الجمعة، 24 مايو 2013

الشيخ طوني .!!

المشهد الأول : 



الوزير خلف مكتبه يقرأ مقالاً للكاتب الشهير المتخصص في شئون المجتمع يتحدث فيه عن المخالفات المتكررة لرجال الهيئة ، وضرورة ردعهم ، ويطالب بشدة بالحد من صلاحياتهم ، ويوجه فيه نداءاً للوزير يناشده إنهاء معاناة المواطنين مع هذا الجهاز .. 

ثلاث طرقات على باب المكتب ، ثم يدخل شخص طويل القامة ، حليق الوجه ، له بشرة رمادية اللون ، يرتدي نظارة طبية تشبه قعر بيالات بادريق .. يدور بينهم هذا الحوار 

ــ صباح الخير معالي الوزير 
ـ صباح النور دكتور وليد 

يشير بيده إلى الكرسي ويقول : اتفضل استريح 

ثم يقوم من خلف المكتب ويجلس على الكرسي المقابل ويقول : 
ـ أنا قرأت الدراسة اللي قدمتها حول جهاز الهيئة ، ولا أخفيك أنا معجب جداً بالآلية اللي وضعتها ، وتصوراتك المستقبلية لاختيار الكوادر وتدريبها ..
ـ اطلاعكم على بحثي معاليكم وثنائكم عليه شرف كبير لي .
ـ بس أنا ما استدعيتك اليوم عشان أناقشك في البحث ، البحث تمت مناقشته مع لجنة متخصصة ، وتمت دراسته ..

يبتسم ابتسامة عريضة ويستطرد : وتم اعتماده أيضاً .

تتهلل أسارير الدكتور وليد ويتمتم بعبارات الشكر .

ينهض الوزير من كرسيه ، ترتسم على وجهه الجدية وهو يقول : بس أنا لي عندك طلب ، وأتمنى إنك ما تخيبني يا أبو رنا !

ينهض الدكتور بدوره وهو يقول : أنا تحت أمر معاليكم .

ـ أبغاك تشرف بنفسك على تطبيق دراستك على أرض الواقع ، ولك مطلق الصلاحيات ، وأنا راح أبرق لرئيس الهيئة وأوجهه بضرورة التعاون التام معك وتيسير مهام عملك .


ابتسامة فرح وفخر تملأ وجه الدكتور ، الوزير يصافحه مصافحة حارة ، يضع يده على كتف الدكتور كناية عن التضامن . 






وينتهي المشهد 



..


المشهد الثاني 


في مقر الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحول طاولة الاجتماعات ..
الشيخ عبد الوهاب دعا رؤساء فروع الهيئة لاجتماع هام لتعريفهم بالدكتور .. 

أصوات همهمة ، أحاديث جانبية .

الشيخ محمد ينحني على أذن الشيخ عبد الوهاب ويهمس : يقولون إن هالدكتور الجديد خريج بريطانيا ! 

ـ صحيح ، الدكتور وليد عرفة حاصل على الدكتوراة من جامعة ولفرهامبتون ، لكني ما أعرف وش تخصصه بالضبط .

ـ يا شيخ عبد الوهاب ، وما لقوا شخص أنسب من هالدكتور ليعلمنا كيف نطبق هذه الفريضة !
هذا اللي كنا خايفين منه من زمان ، حتى الهيئة ما سلمت من أيدي دعاة التغريب .

الشيخ معاتباً : لا تستعجل يا أبو عمر ، لا نستطيع أن نحكم على الرجل قبل ما نشوف اللي عنده . 


قاطعهم دخول الدكتور وليد إلى القاعة ، يحمل بين يديه مجموعة من الملفات ، يحييهم قائلاً : 

ـ مساء الخير 

الجميع في صوتٍ واحد : وعليكم السلام . 

ينهض الشيخ عبد الوهاب مرحباً ، يصافحه بحرارة وهو يقول : مساء النور . 

يشير بيده إلى كرسي في رأس الطاولة ويقول : تفضل . 

يتخذ الدكتور مكانه فوق كرسيه ، يضع ملفاته أمامه ، يخلع نظارته ويضعها بجانب الملفات ..
يتنقل بنظره بين الوجوه ، الصمت هو سيد الموقف ، البعض نظر له بتشكك ، والبعض الآخر باستغراب وحيرة ..

الدكتور يخرج من جيبه نظارةً خاصة بالقراءة ويضعها فوق أنفه ، يمسك بالملف الأول ، يفتحه ويقول ـ موجهاً حديثه إلى لا أحد ـ : 

ـ بين إيدي الآن أكثر من مئتين مقال من كبرى الصحف ، كلها تنتقد أسلوب عمل الجهاز .. 
يقاطعه الشيخ محمد قائلاً : عندنا علم فيها كلها يا دكتور ونعرف يقيناً الغرض من وراء كتابتها ..

الدكتور يرخي النظارة قليلاً على أنفه وهو ينظر إلى الشيخ محمد ويقول : ممكن تخليني أكمل !

يعيد وضع النظارة وهو يستطرد : لو سمحتوا ما أبغى أي مقاطعة .. 
ترتفع نبرة صوته : أقول إن هالمقالات كلها تتحدث عن وقائع موثقة ، واللي اتضح لي ـ بعد دراسة متأنية ـ إن ما نحتاجه في هذه المرحلة الانتقالية من حياة الهيئة هو الآتي : 

( يرفع عينه من فوق الملفات ) 

أولاً : نحتاج إلى تقليل الصلاحيات المعطاة لرجال الهيئة الميدانيين . 
ثانياً : أن يقتصر عملهم على التوعية والتوجيه ولا يمتد إلى التدخل والمواجهة . 
ثالثاً : تقليل حجم الاجتهادات الشخصية في حل الأمور . 

الشيخ عبد الوهاب يراجع نسخة من الدراسة التي بين يديه في توتر ، وينقل النظر بينها وبين الدكتور ، ولكن دون تعليق ..

رابعاً : تقديم حسن الظن ، والتقليل من حجم الشك والاشتباه .

( الشيخ محمد ينهض برفقة اثنين من رؤساء الفروع ، ويغادروا القاعة ، الدكتور يستمر بطرح نقاطه ) 



ينتهي المشهد 


....

المشهد الثالث 

( مكتب الدكتور ) 

الدكتور وليد يجلس خلف مكتبه يراجع عدداً من طلبات التوظيف ، يخاطب الشيخ عبد الوهاب الذي يجلس في الجهة المقابلة من المكتب : تتصل لي على الشخص هذا لو سمحت ! ثم يناوله الملف 

الدكتور عبد الوهاب يستلم الملف ، يلقي نظرة سريعة عليه ، يلاحظ أن تخصصه علمي بحت لا علاقة له بطبيعة عمل الهيئة والذي يقتضي دراية شرعية ..

يرفع نظره تجاه الدكتور ويقول بنبرة هادئة : لو سمحت لي يا دكتور .

الدكتور يرخي النظارة على أنفه ، وينظر للشيخ بعينيه دون أن يرفع رأسه : تفضل !

أنا اطلعت على مذكرتكم ، واستبشرت خير بالتطور اللي رسمته أنت بكل عناية ودقة وتفصيل .!
كنت تتحدث عن تطوير أدوات العمل ، وتعزيز الثقة في الكوادر ، ومن ثم تدريبهم ، والرفع من قدراتهم .!

لكنك عندما تحدثت في الاجتماع يعني كأنك خرجت شوي عن المسار اللي أنت حددته !
( الدكتور يعتدل بكرسيه ، يرفع كوب الشاي ويرتشف رشفة ، ثم يعيده ، يمسك بملف أمامه ويقلب صفحاته ، ثم يرفعه بيده اليمنى وهو يخاطب الشيخ : 

شوف ، أنا حاب أوضح لك شيء يا أبو عبد العزيز .. الوضع المتردي اللي وصلت له الهيئة ـ وأنا ما أتحدث من فراغ أنا كما سبق وقلت لك عندي أدلة موثقة ـ ما يسمح لي إني أبدأ عملية التطور وأبنيها على أسس مهترئة وفاسدة !

( تتغير ملامح الشيخ ، يقول باستنكار ) : فاسدة !

ينهض الدكتور : نعم فاسدة يا شيخ عبد الوهاب ! 

ترتفع نبرة صوته : ولا ما تقول لي وش تسمي عملية مطاردة يقوم بها رجال الهيئة لشاب ثم يتسببون بحادث أليم لمجرد أنهم اشتبهوا بالفتاة اللي معاه ! 

الشيخ عبد الوهاب محاولاً الحفاظ على هدوئه : الرد على هذه الجزئية فقط يا دكتور يحتاج وقتاً طويلاً جداً ، وأنت تحكم على فساد جهاز كامل من خلال بعض المقالات ! 
هذا ما تسميه توثيق !!

ـ المقالات ترقى لأن تكون توثيقاً عندما تتفق مع أقوال الشهود ، ومحاضر التحقيق ، و .. 

يقاطعه الشيخ للمرة الأولى : من هم الشهود يا دكتور ! 
هذا المقال لدينا منه مئات النسخ !! 
كلها بنفس الكيفية ولكن بتغيير الموقع ، دائماً هناك سيارة الهيئة التي طاردت شاباً ، ثم اتضح أنه بريء ! 
ودائماً هناك أقوال الشهود ، ولكن لا أحد يتساءل من هم الشهود !!
هذه من نوعية الحكايات التي يسمعها البعض بكثرة لدرجة أنه بدأ يعتقد هو نفسه أنه رآها !!

يا دكتور ، المطاردات الخاطئة ـ وهذه مخالفة صريحة للتوجيهات أنا أقر وأعترف ـ تحصل في كل القطاعات الأمنية ، والكثير منها يتضح أنه تم بناء على اشتباه خاطئ ! 
لكن لولا الاشتباه ، والنظرة الأمنية الثاقبة التي يتمتع بها رجال الهيئة الضليعون ، لما تم الكشف عن الكثير من المؤامرات التي تستهدف أمن هذا البلد !! 


( الدكتور بأسلوب من ينهي الحوار ) يا شيخ عبد الوهاب أنا بالأمس كنت أثني عليك أمام معالي الوزير ! وبتعاونك ! لا تخليني أعتقد بأنك ترغب في اعتراض طريقنا للتطوير !!

الشيخ عبد الوهاب ينسحب غاضباً .. الدكتور يرتشف الشاي 

و ينتهي المشهد 

....
..


المشهد الرابع 


الشيخ عبد الوهاب في مكتبه ، يضع اللمسات النهائية لمقال يرد فيه على اتهام وجهته إحدى الصحف ، ينتقد فيه التحامل الواضح من الصحيفة ، دون التأكد والتيقن .

صوت طرقات هادئة ، يرفع رأسه ويأذن للطارق بالدخول : 

يدخل شاب نحيل ، له شارب رفيع ، حليق اللحية ، يسلم على الشيخ ، الشيخ يرد عليه السلام ويشير بيده لكي يجلس !

يجلس الشاب ، يبتسم الشيخ بوجهه ويقول : تفضل ! 

( الشاب بيده اليمنى التي يزين بنصرها خاتم باكستاني يعدل من وضعية شماغه خلف رأسه ) : 
أنا أنهيت فترة التدريب الميداني اللي كان يشرف عليها الأستاذ رامي والآن جاي عشان أباشر العمل تحت إشرافكم ! 

الشيخ باستغراب شديد : أي تدريب ميداني ! ومين رامي هذا ! 
أنت متأكد إنك مو جاي غلط !

الشاب يبتسم : لا يا شيخ أنا ما جيت غلط ، وردني اتصال من حوالي عشرة أيام وقال المتصل إنه من مكتبكم ! 

وجيت بناء على الاتصال ، وتمت مقابلتي ، وقبولي مبدئياً ، وأخذت دورة شاملة ، وأرسلني عندك الأستاذ رامي عشان أبدأ عملي ! 

( يسلم بيده بعض الأوراق للشيخ ) 

وينتهي المشهد 



...
..


المشهد الخامس : 


الكاتب الشهير المتخصص في شئون المجتمع في منزله ، أمام جهاز الحاسب الآلي المحمول ، يضغط على ملف وورد على سطح المكتب ، فيفتح مقالاً بتاريخ قديم يتحدث فيه عن المخالفات المتكررة لرجال الهيئة ، وضرورة ردعهم ، ويطالب بشدة بالحد من صلاحياتهم ، ويوجه فيه نداءاً للوزير يناشده إنهاء معاناة المواطنين مع هذا الجهاز ..
ثم يتخيل سيناريو شائع الحدوث عن اشتباه رجال الهيئة في مواطن مع فتاة ، ثم معاملتهم إياهم بأسلوب خشن وجاف ، ومسيئ أمام حشود المتسوقين ! ثم يتحدث عن أقوال الشهود المستائين من الأساليب الوحشية لرجال الهيئة ! ومطالبتهم الأجهزة المختصة بمحاسبتهم وردعهم ! 
ثم كالعادة في نهاية هذه النوعية من المقالات ( يتضح أن المرأة كانت زوجته ) !!


ينسخ المقال ثم يلصقه في صفحة البريد ويرسله إلى الجريدة 


وينتهي المشهد 


....
..

المشهد السادس : 


أمام أحد الأسواق ، رجال الهيئة يقدمون اعتذارهم لأحد الشباب الذين تحفظوا عليه لفترة تزيد عن الساعة بناء على اشتباه خاطئ ، يشرحون له بكل خجل أن بعض المغرضين قد يسيئون ببلاغاتهم وأن التحفظ عليه تم فقط للتيقن ، وأنهم أخلوا سبيله بمجرد تأكدهم من سلامة موقفه ! 

الشاب يقلب رأسه يميناً وشمالاً ويقول معاتباً : أنا ما عندي مانع ، أنا أقبل اعتذاركم ، الله يقويكم ويوفقكم ! 
لكن أنتم ما عرفتوا وين المشكلة الحين !! 
لو حجزتني دورية إن شاء الله لو مية يوم ، ماحد يتساءل عن الذنب اللي أنا ارتكبته ! لكن يوم أنتم توقفوني خمس دقائق ، الكل ينظر لي وكأني نجس ! الكل يرسم في ذهنه تخيل للجريمة المخلة بالشرف اللي أكيد إني ارتكبتها ! 

الشيخ يطبطب على كتفه : حنا ثقتنا بالشباب اللي مثلك كبيرة ، ضعفاء القلوب يتحدثون في كل الأحوال ! أنت لن تستطيع أن تمنعهم ، ونحن لا نستطيع أن نترك عملنا لمجرد أن هناك من يتحدث ! 
طيب تصدق إننا نتعرض يومياً لمئات الشتائم التي تمس الدين والعرض والوطنية ، ومع ذلك نتحمل ! 
مئات الاتهامات اليومية ، والتهديدات ! 
لكن كل ذلك لا يمنع أننا نتحمل كل ذلك في سبيل شيء أعظم ..
ألا يرضيك أن تضحي بموقف محرج لمدة خمس دقائق ، مقابل أن تستمر مسيرة هذا البلد الكريم ، التي أسست على الدين ! 

( يستمر الحوار اللطيف لمدة دقيقتين تقريباً ) 

و ينتهي المشهد 

....
..

المشهد السابع : 

في ممر صغير بين مكاتب الرئاسة العامة للهيئة ، أصوات الدكتور وليد والشيخ عبد الوهاب المرتفعة تتعالى : 

الدكتور يصرخ وهو يلوح بيديه : وش الكلام الفاضي هذا ! هذه فريضة على كل مسلم ، من حق أي إنسان إنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ! 
رجل الهيئة مو أيقونة محددة ما نستطيع تغييرها ! 

الشيخ يرد بصوتٍ هادر : نحن لم نتحدث عن أي صور نمطية لرجل الهيئة ، لكنك توظف أناس مثلك تماماً تخصصاتهم ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالعلم الشرعي ! 
دكتوراة في الاقتصاد ؟ مدرس تربية فنية ! شخص يعتقد أن ابن تيمية هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي !! 

ثم إننا نتحدث عن المنطق ، حتى في شئون الحياة ، من حق أي إنسان أن يمارس الرياضة ، مهما كان شكله ، أو جنسه ، لكن عندما يهب نفسه لخدمة الرياضة فإنك سوف تتوقع حالة خاصة يتمتع بها هذا الرياضي ! جسم متناسق ، ممشوق ، حضور ذهني وبدني !! 

الدكتور يرد : ليس شرطاً ، أنت ما تشوف لعيبتنا !! عمال البنزين في محطة الدريس يتمتعون ببنية رياضية أفضل منهم ! ومع ذلك شحليلهم يلعبون ويمثلون منتخب !!

الشيخ بنبرة ساخرة : تماماً ، أنت تؤيد فكرتي ، هذا هو ما يحصل عندما يوكل الأمر لغير أهله !! 

أنا لا أقول بأن المظهر يدل بالضرورة على الجوهر ، ربما يكون هذا الشخص الذي لا يعجبني مظهره أشد خوفاً لله مني ، لكنني أقول أنه بالضرورة أن ينعكس جمال الجوهر على المظهر !!
الشخص الذي يهب وقته لخدمة هذه الفريضة العظيمة ، هو شخص التزم التزاماً تاماً بتعاليم المصطفى عليه الصلاة والسلام ، التزم بها التزاماً ينعكس حتى على مظهره !!


( الدكتور يكمل طريقه في رغبةٍ واضحة لإنهاء الحوار ) 


وينتهي المشهد 


...
..

المشهد الثامن : 

الشيخ عبد الوهاب يقدم استقالته 

..
..

المشهد التاسع 


وبعد مرور سنتين 



( أمام أحد مقاهي الشيشة ، سيارة صغيرة ، يقف أمامها شيخ كهل ، يوزع أشرطة توعوية للشباب ، يسلم على شاب صغير لم يتجاوز السابعة عشر ، يبتسم في وجهه بكل عطف وحنان ، يقول له : والله ما لهذا خلقت يا ولدي ! إنك تضيع وقتك فيما يضر جسدك ! هل تريد أن يقبض الله روحك وأنت في هذا المكان ! هل تريد أن يزف الخبر إلى أمك ، ابنك مات في مقهى شيشة !! 

الشاب يأخذ الشريط ، ويقفل راجعاً من حيث أتى ) 


وينتهي المشهد ..


...
..

المشهد الأخير 



برضه بعد مرور سنتين : 


( في قاعة الاجتماعات ، الدكتور وبعض كبار قادة الهيئة ، يحضرون اجتماعاً هاماً جداً لتقديم آخر مقترحات الشيخ فهد لتطوير عمل الهيئة ، الشيخ فهد بالمناسبة هو خريج علوم اجتماعية 

يقوم الشيخ فهد ، يعدل وضع عقاله ، يطفئ سيجارته في مطفئة السجائر ، يتوجه إلى الباب ، يفتحه ويقول لمن في الخارج : تفضل يا شيخ طوني 


يدخل شاب طويل القامة ، عريض المنكبين ، له شعر أشقر مصفف بعناية ، وسيم ، حليق الوجه تماماً ، يضع صليباً في قلادة فضية حول عنقه ..

يقول : بونجور ! 

الدكتور وليد يفتح يديه على شكل حضن : أهلين وسهلين ، شو هيدا ، شو هالحلاوة يا طوني !!

الشيخ فهد يقدم الشيخ طوني بحماس : 

يا شيخ دكتور أبو رنا ، هذا الشيخ طوني شيخ جديد معنا ! 

شخص من الجلوس يتسائل : بس ما تسنه مسيحي !

يرد الشيخ فهد : أحسن شي ، مسيحي ، يعني صفحته بيضا ، ابن أمه يجي يقول هذا كان مفحط وداشر همّن تاب !! ولا زاحف وبعدين التزم !! 

تصدق إننا عطيناه بس مواعيد الصلوات ونزلناه للملكة ، يا ربييه يا دكتور شيخ وليد ، نص البنات اللي في المول جو يسألونه عن موقع مصلى النساء !! 


وبعدين هذا كان شغال بودي جارد مع أليسا ، يعني ما عنده مشكلة لو يشوف له واحدن خام له وحدة الساعة ثنتين في موقف سيارات ( ضاقت الأماكن ، قطاوة ! ) وش لقفه هو !! مو يمكن تطلع حرمته !! 



تنسحب الكاميرا ببطئ ، حتى تخرج من السقف ، تنتقل بين طرقات مدينة الرياض ، تمر على الشيخ عبد الوهاب في موقعه أمام مقهى آخر ، حتى تصل إلى قصر فخم ، في حديقة المنزل ، أمام المسبح : 


الكاتب الشهير المتخصص في شئون المجتمع في منزله ، أمام جهاز الحاسب الآلي المحمول ، يضغط على ملف وورد على سطح المكتب ، فيفتح مقالاً بتاريخ قديم يتحدث فيه عن المخالفات المتكررة لرجال الهيئة ، وضرورة ردعهم ، ويطالب بشدة بالحد من صلاحياتهم ، ويوجه فيه نداءاً للوزير يناشده إنهاء معاناة المواطنين مع هذا الجهاز ..
ثم يتخيل سيناريو شائع الحدوث عن اشتباه رجال الهيئة في مواطن مع فتاة ، ثم معاملتهم إياهم بأسلوب خشن وجاف ، ومسيئ أمام حشود المتسوقين ! ثم يتحدث عن أقوال الشهود المستائين من الأساليب الوحشية لرجال الهيئة ! ومطالبتهم الأجهزة المختصة بمحاسبتهم وردعهم ! 
ثم كالعادة في نهاية هذه النوعية من المقالات ( يتضح أن المرأة كانت زوجته ) !!

ينسخ المقال ثم يلصقه في صفحة البريد ويرسله إلى الجريدة 






وينتهي المشهد ..







عمل الطالب : ابن أبي فداغة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق