الجمعة، 24 مايو 2013

مايند يور أون بزنس ! !



: is a common English saying which asks for a respect of other people's privacy. It can mean that a person should stop meddling in what does not concern that person, attend personal affairs of others instead of your own


على ذمة : ويكيبيديا




يا ابن الحلال التهي بحالك : 

نصيحة عربية يقولها شخص لا يطبقها ، لشخصٍ لن يلتزم بها ..
وهي عبارة مطاطية قد تعني ( لا تتدخل في شئون الآخرين ) 
وقد تعني أحياناً ( لا تتدخل في الأمور التي لا تفهم فيها)
وفي أحيان كثيرة تعني ( لا تتدخل في القضايا التي لن تستطيع تحمل تبعاتها ) 
لكنها غالباً تعني ( لا تتدخل في أي شيء على الإطلاق ) ! 
وفي الحقيقة هي لا تعني إلا شيء واحد فقط ( التهي بحالك ، فعلاً ) !! 


..


قلت لها ـ ونحن على طاولة العشاء ـ 
( على طاولة العشاء : تعبير آخر شائع ، والحقيقة هي أنه لا يوجد طاولة ، ولا يوجد عشاء ، كل ما في الأمر أنه قد تم تسخين غداء اليوم ، الذي هو في الأساس عشاء البارحة وتم وضعه فوق جريدة الرياض ، تحديداً فوق فقرة عواكيس ، وهي الفقرة التي عندما أقرأها أكف عن اعتبار نفسي أسخف الأشياء على سطح الأرض ، فهناك من هو أسخف مني حقاً ) 



قلت : ما رأيك بهذه الفكرة !

لم يبد على وجهها الاهتمام ..
لكنها قالت لي ـ وهي تعالج بالملعقة تلك الحكاكة التي تكونت على سطح طبق الأرز ـ : هات ، اطربني !


قلت لنفسي : أطربني ! ما هذا التعبير البيئة !! ليه أبو الليف عميحكي معك !

لم تعجبني العبارة كثيراً ، لكنني قررت أنه إذا لم أستطع أن أعذر هذه الإنسانة التي يقفز فوق رأسها طفلان طوال النهار ، وتعتني بالبيت ، ثم تكون مطالبة بتحضير طبق عجة ، وبيض مسلوق ، وبيض مقلي ، وشكشوكة 
( بدون طماطم ) علماً بأنه لا يوجد في الثلاجة سوى بيضتين !! 
فمن أعذر إذن 


قلت : لص يهرب من البنك حاملاً شوالاً مليئاً بالنقود ..
وسيارات الشرطة لا تعيره اهتماماً ..
وتتركه لتطارد قطة صغيرة مشردة حاملة في فمها حبة بندورة !!


نظرت إلي في عدم فهم ..

فقلت ـ وأنا أنظف الرز الذي ينثره فارس فوق رأسي ـ : هذا كاريكاتير ! 

اتسعت مساحة عدم الفهم في عينيها وهي تقول : كاركتير إيش ! 

أجبت : أفكر في رسم كاركتير يظهر سيارات الشرطة وهي تطارد قطة .. قاطعتني قائلة : فهمتك والله !

بس من إيمتا وأنت بتعرف ترسم !

تلعثمت وأنا أقول : أ أ لا لا مو أنا ، بس بشوف أي واحد بيعرف يرسم ..
وأنا بعطيه الفكرة وهو بيرسمها ! 
يعني كوسيلة للتحدث عن غلاء سعر البندورة ..


ولفت نظر العالم لهذه المشكلة !!

قالت : وهل هذه هي وسيلتك للتعبير ! 

قلت في نفسي : 
( الحمد لله لم تصفق بيديها ـ كما تفعل النساء السوقيات في المسلسلات العربية الرديئة ، ولم تقل لي : لولولوليييش ، شو وسيلة للتعبير يا روحي ، بدل ما تشوف وسيلة تجيب فيها بندورة للبيت ! ) 



استطردت قائلة :
الناس ليست بحاجة لمن يلفت انتباهها للمشاكل التي تعاني منها فعلاً ..
إن كان هناك من يجب أن يفعل ذلك فهو بالتأكيد ليس أنت ..
لأنك ـ من المفروض ـ تعاني من نفس المشكلة ..
وليس لديك الوقت لتلفت انتباه أحد !!


عندما تغرق سفينة ، فإنك لا تتوقع أن يقوم أحد الضحايا بلفت انتباه خفر السواحل لأي ضحية أخرى سواه !! 

هذا الدور الذي تحاول أن تلعبه هو دور شخص من الأشخاص إياهم ..
الذين يتقاضون راتباً محترماً ..
يرمي كل يوم بأطنان الطماطم المتعفنة في ثلاجته ..
يجلس خلف مكتبه المكيف في الجريدة .. 
والأهم من كل ذلك لديه موهبة الرسم ! 



ابتلعت الملعقة الفارغة في صمت وأنا أقول ـ في نفسي طبعاً ـ : 
الحمد لله لم تقل لي ( لولوووليش ، بدل ما تشوف وسيلة تجيب فيها بندورة للبيت ) 


يا ابن الحلال التهي بحالك الله يرضى عليك بدل ما تسمع شي بهدلة !! 

... 
.. 



ليلة الخميس قضيتها في فعل كل الأشياء الأخرى التي يفعلها الأشخاص الذين لا يعانون من أية مشاكل ..
معي لابتوب ( وهو لابن أخي والله ) 
بعد أن قررت الاستفادة من خدمة الإنترنت المجانية التي يقدمها المقهى في التحدث مع الأصدقاء على المسنجر ،
والفيس بوك ، والمنتدى ، 
وكل وسائل الزحمة الاجتماعية التي يوفرها الماخوذ ( النت أقصد ) .. 


أخرجت من جيبي الغلاف الكرتوني لعلبة المناديل ..
الذي أستفيد منه في فرز النقود بالطريقة التالية : 
أطويه عدة مرات ، ثم أضع داخل كل طوية مبلغاً من المال ..
أكتب تحت المبلغ مباشرة على الكرتون شرحاً لما سوف يصرف فيه هذا المال ..


أفتح الطوية الأولى ..
مبلغ اثني عشرة ريالاً ، وتحته كُتب :
لترين لبن ، ربطتين خبز ، ريال فشفاش ، ريال عصير ..


أفتح الطوية الأخرى ..
خمسة عشر ريالاً ، وتحتها كُتب :
شيشة ، براد شاي صغير ، ريال بقشيش ..


أسحب المبلغ بسعادة مفرطة ، ثم أعيد الورقة إلى مكانها .. 

المشكلة أننا لا زلنا نتظاهر ، حتى في البقشيش ! 
فيه أحد للحين يعطي بقشيش يا عالم ..


ليس رحمة بالتأكيد ..
ليس صدقة وإلا ما دفعت في مقهى .
هي ـ ولا شك ـ رغبة في إخبار العامل بأنك شخص راقي بتفهم بالشغلات هي !! 


لا أنسى أن أخبركم أنني أحرص على أن أسلم على حارس الأمن في كل مرة أدخل فيها للمقهى ..
أسلم عليه باحترام مبالغ ..
لا يعني أنني أحترمه بقدر ما أريد أن أوصل له فكرة أنني إنسان محترم على فكرة ! 
شفت شلون أسلم عليك وكأنك بني آدم مثلنا تماماً ! 



...
..


تحدثنا في كل شيء ، قلنا نكتاً سخيفة وضحكنا منها ..
ناقشنا الكثير من الأمور العميقة بأسلوب سطحي ! 


سولفت مع أحد الأصدقاء ـ في الفيس بوك ـ عن المراقبين هنا في المنتدى ..
كان حواراً شيقاً حقيقة ، مليئ بالعبارات الحضارية الملتوية التي لا أعرف معناها ، لكن ذلك لم يمنعني من التحدث فيها ..
عبارات على غرار ( استبداد ، محورية ، قولبة فكرية ، سادية ) 
حوار جميل فيه الكثير من الشتائم التي لا يتسع المجال لوضعها بين قوسين !


تساءلنا عن الكيفية التي يتم بها انتقاء المشرفين ! 
حتى توصل صديقي إلى أنهم ـ لا بد ـ يغرون الأعضاء من المنتديات الأدبية ( الصدقية ) بالإشراف !
كما يفعل النصر مع لاعبي الأندية الأخرى ، حينما يغري لاعبيه بشارة الكابتن !! 


وهو أمر غير صحيح طبعاً ..
لأننا نعلم جيداً ـ في قرارة أنفسنا ـ أن الساخر يبي الفكة من اللي فيه ! 
ويغلق المجال دائماً أمام المسجلين الجدد ..
لكننا كنا راضين باستنتاجنا الجميل ..
وضحكنا جداً ، يا للسعادة ، دائماً السبب في خيبتنا أن الآخرين مجرد حمير !!


.


ثم دخلت في حوار مع أحد الأصدقاء ـ وهو مشرف ـ 
تحدثنا عن الأعضاء الذين لا يعجبهم العجب ..
طرحت تساؤلاً بريئاً جداً ..
هل تصدق أن هناك من يسأل من أين يختارون المشرفين ! 


سبحان الله يا أخي ..
كأن المشرفين ما كانوا أعضاء ..
وإن كونهم أشخاص سيئين لا يدل إلا على أن القاعدة البشرية التي يتم الاختيار منها يغلب عليها السوء ! 


يعني منين يجيبون المراقبين بالله من منتدى ثاني مثلاً !! 


وهو أمر غير صحيح قطعاً ..
دائماً هناك احتمال بأن أكون أخطأت الاختيار ..
وأعين شخصاً غير مناسب في مكان غير مناسب !! 


لكننا كنا راضين باستنتاجنا الجميل ..


ضحكنا كثيراً جداً ، يا للجمال ، 
دائماً السبب في كوننا رائعين هو أن الآخرين مجرد حمير !! 


..
.


تحدثت مع الصديق الحبيب أدهم ، ( في الفيس بوك ولا المسنجر ناسي )
عن الكثير من الأمور ..
عن نظرتنا للاستقرار ! 


أذكر أنني قلت كلاماً فارغاً لكنني أحببته ..
نسيته طبعاً لكنه لا يتعدى كونه كلاماً عادياً سمعناه ( مليوم ) مرة 
لكنني أقوله وكأنني مخترع المصباح الكهربائي ! 


الاستقرار : هو أن أستيقظ من النوم ولا أجد سعر الطماطم قد ارتفع ! 

الله ، يا للروعة 


تحدثنا عن التوريث ..
عن شركة الحراسات الأمنية التي أعمل فيها ..
حينما استلم مهام ( مدير العمليات ) شخص من عائلة معروفة ..
وكيف تحولت الشركة خلال ستة أشهر إلى شركة عائلية بحتة ! 
ابتداءاً من السوبر فايزر الذي اتضح أنه ـ بالصدفة ـ ابن عم مدير العمليات ! 


إلى المدير الإداري ، والمدير المناوب ! 

وكلهم يحمل في نهاية اسمه لقباً يدل على أنه من تلك القبيلة المعروفة 
التي ينحدر منها ذلك المدير ! 
كل ذلك بالصدفة البحتة طبعاً ..


يعامل الشركة كأنها من حلال الوالد !!!

أمس ، أمس أمس وليس أمس البعيد ..
كان يلعب المنتخب السعودي الأولمبي مع نظيره البحريني ،
أخذ المعلق يسهب في الحديث عن العوائل الكروية ، 


اتضح أن سبعة من لاعبي المنتخب تربطهم صلة قرابة بأحدٍ ما ..
إما بفلان الإداري ، أو فلان اللاعب في الفريق الأول ..
أو فلان المدرب ، أو فلان المشرف !!


أليس هذا توريثاً ! 
ولا حنستعبط !!


ثم نتساءل ـ بكل براءة كذلك ـ كيف يجد حافظ الأسد ( ألف رحمة ونور تنزل عليه ) الجرأة لتوريث الحكم لابنه ! 

وما الذي يفكر فيه حسني تحديداً !؟


وهل كانت هذه من أملاك اللي خلفوهم على شان يورثوها لأولادهم !!


على الأقل هم يمتلكون الجرأة الكافية ليعلنوا أن ذلك لم يكن من قبيل المصادفة !!

هم يقولون : 
أنتم تصرون على معاملة بعضكم بهذه الطريقة ..
الآخرون مجرد حمير لا تفهم ، بينما الحقيقة هي أنكم مجرد حمير تعتقدون أن الآخرين مجرد حمير لا تفهم !! 


أما نحن فنعاملكم على أنكم مجرد حمير ، ليس من المطلوب منها أن تفهم أصلاً ، حتى ولو كانت تفهم ! 
المطلوب أن تذعن فقط !!


...
..


ترددت كثيراً قبل أن أطرح هذا الموضوع !!
وكثيراً هذه كلام فاضي آخر أيضاً ..


لأنه متى ترددت كثيراً وأنا تحدثت مع الأصدقاء قبل أمس ، وتعشيت أمس ..
والسعودية لعبت مع البحرين أمس ! 
يعني كتبت الموضوع اليوم !! 


طيب متى ترددت ؟
الله أبو التردد اللي خمس دقايق !! 


لكنني ترددت فعلاً ، قلت يا ولد التهي بحالك !
لا تجيب لحالك البهادل ! 




أنا أتساءل فقط ، ما هو مقدار التدخل المسموح به في شئون المجتمع !
كيف تتفاعل مع مجتمع ليس مسموحاً لك بالتحدث في أي شأن من شؤونه ؟



وما كتبت هذا الموضوع ، ولا طرحت هذا التساؤل ،
إلا لأنني أعيش حالة هائلة من التفاؤل .. 
فأنا ـ وفي صفحة قريبة ـ تعرضت لتجربة حوارية جميلة جداً ، تستحق الفرح ..
كتبت موضوعاً كاملاً دون أن يشتمني أحدهم !!


بل وتخيلوا قلت رأيي ، إي والله العظيم قلت ،
دون أن يقرر شخص ما أنني يجب أن أعامل معاملة سفاح كترمايا ! 


أو أن يشهَّر بي كما فعل بالمسكين الذي وقع ضحية سطوة الإعلام ، والذي نسميه ( مجاهر إل بي سي ) ! 



للمرة الأولى أتحدث على راحتي ـ أنا دائماً أفعل ـ 
لكن هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها وأنا لا يقلقني ذلك الهاجس ..
أن يقول لي أحدهم ..


مايند يور أون بزنس !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق