الجمعة، 24 مايو 2013

الوالد القائد .. وأبناؤه الخونة !!

..
.
منافق نص ونص : أرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير ، وأسأله عز وجل بأن يحفظ لنا الوالد القائد ، باني مسيرة التنمية .

..

بالأمس قال لي والدي : بأنه ( هل تريد الحقيقة ) ؟!
لدينا في الإسلام لا يوجد شيء اسمه ثورة ، الحاكم يستمر حتى الموت !
لم أشأ أن أعكر عليه صفو شكه ، تركته مع السيناريوهات العديدة التي يتخيلها ..
كنت أريد أن أسأله ـ باعتباره عاصر فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ عن مفهوم الثورة !
عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين خطب بالمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم
فقال : أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ، ماذا كنتم فاعلين ،
وكرره فلم يجيبوا !
فقال بشر بن سعد : والله لورأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا ..
فرد عمر قائلاً : الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر بسيفه ..
لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولاخير فيّ إن لم أسمعها .



كنت أريد أن أسأله عن سنته رضي الله عنه
حين اختار أفضل الصحابة وجعل الأمر شورى بينهم ! 
لكنني عدلت عن كل ذلك ..
لأنني عرفت إنه حين يقول ( هل تريد الحقيقة ) فهو إنما يقول رأيه فقط !!


..


منافق فنان : إننا جميعاً نشعر بالامتنان لما يقدمه الوالد القائد ، لا أقول مواطنين فقط ، بل كل مسلم عربي يعرف حق المعرفة هذا الرجل الأمين الصادق الذي نذر نفسه، ووقته ، وجهده ، وماله لخدمة الإسلام والمسلمين .

..
.

بصفتي والد حقيقي لعدد اثنين من البني آدمين ،
وقائد افتراضي لمجموعة ـ باعتبار الثلاثة مجموعة ـ فإنني أرى أنني أحق بأن أكون الوالد القائد من أي بني آدم رئيس أو ملك !

منتخب بجد بجد أو يشتري الأصوات !

فاتح أو قائد ثورة !

خائن أو خائن وعميل بنفس الوقت ..


فأنا أشتري المربى والحلاوة الطحينية من حر مالي ! 

وأجلب الألعاب المستعملة بعرق جبيني ..

بل وأعرف كيف أوفر من بقايا مرتبي الهزيل لأشتري ( سشوار ) صيني ، لزوم الرفاهية !


ومع ذلك لا أطلق الرصاص الحي على أبنائي لأنهم طالبوا بلعبة أفضل ..

أو أزج بهم بالسجن لأنهم ثاروا علي من أجل صنف غذائي جديد ـ كورن فلكس ـ على سبيل التغيير !!

ولا أطمح لأن أحكمهم لمدة أربعين عاماً ، بل ولا حتى ثلاثين !

فابنتي مرشحة لتتزوج في العشرين ربما ، وبالتالي يحكمها أحمق آخر غيري !

وابني ربما يتزوج في الخامسة والعشرين لتحكمه زوجته ! 

أما زوجتي فلا مشكلة لديها لأنها هي الحاكم الفعلي للمجموعة ! ( أيقونة يا عيب الشوم ) 

..
.

منافق محترف : إن المتتبع لمسيرة التطوير والتحديث خلال ثماني سنوات مضت فإنه يثمّن عالياً ماتحقق وما أنجزه الوالد القائد من إنجازات ونجاحات كبيرة على الصعد كافة ، ولانستطيع سردها بهذه الكلمات البسيطة بل تحتاج إلى مجلّدات لأنها مسيرة عامرة بالإنجازات والعطاءات شملت مناحي الحياة كافة ..
.
..


بصفتي والد فأنا أعرف هذه العلامات جيداً ..
الوالد القائد يسرح ببصره ، يشرد كثيراً ، يهدد ، يتوعد ..
ينذر ، يتخبط في قراراته ..

يذكر أبناءه بأفضاله ، وإنجازاته !

الوالد القائد فقد السيطرة تماماً !!! 

لم يعد الأبناء صغاراً ..
ولم يعد هو المصدر الوحيد للمعلومة ..
ناهيك عن أن انبهار الصغار بشخصية والدهم قد زالت تماماً ..
الأب القوي ، القادر ، النظيف ، اتضح أنه بالنهاية شخص مثل الآخرين ..


إنه يثير الحزن ، والشفقة ..
أحدأبنائه الفقراء ، بدأ نوبة هستيرية من البكاء ،
إنه ـ بفقره وجوعه وهمه وحزنه وخيبته ـ من أهم إنجازات هذا الوالد القائد ..
وعلى الرغم من ذلك لا يستطيع أن يمنع نفسه من البكاء !

هذا شخص لا يزال يصدق ، ويحب ، ويؤمن بالوالد القائد !
هذا أبي الذي يريد مصلحتي ، ومن المستحيل أن يؤذيني !
هو فقط يؤدبني ويربيني !
حتى عندما هشم ضلوعي ، وسحق أحلامي ! 
فهذه كلها وسائل تربوية على غرار ( عيبو ) و ( همّه ) حتى يمنعني من أذية نفسي !
ما دام الوالد يرى أن الفقر هو الوضع المناسب لي ، فليكن !
ومن أنا حتى أعترض على إرادته !!



لك العمى بقلبك موو؟


ما هي حكاية الوالد القائد تحديداً ، ومتى بدأت؟!

ومين اللي طلع هالموضة !
وهل الوالد القائد هو هذا الشخص الحالي ؟حتى نتعلق فيه ونحبه .. 

ونطيعه إذا أمرنا بأن نطفئ الأنوار في التاسعة ..
ونخلد إلى الفراش في التاسعة والنصف !!


أم أننا مجموعة من اللقطاء ننتظر أي رئيس ليصبح أبونا وخلاص !

طيب رئيسنا اللي مات من يومين هل هو ( زوج أمنا ) مثلاً؟!



نظام العجائز حين يخبرن بناتهن بأنه ( ظل راجل ولا ظل حيطة ) نظام خايب ..
ولا يصلح في حكم الشعوب ، وتزاوجها مع السلطة ..

ناهيك عن أنه لا يوجد أم عاقلة في الوجود سوف تقبل بأن تبقى ابنتها مع أي راجل إذا كان مثله مثل الحيطة فعلاً 

ورؤساؤنا أثبتوا أنهم حيطان حقاًَ ، بل ربما يتفوقون على أكبر حيطة بتبلدهم ، وعدم إحساسهم ، وبطئ فهمهم ..

يمنون علينا حتى اللقمة التي لا نأكلها ! 

يعايروننا بالأمن والاستقرار والنظام ، ويهددوننا بالفوضى !


ملعون أبو الاستقرار اللي ذليتو أهلنا فيه !


ضعف ، مركز متأخر بين الأمم ، ذل ، مهانة ، تأخر اقتصادي وعلمي ، تخلف !!


لديهم هناك في أوروبا وأميركا ، والدول المتحررة عموماً أكبر نسبة ممن يطلقون عليهم أطفال المفاتيح ..

وهم الأطفال الذين يعيشون مع أمهاتهم ، ويملكون مفاتيح لبيوتهم !

يعني هم بعبارة أقسى قليلاً أولاد حرام !


لأول مرة أحسدهم إن ما عندهم ولاء لأي بني آدم أهبل على اعتباره والد قائد ! 

بوش يروح يجي كلنتون !
كلنتون يمشي يجي بوش الابن ..
انتهينا من بوش تعال يا أوباما !


دائماً لديهم شخص قادر على الارتقاء بهم على أعلى القمم ..
دائماً لديهم الثقة الهائلة والكبيرة على اختيار شخص على قدر المسئولية ..
يحقق آمالهم وطموحاتهم !

دائماً هم أكبر من أي سيناريو مؤامراتي ، لأنهم أكبر من كل مؤامرة !

شعب عمره لا شيء مقارنة بأعمار الشعوب العربية ،
لكنه تعلم الدرس ، عرف كيف يثق بنفسه !

عرف أن هذا الوالد القائد ما هو إلا وهم ،
وأنه هو الوالد الحقيقي ، والقائد الفعلي لكل الرؤساء !


ولنا في قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية أسوة حسنة ..
أين هو تشرشل الآن ! 

هل يعاير البريطانيين بعدم وفائهم ! 
هل يذلهم بإنجازاته ..
بل أين روزفلت ، وترومان ! 
لا أعرف إن كان لديهم أبناء أما لا ..
لكنني متأكد أننا لن نشاهد أبناءهم على المسرح السياسي لو كان لديهم ..
أين ابن الشهيد عمر المختار ! 
الثائر الحقيقي ، وليس ثائرنا الدكتاتور الأهبل ! 
!!


كل هؤلاء غابوا عن المشهد السياسي بإرادتهم ، أو غيبتهم شعوبهم بعد أن أخذوا بوسة على شواربهم ..
لكنهم تركوا لشعوبهم إرثاً ضخماً من الإنجازات ..
إنجازات تفوق إنجازات 
رؤسائنا مجتمعين ..
التي هي عبارة عن ( وضع حجر الأساس ، استقبل ، ودع ، أرسل برقية تهنئة ) 

أما أقوى إنجازات قادتنا على الإطلاق فهو الاعتراض على الوحشية الإسرائيلية ، والحزن على ما آلت إليه مسيرة السلام !

!

..
.



منافق شرنقة لم يصبح فراشةً بعد : إن أولياء الأمور لهم الطاعة وأننا إذا أسئنا إلى أحد الرؤساء فأننا نسيء لنفسنا بالدرجة الأولى ..
الاساءة للرؤساء العرب .. تخالف ما جاء به الشرع والدين ...

وأطيعو أولي الأمر منكم ..

وأولياء الامور هم الرؤساء والحكام ... 


* جميع ما ورد بالأزرق هو اقتباس حقيقي من ثلاث صحف عربية صادرة عن ثلاث دول مختلفة ، مع تغيير اسم الرئيس إلى ( الوالد القائد ) أما الاقتباس الأزرق الأخير فهو تعليق أحد القراء على مقال أحدهم . 

هناك تعليقان (2):

  1. مالك حل

    مقالك موجع

    و واقعنا مبكي حد الهزيمة النفسية ):

    ردحذف