..
فالمرأة التي تحب الرجل لأنه يحسن لشقيقاته ، ويعاملهن بحنيّة ، ولأنه عنيد ورأيه من رأسه وليس من رأس أي أحدٍ آخر ..
هي ذاتها التي كرهته بعد أن تزوجته ، لأنه لا زال يحسن لشقيقاته ويدلعهنّ ، ولأنه عنيد ومستقل ورأيه من رأسه ..
والرجل يحب الفتاة ، الجميلة ، قوية الشخصية ، المستقلة والمعتدة بنفسها ..
لكنه يسارع لإحباطها ، وتحطيم ثقتها بنفسها ، وتحويلها إلى مجرد تابعٍ معطل القوى ..
يفعل ما يُؤمر به ، لا يستطيع الابتكار والتطوير ، عنصر عاجز يستمد قوته من الرجل ..
وتتذمر المرأة من زوجها الذي أصبح شخصاً آخر غير الذي تزوجته !! )
..
لو كنت نهراً فأنا أجف ، ولو كنت أرضاً خصبة فأنا أتحول إلى صحراء قاحلة ..
ولو كنت غابة فقد قضى حريق ضخمٌ على كل أشجاري ..!
وأحتضن إشارات ( عدم الوقوف ) في الشوارع ..
وأكتب شعراً رديئاً لزمزمية القهوة ..
ثم أقارن بين ما تفتق عنه ذهني ، وما كتبه مطاوع ، فأجده متشابهاً جداً !!
أتألم مع ( المعذبة ميم هاء ألف باء دال راء ) فتاة شابة في الأربعين من عمرها ، ثرية ، تعتقد بأن صديقها ـ عبر الهاتف ـ والذي يصغرها بخمسة عشر عاماً لا يحبها حقيقة ، وأنه يحاول استغلالها عاطفياً ومادياً كذلك ، وأنها بدأت تشك في أمره ، خصوصاً وأنه يخطئ أحياناً فيخاطبها : بـ ( سمر ) بدلاً من ( مها ) !
ويدلعها بـ ( رشروش ) بدلاً من ( مهاوي ) !
فأتعاطف معها وأشعر تجاهها بحب عنيف من ( القراءة الأولى ) لو كان هناك حب كذلك ، وأجدني وقد تسلفت مائة ألف ريال لأدفع مهرها ( لا أعرف أحداً يسلف مائة ريال هذه الأيام ، لكن في خيالي يسلفون نص مليون أحياناً ) ..!
وأتظاهر بالاستماع إلى همومها وأنا في حقيقة الأمر أفكر في العشرين يوم المتبقية من الشهر هل ستكفي ثلاث مائة ريال للوصول بنا إلى آخر الشهر بسلام !
لا أقدم أي نوعٍ من الحلول ، فقط أرسم على وجهي علامات بائسة متعاطفة ، وأصدر أصواتاً على غرار
( همممم ، إمممم ) ثم لا شيء !!
لم أعرف إلا مؤخراً أن المرأة لا تشتكي لطلب العون والمساعدة والحلول الافتراضية ، بل هي تنشد التعاطف وكلمات المواساة فقط !!
وأنه ( فهِم اللعبة ) فكان يرسل لهنّ أي كلام وخلاص ، لا يقرأنه بكثير من الاهتمام ، المهم أنه قرأهنّ واستمع إليهنّ ، بل وأجابهن !!
كنت أتساءل : لماذا لا أمرض ؟!
لماذا لا أمل ؟!
لماذا لا أنام ؟!
كنت أدخن بإفراط ، أخرج دخاناً لا تستطيع أن تخرجه كل الإطارات التي يحرقها المتظاهرون في العالم ..
ومع ذلك لم أكن أمرض !
كنت أمارس الشيء مراراً وتكراراً ولا أملّه ، كنت أقرأ الرواية عشرات المرات دون أن أكرهها !
آلة هزيلة يا دوب تجيد الوقوف ، آلة تتعرض للإغماء عندما ينخفض لديها السكر
..
هذا لا يعني انني لم أشاهد حلقات كثيرة منه ، فأنا لم أقل ـ أبداً ـ بأنني لست سخيفاً !
إنهم يحبون بعضهم في المسلسل بهبل ، بطريقة غير معقولة ، أقل ما يقال عنها أنها مبتذلة ..
ما الذي يدفع ( مهند ) مثلاً ، شديد الوسامة ، إلى مطاردة تلك السيرلنكية ( مع احترامي للنساء السيرلنكيات )
التي تصدّه على طول الخط ، وتتعبه ، ومع ذلك يُسمعها عبارات الغزل دون كلل ، ويُسبِّل لها عينيه الزرقاوين دون توقف !
بل ـ ويا للهول ـ يحملها بين يديه بمناسبة ودون مناسبة !
هم قادرون على اختيار فتاة أجمل ، على الأقل نتظاهر أمام نسائنا بأن ما يحصل هو بسبب أنها جميلة ..
وليس لأن مهند رومنسي مثلاً !
..
والشنقليش ـ ببساطة ـ هو أكلة شعبية سورية لا أعرف مكوناتها ، لكنها مجموعة من الأشياء التي تعفنت لتصبح لها رائحة كريهة جداً ، وطعم كريه جداً ، وشكل كريه جداً ، لكنه ـ مع ذلك ـ من ألذِّ الأطعمة التي تناولتها في حياتي !
للتقريب ، هو شيء يشبه ( المشّ ) المصري ، لكنه أبشع منه بكثير ..
( مهند ) يقطع ربع تفاحة إلى ثلاثة آلاف قطعة ، ثم يتناول واحدة لا تكاد تُرى بالعين المجردة ، ثم يضعها في حركة إغراء سخيفة بين شفتيه الورديتين دون شهية حقيقية وهو ينظر إلى ( نور ) في لوعةٍ شديدة وهي لا تزال غاضبة منه منذ بداية المسلسل حتى الآن دون سببٍ !!
وزوجتي تتابع بحسرة شديدة ما يفعله المسكين مهند ليرضي زوجته القبيحة ،
الحقيقة أنه يبدو وسيماً جداً وهو يرتدي منامته ..
وأن بجامة النوم للنوم فقط ، وأنني لا أعرف لماذا يصر الأصدقاء على إهداء بيجامة نوم لكل عريسٍ جديد ، وكأنه سوف ينام لأول مرة في حياته ! ما هو السر في تقديس البجامة لهذه الدرجة ..
وبقيت صامتاً حتى انتهى المسلسل تماماً ..
..
نلعب البليستيشن ، نتابع فلماً أو فلمين ، جميعنا قد تزوج إلا واحد فقط .!
وهو أوسمنا طبعاً ، وأوسمنا هذه ظالمة لأنه ـ حقيقة ـ الوحيد الوسيم بيننا ..
بل هو الوحيد الذي له ملامح مفهومة ، تستطيع أن تقول هذا أنف هذا فم ..
أما بقيتنا فنشبه ـ كثيراً ـ الدمى الإسلامية التي انتشرت مؤخراً !
تلك التي من غير ملامح !!
من الجنوب هو ، في الثلاثين من عمره ، وهو ابن ناس جداً !
ولولا أنني أعرف الأسباب الحقيقية لعدم زواجه بعد ، لقلت أنه منحلّ ، لكنه ليس كذلك !!
التعليقات المعتادة ..
خالد يقول : هذي الحريم موب حريمنا !
أسامة يقول : يا حسرة على نسواننا .!
بندر : لو الواحد يتزوج مثل هذي كان يتحسّن نسلنا شويّ .!
عبادة : يفضح عرضها شو حلوة ..
ثم إن هذه من خصوصيات المجالس العربية ، فنحن في مجلس الرجال ـ على سبيل المثال ـ من الطبيعي أن يكون تندرنا من النساء يتعلق بالشكل والمظهر !
لأن أشكالهن ومظاهرهن تغيب عنا لاعتباراتٍ دينية معروفة !!
أما في مجالس النساء ، فأنا متأكد أنهن يتندرن من أزواجهن حول أمورٍ تختص بالأخلاق ، والمعاملة !
لانهن تخفى عليهن أخلاقنا ، لكن لا تخفى عليهن أشكالنا !!
ونحن جميعاً ، سواء كنا رجالاً أو نساءً ، لا نقصد الإهانة بقدر ما نحاول حماية ما نملك حتى ولو كان بشكلٍ متطرفٍ مستهجن !!
ثم أكملت ..
بل هو النصيب ، من السهل أن تختار امرأة من بيت خلقٍ وعلمٍ وأدب ، ثم لا تكون كذلك !!
لكنني أقول : لو كان خيراً ـ أي الزواج ـ فعجِّل به ، فأنت في سنٍّ مناسبة ، لتحِب ، وتستهلك عواطفك بشكلٍ صحيٍّ سليم ، وتنجب أطفالاً تملؤ حياتهم بالكثير من الذكريات الجميلة ليعيشوا بها بعد موتك .!
وإن كان شراً ، فهو شرّ لا بد منه ..
عندما تتجاوز الأربعين ، سوف تشعر بوحدةٍ قاتلة ، وسوف تبحث عن أي واحدةٍ ترضى بأن تكون زوجة ، حتى ولو لم تكن تصلح !
ثم تنجب ولداً ، وتموت بسرطان البروستاتا ، وابنك لا يزال في الثالثة من عمره !
ولا تترك لديه أي ذكرياتٍ عن والده المرحوم ، إلا ما تخبره به أمه ، عن والده الذي كان يسلِّك المغسلة بشكل سيئ ، ويرمي الزبالة أمام البيت لفرط عجزه !!
للأسف للتو عرفت عن هذه المدونة!
ردحذفأغلب الكتاب الساخرين لا يكونوا كذلك..مجرد حمقى يعتقدون أنهم كتاب. لكن ليس أنت..أو..هذا ما آمله.
أحببت ما تكتب..ستكون مدونتك مكاني الجديد للمبيت.
ألف شكر لحضرتك على هذه المجاملة الرقيقة ، شكراً لتنويرك المدونة
ردحذف