الجمعة، 24 مايو 2013

تخاريف ابن أبي فداغة " لا .. وألف لا "

..
ـ لا إله إلا الله 

ـ يقولون : بأن الإيمان لا يُغَيِّر الواقعَ لكنهُ يجعلك أكثر قدرةً على التعايشِ معه !
لا تجعلهم يخدعونك بأكاذيبهم ، لا تكن مؤمناً يصبرُ على الذل ، ويتعايش مع المهانة ، ويسكت عن الظلم بحجة الإيمان بالقدر ..
يجب أن يمنحك إيمانك القوة ، الرغبة بالتغيير ، القدرة على قول " لا"

ـ العالمُ يعُجٌ بالحمقى القادرين على رؤية حماقات الآخرين بشكل رائع ، والتحدث عنها بشكل أروع ، لكنهم يعجزون عن رؤية حماقاتهم الخاصة ، وإن رأوها أحجموا عن الحديثِ عنها !
لاتكن مجرَّدَ أحمق آخر . يقضي وقتَه بإخبار الآخرين عن مدى سوئهم ، انشغالك بحماقاتك ليس كافياً ليبعد عنك صفة الحماقة ..
لكنك ـ على الأقل ـ سوف تصبح الأحمق الوحيد الذي يعرفُ أنّه كذلك ..!

ـ تغضبك الأشجار ، فبالرغمِ من سنواتِ عمرها المديدة إلا أنك لا تتعلم منها شيئا ، حتى عندما تتكلم فهي تخبرك بعمرها فقط ! 
حسناً .. لا تغضب فإن كان ثمّة شيئ عليك تعلمه من الأشجار ، فهو أن " الصمت " يطيل العمر !

ـ تتسائل كثيراً إن كان من حقك أن تعيش حياةً سعيدة ، وأن تحفظ حكومتك كرامتك 
حسناً .. لا ترهق نفسك كثيراً ، هم ـ على الأرجح يتسائلون إن كان من حقك أن تعيش أصلاً !

ـ عاشت " الصراصير " على هذه الأرض منذ ملايين السنين .. 
ثم جاء الإنسان ـ بعمره القصير ـ ليحكم هذه الأرض ..
ويمارس ـ بدافع التقزز ـ سحقه لتلك الحشرات .. 
لا بد وأنها بحثت عن أسباب مقنعة تدفع الإنسان لتلك التصرفات ..
و لا بد أن الإنسان القديم كان يقضي الساعات وهو يُقنع الصراصير بأن سحقهم ضرورة ملحّة للتوازن البيئي ! 
لا أعرف إن كان الإنسان الحديث لا يزال يشرح دوافعه ، ويبرر مواقفه ..
لكنني متأكد من أن الصراصير قد كفّت تماماً عن التساؤل ! 

ـ لا تحاول جمع الكثير من الأشخاص حولك لتحارب شعورك القاتل بالوحدة .. 
فليس هناك شيء أصعب من الوحدة ، إلا أن تكون وحيداً وحولك الكثير من الأشخاص ! 

ـ غريب أمر الإنسان ..
لا يشعر بالعار بالرغم من أنه يفعل الكثير من الأشياء المخزية التي تدعو للخجل ..!
والأمر الوحيد الذي يدعوه للفخر هو أن الآخرين لا يعرفون .. 

ـ الحديث عن " الصراصير " ممتع حقاً ، نسيت أن أقول بأنها ـ أي الصراصير ـ تعلمت كيف تعيش ، وتزيد مقاومتها لشتى أنواع الإبادة ..
فقط لأنها لا تضيِّع وقتها كثيراً في التساؤل حول حقها في العيش ! 
لأنها تريد أن تعيش حقاً ..

ـ ببساطة شديدة ، لن تتوقف السيول ، ولن تنتهي الزلازل ، لا بد لأحدٍ ما أن يموت .. 
لا بد لمذيع الأخبار المبتهج أن يجد كارثة يتحدث عنها ، و لا بد للمصور من ضحايا ليوثٍّقهم ، و لا بد من وجود مسئول يبرر ، هذه من نواميس الكون ..
فقط متى نفهم بأننا هناك دائماً لنموت ، والمسئول دائماً هناك ليبرر !! 

ـ الكوارث مناسَبة مناسِبة لتشعر بالسعادة لأنك لا زلت على قيد الحياة ، لعلَّنا نضيفها لأعيادنا ومناسباتنا ..
يقولون بأن رمضان ليس لمجرد فرحة الصائم بفطره ، بل ليشعر الصائم بما يعانيه الجياع ، ويقولون أيضاً بأن العيد ليس لتلبس الجديد ، بل لتتذكر من يقضي عيده عارياً ..!
حسناً لقد كف الناس عن الشعور بالآخرين ، مثلما أننا نفرح بالعيد ـ لأننا نملك حقاً ما يدعونا للفرح ، علينا أن نفرح بالكوارث كذلك ! 



ـ لا إله إلا الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق