الجمعة، 24 مايو 2013

المتأمركون في أرض الله ...!!

.
.
.
يعني أحياناً أضطر للتظاهر بأني أتفقد البريد الألكتروني ـ الخالي تماماً إلا من رسائل صديقي هوتميل شخصياً ـ نكاية بمديري الأمريكي ذي الأصل الفلسطيني .. 
والذي يتقاضى راتباً شهرياً يزيد عن الثلاثين ألفاً بقليل .. 
مقابل لا شيء تماماً .. 
إلا أنه يقضي نهاره أمام شاشة الحاسب المحمول ( اللاب توب ) ـ 
والذي تبلغ قيمته قيمة أجار شقتي السنوي كاملاً .. ـ تشيكينق هيز إيميلز .! 
المهمة جداً


كما يقول لمجلس الإدارة 

والحقيقة أنه يتسكع مسنجرياً مع حبيبته الأمريكية ..
يقنعها بأنه أمريكي أكثر منها .. 
كل ما في الأمر أن خطأ ما تسبب في أن يكون له أماً فلسطينيةً وأباً فلسطيني .. 
وأربع أشقاء استشهدوا في مقاومة الاحتلال ..! 
وأنه يؤيد الرئيس بوش في حربه على الإرهاب ..! 
ويتحدث بأريحية كبيرة عن إسرائيل الشقيقة ( وليست الصديقة ) 
التي لم ترتكب ذنباً إلا أنها طلبت ضيافة قومٍ لم تعد من شيمهم إكرام الضيف ..! 


هذا الفلسطيني المتأمرك .. 
بالرغم من أنه فلسطينيٌ جداً إلا أنه يصر على أنه أمريكي .. 
ولا يتحدث إلا باللكنة الأمريكية ـ لكنة الزنوج تحديداً ـ 
فيمطرك بسيلٍ من الـ شِت والـ شوت والـ دام .. 
حتى لتظن أنه خرج لتوّه من فلم ( سنيكز أون ذا بلين لسامويل إل جاكسون ) 


هذا الأمريكي ( لم يعد فلسطينياً إني مور ) 
لا يكف عن التهديد ـ بمناسبة وبدون مناسبة ـ بجوازه .. 
وبسفارته التي سوف تضربنا بشدة على مؤخراتنا البلهاء لو اعترضنا طريقه .! 
وكل ما في الأمر أن مجلس الإدارة قد أخر ترقيته لشهرين فقط .! 


*******************************************
.
.
.
بريدي الفارغ الحبيب .. 
لم أستطع أن أحب هوتميل .. 
بالرغم من أنه الوحيد في هذه الدنيا الذي يراسلني .. 
لكنني لا زلت أعامله بجفاء .. 
وأمسح رسائله التي تطالبني بأشياء لا أعرفها .. 


في يومٍ من الأيام إياها 
( إياها تعني لا شيء ولكن كان من الضروري أن أستخدم شيئاً لوصف ذلك اليوم ولم أجد أنه من الجميل أن أصفه بيومٍ صحو أو غائم أو ذي سماء مليئة بالعصافير )
المهم أنني استلمت بريداً جديداً ليس من هوتميل هذه المرة .. 


رسالة بألوان صارخة مغرية .. تعدني بقضاء أجمل أيام العمر في أمريكا .. 
وبأنني مرشح لأن أكون واحداً من بين خمسين ألف أحمق سوف ينالون شرف الحصول على الفيزا .. 
وكل ما علي هو أن أملأ الأبلكيشين بالمعلومات اللازمة ..! 


تخيل ..! 
ابن أبي فداغة ..
العروبي الأصيل ..
يذهب إلى أمريكا ليغسل الصحون في أحد المطاعم هناك ..
ويتعرف على فتاة أمريكية تغريه وتغرر به ـ وهو الأصلع الدميم هزيل البنية ـ 
وتوقعه في حبائلها .. 
ليتزوجها وينجب زاك ( الذي من الممكن أن يكون زكريا لو حاول أحد العرب أن يكون لئيماً معه )
ومايكل ( الذي من الممكن أن يكون مناحي لو كان من يسأل عن معنى الاسم شخص أحمق )
وأحصل على الجنسية الأمريكية ..!
ثم أهيم في شوارع واشنطن أبشر بأمريكا الأم التي خلصتني من عروبتي البشعة .. 
وأقضي الوقت في شتم الزعماء العرب ( على كيف أهلي ) 
دون الخوف من أن أقضي بقية عمري في زنزانة رطبة ..! 


الله يخزيكي يا أمريكا ..! 

لم أشعر إلا وأنا أملأ الأبلكيشين إياه بالمعلومات اللازمة ..! 

لا أعتقد بأني بعت قناعاتي .. 
فالدنيا مليئة بالأبلكشنات التي يجب علينا ملؤها أحياناً .. 
دون أن نقلق من العضو الخامل المسمى ـ عبثاً ـ بالضمير ..! 




*******************************************

.
.
.


أحياناً يخيل إلي بأن جرس الهاتف يرن متثائباً ..! 
لا أعرف كيف .. 
المهم أنه لا بد بأن الهاتف الذي يرن في الرابعة صباحاً هو هاتف لم يصح تماماً من النوم .. 
وبالتأكيد لم يغسل وجهه حتى الآن ..!


( نعم ؟ ) 

الصوت : ( هلللو .. ذس از كرستين فروم يو إس فيسيز .. إز ذس مستافا ) 
مستافا ؟؟ 
المتصلة كانت فتاة أمريكية شقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن .. تسألوني كيف عرفت ؟ 
من المستحيل أن يكون هذا الصوت الملائكي الجميل إلا صوت ( فتاة أمريكية شقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن )


أنا : ( يس يس فانتازتيك بلييز وي آر تشيز برجر دبل سايز يس بليز قو قو ييه ييه ) 

طبعاً من الواضح أن ( الفتاة الأمريكية الشقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن ) لم تفهم حرفاً من ما قلت .. 

اضطررت لإيقاظ أخي الأكبر .. والذي يجيد بعضاً من الشتائم الأمريكية على شاكلة ( ***يو ) ( سون اف *** ) لمساعدتي في هذه المعضلة ..! 

أخي : ألو .. هلا والله .. شلونك ؟ وش تصير لك سكارليت جوهانسون ؟

سحبت سماعة الهاتف من يده بقوة ..
فالأحمق لا يبدو قادراً على تمالك أعصابه أمام هذه ( الفتاة الأمريكية الشقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن )


ولله الحمد والمنة والفضل .. 
اتضح أن هذه ( الفتاة الأمريكية الشقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن ) تتحدث العربية .. 


أخبرتني بما معناه ( أن أمي لا بد وقد دعت لي في ليلة القدر )
إذ اختارني الكمبيوتر لأكون من بين الخمسين ألف أحمق الذاهبين إلى أمريكا ..! 


أخبرتها أن : الله يستر عليكي يا شيخة وجزاك الله ألف خير ..
يعني ما تتصورين أنا أحب أمريكا كيف .! 


هل تصدقين بأن حلم طفولتي أن أبيع فلافل في عربة متنقلة في أزقة واشنطن الخلفية ..! 

ضحكت ضحكة ماجنة ـ ولكنها جليلة ـ 
ضحكة لا تصدر إلا من ( فتاة أمريكية شقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن ) 
وأخبرتني بضرورة الدفع إلى الحساب الفلاني في ( إسرائيل ) عن طريق بطاقة الفيزا ..! 


أجبت بسرعة .. بس ما عندي فيزا .! 

طبعاً .. اللئيم منكم ومتصيد الزلات وكافش عثرات الفدغان .. 
لا بد وأنه قد لاحظ أنني لم أعترض على كون الحساب في إسرائيل .! 
كل ما كان يدور في خلدي هو كيفية الحصول على بطاقة فيزا كارد لعينة لأدفع المبلغ المطلوب ..! 


لا أدري لماذا أشعر بأن أمريكا جميلة ..
وتعد بالكثير من الدمقراطية والخير للبشرية .. 
وأن إسرائيل مجرد دولة ( شقيقة ) وليست صديقة .. 
وكل ذنبها أن هناك ثلة من جاحدي الجميل .. 
يحاربونها ـ فقط ـ لأنها تنشد السلام .. 
وترغب في أن تكون جزءاً من همومنا .. 


هل يا ترى بعت قناعاتي بمجرد أن فتحت أمريكا ذراعيها لاحتضاني ..! 
أم أن كل ما في الأمر هو أنني شخص مقهور معذور وجدت فرصة للحياة .. 
خصوصاً وان محدثتي ( فتاة أمريكية شقراء ، مائسة القد ، زرقاء العينين ، ناعمة القوام ، غضة البدن )



وإلى لقاء .. 

أخوكم : ابن أبي فداغة المتأمرك حتى يأذن الله بأمره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق