينية مسممّة ،
وماء ملوث بالأوزون ..! 
ومع ذلك لم أسمع في حياتي عن إقالة وزير تجارة أو وزير صحة ..
حتى وزير المواصلات يظل في منصبه بالرغم من ملايين المخالفات اليومية ..
والانتهاكات المتكررة ..
ولا يستقيل إلا في حوادث القطارات !!

ولا أعرف تحديداً لماذا حوادث القطارات وليست الطائرات أو السيارات أو السفن مثلاً .!!

لقد تنبأ فيكتور ليبو بذلك حين قال بأن الاستهلاك سوف يتحول إلى أسلوب حياة ، وأن شراء السلع واستهلاكها قد يصبح طقساً واجب الأداء وإلا لن تشعر النفس بالرضا والاستقرار الروحي .. 


فهل هو كذلك حقاً .!
أم أن الجميع قد عرف أن الحل الحقيقي لمشاكل البيئة ..
والاحتباس الحراري ..
والزيادة السكانية ..
هو في إبادة الشعوب الزائدة عن الحاجة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق